الصفحات

الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠١٤

(إريك شوفالييه سفيراً في قطر قريباً)

صحيفة الفيغارو 30 نيسان 2014

    من المفترض تعيين إريك شوفالييه Eric Chevallier سفيراً لفرنسا في قطر بعد أن كان مكلفاً بالاتصالات مع المعارضة السورية. كان شوفالييه سفيراً في دمشق حتى عام 2012، ومن المفترض استبداله بفرانك جيليه Franck Gellet للاتصال مع المعارضة ضد الأسد. كان فرانك جيليه يُمثل فرنسا في اليمن بعد أن كان في بغداد.


(دمشق تستعيد السيطرة على الحدود اللبنانية)

صحيفة اللوموند 30 نيسان 2014 بقلم سيسيل هينيون Cécile Hennion ولوران فانديرستوكت Laurent Van der Stockt

     أعلن النظام السوري يوم الخميس 24 نيسان عن انتصار وشيك في مدينة  الزبداني بعد أسبوع من القصف، وتحدث عن "استسلام وشيك" لهذه المدينة التي تمثل آخر مدينة ما زالت بأيدي المتمردين على الحدود اللبنانية. قام التلفزيون الرسمي السوري والإيراني بتصوير بعض "المقاتلين التائبين" وهم يُسلمون أسلحتهم مقابل الوعد بـ "عفو". في اليوم التالي، استؤنف القصف مع استمرار المعارك العنيفة في آخر مراكز السيطرة على المدينة بين الكتائب المتمردة للجبهة الإسلامية وجبهة النصرة وبين القوات النظامية المدعومة من رجال حزب الله. قال أحد ناشطي المعارضة تيم القلموني أمام كاميرات تلفزيون الجزيرة يوم السبت 26 نيسان: "كان المقاتلون مجبرين على قبول الهدنة. انقطعت جميع خطوط تموينهم، ولم يعد هناك ممرات إغاثة لإخلاء المدنيين". كانت الزبداني أول مدينة تقع تحت سيطرة الثورة بتاريخ 18 كانون الثاني 2012، ثم استعادتها القوات النظامية لفترة قصيرة، وتأمل المعارضة أن سقوط هذه المدينة سيكون مؤقتأً هذه المرة أيضاً.
     لا شك أن هذه الأخبار الإعلامية تصب في مصلحة بشار الأسد الذي أعلن رسمياً يوم الاثنين 28 نيسان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، وذلك بعد ستة أشهر من الهجوم العسكري على جبل القلمون، وبإمكانه الادعاء بأنه أغلق الحدود اللبنانية، وقطع نظرياً التمرد عن قواعده الخلفية، وأمّن أوتستراد الشمال باتجاه حمص والساحل حتى المنطقة العلوية. كما أعلنت الحكومة عن فتح هذا الطريق مساء يوم السبت 26 نيسان. إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من خطابات الانتصار في دمشق، فإن الحقيقة على الأرض تختلف قليلاً عن ذلك. لقد فضّل جزء من المقاتلين التراجع نحو جبال القلمون الوعرة أو نحو المناطق الصحراوية في الجانب الآخر من الأوتستراد. إن هذه المنطقة واسعة جداً، وتضاريسها وعرة، ويصعب على النظام السيطرة عليها إلا في حال نشره لقوات عسكرية كبيرة فيها بشكل دائم، ولكن المعارضة تعتبر أنه لم يعد يملك القوات اللازمة لذلك حالياً.
     لا يستفيد المتمردون في دمشق وضواحيها منذ بداية التمرد من ممر سهل إلى بلد خارجي، وذلك بعكس المتمردين في شمال سورية الذين يستفيدون من استمرارية أرضية حتى الحدود التركية. يوجد في جبال القلمون ثلاثة مطارات عسكرية وأحد عشرة قاعدة عسكرية ـ تابعة للوحدات المدرعة والمدفعية وصواريخ سكود تحت قيادة الفرقة الثالثة لجيش الأسد ـ تفصل المتمردين عن لبنان. لم يحظ المتمردون إطلاقاً بممر مباشر لتزويدهم بالسلاح والذخيرة والمؤن أو حتى بممر لإخلاء الجرحى نحو لبنان. يستطيع مقاتلو الغوطة التحايل على هذه العقبات فقط أو المرور بينها.
     يُحلل حمزة بسهولة تقدم قوات دمشق في جبل القلمون، إنه من المقربين لأحد قادة الجيش الحكومي، وانضم إلى الثورة في حمص منذ منتصف نيسان عام 2011. عاد حمزة إلى مدينته في الرحيبة شمال دمشق في شهر حزيران 2011 حاملاً آلة تصوير، إنه يصور ويقاتل مع كتيبة متواضعة داخل الجبهة الإسلامية هي جيش الإسلام. تحدث حمزة في البداية عن أولئك الذين ماتوا أولاً مثل ابن عمه أبو خليل الذي مات بسبب التهاب في ساقه التي بقيت بدون معالجة، أو أبو غضب الذي مات تحت القصف الحكومي لمدينة زملكا في شرق دمشق. يقول حمزة أن مواقع المتمردين في دمشق وضواحيها لم تتحرك منذ عام، وأن المقاتلين محاصرون بشكل كامل تقريباً، و"أنهم يأكلون ما لا يمكن أكله: الجذور والأشجار...". أشار حمزة إلى أن "جيش بشار كان يلجأ إلى أسلوب الرعب نفسه في الاستيلاء على قارة ثم المتابعة نحو الجنوب بمحاذاة الحدود اللبنانية للاستيلاء على النبك ويبرود ورنكوس والزبداني، وذلك عبر القصف بالصواريخ  أولاً ثم ببراميل المتفجرات ثم بالمدفعية. ثم يجري التخطيط للمعارك والقيام بها مع حزب الله وبعض المرتزقة العراقيين الشيعة وبقية الأجانب". كانت بعض المدن تتمتع بسلام نسبي بفضل المصالحات غير الرسمية مع القوى المحلية للنظام، مثل عدم مهاجمة القوافل خلال عبورها على أوتستراد حمص من أجل تجنب قصف هذه المدن. أضاف حمزة قائلاً: "خففت هذه الاتفاقات المحلية من إجراءات الرقابة وانتباه القوات الحكومية على الطرق في القلمون، وسمحت لمتمردينا بالتنقل سراً للوصول إلى لبنان، ولاسيما المرور باتجاه مدينة عرسال على الجانب الآخر من الحدود".
     اعتبرت الشابة السورية ريما التي جاءت من دمشق إلى لبنان للانضمام إلى التمرد في يبرود لاحقاً، أن المعركة في هذه المدينة تلطخت بـ "الخيانات داخل صفوف الجيش السوري الحر". فشلت محاولات المتمردين في رشوة حزب الله. ربما توغل مقاتلو حزب الله في المدينة متنكرين بلباس الجيش السوري الحر قبل سقوط المدينة. كان المتمردون بحاجة إلى أسلحة ثقيلة، وانسحبوا من يبرود بعد شهر من المعارك تحت القصف المكثف. أكدت ريما قائلة: "إن المقاومة لفترة أطول، كانت ستُكلف المزيد من الضحايا البشرية. توجه جزء من المقاتلين باتجاه مدينة عرسال اللبنانية، وأقام بقية المقاتلين مثل رجال كتيبة الغرباء في يبرود في بعض المخيمات للاختباء في الجبال". لم ينجح التعاون بين مختلف المجموعات المتمردة بشكل دائم في المعركة للسيطرة على القلمون. إن اختلاف أهداف بعض الدول التي تدعمهم مثل قطر والسعودية، ظهرت آثاره على الأرض. قالت ريما: "يقال أن المجموعات التي تتلقى المساعدات السعودية، حصلت عليها بعد المعركة". أشار المقاتلون المقربون منها إلى أن حلفاء نظام بشار الأسد ربما خسروا 420 رجلاً بالإضافة إلى تدمير حوالي عشرين دبابة.  يعترف المتمردون السوريون من جهتهم بأنهم خسروا حوالي خمسين رجلاً.
     أشار حمزة الموجود في مدينة الرحيبة التي ما زال المتمردون يسيطرون عليها، إلى أنه لو قام رجال كتيبته بالذهاب لدعم يبرود، فإن القوات الحكومية كانت ستهاجم مدينتهم أثناء غيابهم، وقال: "لذلك قمنا بتحويل الأنظار عبر القيام بعمليات ضد بعض الوحدات ومستودعات الأسلحة في المنطقة. سمح ذلك لنا بإشغال قوات العدو التي لم تعد قادرة على الذهاب إلى يبرود. يتوافق ذلك مع تكتيكنا القائم على عدم مواجهة الجيش على أبواب مدينتنا لكي لا يؤدي ذلك إلى قصف المدينة. اعتدنا على الجبال والصحراء، وسنقوم بعمليات خارج المدينة. أخذنا جميع صواريخنا المضادة للدبابات من طراز Konkurs ـ هذه الصواريخ الفعالة التي ما زالت تنقص المتمردون السوريون ـ ودباباتنا العشرة وذخيرتنا من الجيش السوري". ثم اعترف حمزة قائلاً: "إن محاولة حزب الله والحكومة لعزلنا فعالة، ولكن جزئياً فقط. ما زالت أمامنا إمكانية الوصول إلى تركيا أو الأردن عبر الشرق. فيما يتعلق بالوصول إلى تركيا، إن وجود عناصر الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام يجعل الطريق معقداً. إذا صادفناهم، فإنها مواجهة مباشرة. ولكننا نتمكن في النهاية من العثور على ممرات. فيما يتعلق بالوصول إلى الأردن، هناك دائماً طرق الصحراء".
     على الصعيد العسكري، ما زالت نتيجة العمليات التي قامت بها القوات الحكومية في القلمون منذ شهر تشرين الثاني 2013 قابلة للنقاش، ولكن الانتصار لا يمكن إنكاره على صعيد الدعاية الإعلامية. يسمح له ذلك بالإعلان عن استعادة منطقة استراتيجية هامة لبقاء النظام، كما يمنحه الفرصة للظهور أمام الكاميرات بتاريخ 15 نيسان داخل أنقاض مدينة معلولا الصغيرة ذات الأغلبية المسيحية. إن يوم أحد الفصح هو أفضل خيار من أجل الظهور كحامي للأقليات الدينية في البلد. خلال هذا الوقت، تتابع المعارضة المسلحة عملياتها. قال حمزة: "نحن ثلاثة آلاف رجل تقريباً، وبإمكاننا الاتفاق وشن معارك محددة مع كتائب جبهة النصرة أو مع مقاتلي الجيش السوري الحر الذي حصلوا على التدريب والأسلحة من الخارج مثل صواريخ Red Arrows المتطورة المضادة للدبابات، ولكن عددهم في ساحة المعركة لا يبلغ إلا عشرة رجال عندما يكون عددنا أربعين". اختتم هذا الرجل الشاب حديثه قائلاً: "لم ينتصر بشار. لقد دمر المنازل، وهرب المدنيون من المجزرة. إن تدمير مدن القلمون ليس مشكلة بالنسبة لنا. لم تتم إبادة التمرد الذي قرر الخروج وتغيير مكانه. ذهبت المجموعات إلى الجبال أو إلى الصحراء. لا تُسيطر قوات بشار إلا على الأنقاض".






الثلاثاء، ٢٩ نيسان ٢٠١٤

(القضاء الفرنسي يحقق حول العقارات الباريسية لرفعت الأسد)

صحيفة الليبراسيون 29 نيسان 2014 بقلم فيوليت لازار Violette Lazar


     تشير المعلومات التي حصلت عليها صحيفة الليبراسيون إلى أنه تم تكليف القاضيان رونو فان رويمبيك Renaud Van Ruymbeke وروجيه لولوار Roger Le Loire في منتصف شهر نيسان بالتحقيق حول ممتلكات رفعت الأسد في باريس. يأتي هذا التحقيق كمتابعة للشكوى التي تقدمت بها جمعية فرنسية لمكافحة الفساد اسمها Sherpa بتهمة "إخفاء وتهريب أموال عامة، والفساد وتبييض الأموال عبر عصابة منظمة"

(عشاء بين هولاند وبوتين بتاريخ 5 حزيران)

صحيفة الفيغارو 29 نيسان 2014


     حافظ الرئيس الفرنسي على دعوته إلى فلاديمير بوتين للمشاركة بتاريخ 6 حزيران القادم في احتفالات الذكرى السبعين لإنزال القوات المتحالفة على شاطىء النورماندي في فرنسا، وذلك على الرغم من الأزمة في أوكرانيا والتوترات التي أثارتها بين الدول الغربية وروسيا. من الواضح أن الرئيس الروسي ينوي قبول الدعوة باعتبار أنه من المرتقب تنظيم عشاء بين الرئيسين بتاريخ 5 حزيران. وفي اليوم التالي، سيستقبل الإليزيه ملكة بريطانيا في عشاء ـ دولة، وهي المرة الأولى في فرنسا منذ عشر سنوات.

(كيف ينتشر تنظيم القاعدة من أفغانستان إلى سورية)

صحيفة الفيغارو 12 نيسان 2014 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     مرّ مقتل أبو خالد السوري في عملية انتحارية بحلب قبل شهر ونصف دون أن يلفت الانتباه تقريباً. إنه أحد رفاق أسامة بن لادن في أفغانستان، والمبعوث الخاص في سورية لزعيم تنظيم القاعدة المركزي أيمن الظواهري. تشتبه الولايات المتحدة بأنه تم إرساله في ربيع عام 2011 للمشاركة في بداية التمرد ضد بشار الأسد والاستفادة لاحقاً من البؤر التي سيتم تحريرها في شمال سورية من أجل الإعداد لعمليات ضد الدول الغربية. أعربت نيويورك تايمز عن قلقها مؤخراً عندما أشارت إلى أن هذا الجندي المحنك في الحرب المقدسة يُشكل جزءاً من حوالي إثني عشر قيادي في تنظيم القاعدة وصلوا إلى سورية بأمر من الظواهري. ولكن أبو خالد السوري يتميز عن الآخرين بأنه سوري وبإمكانه الاعتماد على قاعدة محلية من أجل تحويل جبهة المشرق إلى مركز أمامي للحرب المقدسة ضد الغرب.
     لم يكن أبو خالد السوري (54 عاماً) منتمياً إلى جبهة النصرة التي تُمثل المنظمة الإرهابية في سورية ولا إلى المنظمة الجهادية الأخرى الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام على الرغم من علاقته الوثيقة مع تنظيم القاعدة. ثم أصبح أحد القادة الأساسيين لكتيبة أحرار الشام السلفية التي انضمت إلى التحالف الأهم بين المتمردين الإسلاميين أي الجبهة الإسلامية التي أزاحت المتمردين المعتدلين المدعومين من الدول الغربية أي الجيش السوري الحر. قال الباحث المختص بالحركات الجهادية رومان كاييه Romain Caillet: "كان أبو خالد السوري يستخدم أحرار الشام كغطاء، ولم يكن يريد أن يجد نفسه على القائمة السوداء مثل بقية الذين انضموا إلى جبهة النصرة". تضم كتيبته وحدة من الجهاديين الأجانب والفرنسيين، ولكن ميثاق كتيبته لا يرفض الأمم المتحدة أو الأنظمة العربية بعكس تنظيم القاعدة.
     يمكن قراءة هذا الغموض المدروس بدقة من خلال مسيرته. يُشكل أبو خالد السوري جزءاً من أولئك السوريين الذين تبنوا الجهاد بعد اضطرارهم لمغادرة سورية قبل ثلاثين عاماً، وكان حينها رجلاً شاباً ينشط في "طليعة الإخوان المسلمين" هذه المنظمة الإسلامية السرية التي سحقها نظام حافظ الأسد بعد التفجيرات التي ارتكبها "أصحاب اللحى" في جميع أنحاء سورية. قال المعارض العلماني هيثم المناع الذي أصبح العدو اللدود للإسلاميين على الأنترنت: "توزّع سوريو تنظيم القاعدة عند عودتهم بين الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية". انتشر التفكير الجهادي عبرهم على شكل دوائر ذات مركز واحد. هناك المتشددون في الدولة الإسلامية التي يقودها العراقيون، ثم هناك جبهة النصرة ذات الطابع  الأكثر سورية والكتائب التي تدور في فلكها داخل الجبهة الإسلامية بزعامة عيسى الشيخ وزهران علوش وعيسى عبود الذين خرجوا من السجون من السورية في بداية التمرد. إنهم ثلاثة سلفيين غير مرتبطين بتنظيم القاعدة، ويحاول عرابوهم السعوديون والأتراك والقطريون "تسويقهم" لدى الدول الغربية باعتبارهم البديل الوحيد الذي يتمتع بالمصداقية بدلاً عن الجيش السوري الحر المهزوم. إن أسماء منظماتهم مختلفة، وتختلف أساليب عملهم في بعض الأحيان، ولكن إيديولوجيتهم واحدة لا تتغير. والدليل على ذلك هو أن ميثاق الجبهة الإسلامية يرفض الديموقراطية ويدعو إلى التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية.
     يتمتع سوريو تنظيم القاعدة بميزة أخرى بالإضافة إلى نقل المعرفة والخبرة الإرهابية وقدراتهم الثمينة في التبشير الجهادي داخل المجتمع الذي عاش أربعين عاماً من العلمانية تحت قيادة حزب البعث. أكد هيثم المناع قائلاً: "لقد استخدموا الشبكات الموجودة في لندن وقرطبة وتلك الموجودة في أفغانستان لجذب أصدقائهم الجهاديين القدماء وتجنيد جهاديين آخرين". واعترف معارض سوري آخر في باريس أن "دور الفرنسيين القدماء في أفغانستان كان يتمثل بمعارضة النداءات التي يطلقها المعارضون السوريون المعتدلون من فرنسا من أجل دعوة الشباب للقتال مع الجيش السوري الحر". النتيجة: انضمت الأغلبية الساحقة للجهاديين الفرنسيين إلى الدولة الإسلامية أو إلى جبهة النصرة. ولم يكن بمحض الصدفة أن يذهب بعض المسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسبانية إلى دمشق للاجتماع مع رئيس الأجهزة السورية اللواء علي مملوك، وذلك بعد ذهاب فريق من الجواسيس الفرنسيين. ما زالت خلية قرطبة ناشطة على الأرض.
     أكد الباحث المتخصص فرناندو ريناريس Fernando Reinares قائلاً: "تم تجنيد حوالي عشرين شاباً جهادياً عن طريق عناصر خبيرة تتمتع باتصالات دولية واسعة داخل الشبكة الإسبانية ـ المغربية". كان مهند الملا دباس، إسباني من أصل سوري، في محور هذه الشبكات، وقد غادر اسبانيا مع ولديه عام 2012 من أجل القتال مع جبهة النصرة. إن سجل هذا الرجل حافل: ارتبط في البداية مع خلية تنظيم القاعدة في اسبانيا في منتصف سنوات التسعينيات، ثم تورط في الاعداد لعملية التفجير في مدريد عام 2004 (194 قتيل)، ثم تم الإفراج عنه. قام الدباس بتنظيم نقل الجهاديين عبر البحر انطلاقاً من مدينة سبتة Ceuta الإسبانية، بالإضافة إلى تحويل الأموال انطلاقاً من بريطانيا، ثم أنشأ معسكرات للتدريب في سورية. تشير المكالمات الهاتفية التي تنصتت عليها الاستخبارات الاسبانية إلى أن بعض المرشحين للحرب المقدسة بإمكانهم ارتكاب عمليات تفجير انتحارية في اسبانيا في حال عدم تمكنهم من الذهاب إلى سورية. هذا ما تخشاه أيضاً الاستخبارات الفرنسية التي اكتشفت تسعمائة غرام من المواد المتفجرة البدائية TATP بالقرب من مدينة كان Cannes الفرنسية في منتصف شهر شباط لدى أحد الشباب العائدين من الجهاد السوري، واسمه إبراهيم ب (Ibrahim B).
     عاد قياديان سوريان آخران في تنظيم القاعدة إلى سورية منذ عام 2011 هما: أبو مصعب السوري وأبو بصير الطرطوسي. قام الخبير العسكري أبو مصعب السوري بدفع زملائه القدماء لدى الطالبان للذهاب والقتال في بلده الأم، وذلك بعد  أن أقسم الولاء لهم خلال سنوات التسعينيات. غادر أبو مصعب السوري أفغانستان بعد تفجيرات 11 أيلول 2001، ولجأ إلى إسبانيا ثم إلى لندن، وأنشأ عدة خلايا نائمة في أوروبا. يقول البعض أن نظام دمشق اعتقله، ويقول البعض الآخر أنه شاهده يتنقل بين تركيا والباكستان. بالمقابل، ليس هناك أي شك حول مصير أبو بصير الطرطوسي الذي أصبح صانع إيديولوجية أحرار الشام بعد عودته من لندن في شهر نيسان 2011. قال الباحث رومان كاييه Romain Caillet عنه: "إنه الأقل راديكالية بين السوريين القدماء في تنظيم القاعدة، ولم يعد ينتمي إلى أي تيار جهادي". إن ابتعاده عن بقية التيارات الجهادية وعن تنظيم القاعدة سمح له بإقامة علاقة مباشرة مع المانحين في دول الخليج الذين لا علاقة لهم أيضاً مع تنظيم القاعدة مثل بعض السلفيين الكويتيين حجاج العجمي ووليد الطبطبائي اللذين لعبا دوراً هاماً في تهميش المعتدلين في الجيش السوري الحر. قال هيثم المناع متأسفاً: "يغتنم الجميع الخلافات بين قطر والسعودية من أجل الحصول على الأموال. إنهم يقومون بالابتزاز والخطف. أنا أسميهم بالبورجوازية الجهادية"، ولكنه لم يربط بينها وبين "جهادية الشبكات" حتى طلب الأمريكيون منه الاجتماع معهم في شهر آب الماضي، وأضاف هيثم المناع قائلاً: "قال الأمريكيون لي أن سلفيي أحرار الشام ليسوا مثل تنظيم القاعدة". ولكن الأمور ساءت منذ ذلك الوقت، وقام الأمريكيون بتغيير مقاربتهم. يواجه متمردو الجبهة الإسلامية جهاديي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام في شمال وشرق سورية، وأدت أعمال العنف بين الإسلاميين إلى مقتل أكثر من ثلاثة ألاف شخص خلال ثلاثة أشهر، الأمر الذي أثار قلق الممولين الأتراك للأقل راديكالية بين الإسلاميين. تابع هيثم المناع قائلاً: "عندما أدرك رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان في نهاية عام 2013 أن الجهاديين كانوا يتقاتلون بين بعضهم البعض، طلب من الثلاثي علوش وعبود والشيخ اللجوء إلى تركيا، وإلا سوف يموتون". بالنسبة لأبو خالد السوري، لقد فضّل البقاء في حلب لأن الظواهري كلفه بمصالحة الجهاديين فيها. هل اغتالته الأجهزة السرية السعودية لأنه أصبح عبئاً عليها كما تدعي العديد من المواقع الجهادية؟
     يقاتل سوريو تنظيم القاعدة وينشرون دينهم بانتظار رحيل الأسد. عندما سيترك عدوهم قصره، سينضم بعضهم إلى العملية السياسية. سيذهب الأكثر راديكالية بينهم للاختباء في الجبال كما حصل مع زملائهم التونسيين في أنصار الشريعة الذين يلجؤون للعنف ويهددون الاستقرار في تونس ما بعد بن علي. فيما يتعلق بالسلفيين، سيُكثفون ممارساتهم القديمة. قال أحد المعارضين: "قبل دخولهم السجن في نهاية سنوات عام 2000، كان علوش وزملائه يذهبون إلى المطاعم ويدفعون الأموال لمالكيها لكي لا يبيعوا الكحول". هناك أمر مؤكد هو أن هذه المحاولة في توطين الجهاد والاتصالات مع الإخوان المسلمين والسلفيين ستكون خبراً ساراً للظواهري في مخبأه بين أفغانستان والباكستان. حذر الباحث في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية Ecole des hautes études en sciences sociales دومينيك توما Dominique Thomas قائلاً: "بإمكان تنظيم القاعدة التوغل داخل المجتمع السوري عبر هؤلاء الناس مثل أبو خالد السوري أو الطرطوسي. استخلص الظواهري دروس الربيع العربي، ولم يعد يدعو إلى إقصاء الإخوان المسلمين". باختصار، استفاد الجميع من هذا الوضع باستثناء الأغلبية الساحقة للمعتدلين السوريين.





الاثنين، ٢٨ نيسان ٢٠١٤

(الجهاد عبر الشبكات الاجتماعية)

صحيفة اللوموند 25 نيسان 2014 بقلم كريستوف عياد Christophe Ayad

     من المعروف أن سورية أصبحت مغناطيساً للجهاد العالمي، ومن المعروف أن التحول الراديكالي أصبح يتم خلال عدة أسابيع وليس عدة أشهر. ولكننا أدركنا أننا نواجه ظاهرة راديكالية جديدة عندما كشف لوران فابيوس عن أن الصحفيين الفرنسيين الرهائن الأربع لدى الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام كانوا بحراسة بعض الشباب الجهاديين الفرنسيين.
     إن هيمنة وسائل الإعلام الاجتماعية على النزاعات أصبح في طور تغيير وجه الحرب في المجتمعات الغربية. أصبحت الحرب في متناول يد الجميع بعد أن كانت حكراً على الجنود النظاميين ورجال العصابات وأعضاء المؤسسات الإنسانية والصحفيين. كانت الدول آخر الذين فهموا هذه الثورة وتأقلموا معها، لأنها تفاجأت بالبراغماتية المذهلة للشباب على الأنترنت الذي أصبح مسرحاً للمرحلة الثانية من الجهاد العالمي. لقد ازدهرت المواقع المتطرفة على الأنترنت بشكل سمح بإزالة الحدود وتجاوز المحيطات.
     نعيش اليوم عصر الجهاد على الشبكات الاجتماعية المتفرعة. لم تعد هناك حاجة لأشخاص يقومون بتجنيد الشباب أو لمواقع إلكترونية، وأصبحت عملية تبادل الأفلام والموسيقا تتم بشكل مجاني بين متصفحي الأنترنت. بدأت هذه الثورة في سورية، ومرت بعدة مراحل متتالية. كانت البداية على اليوتوب، وقام الثوار السوريون بتقليد نظرائهم في تونس ومصر وليبيا والبحرين عبر نشر أعمال العنف التي يتعرضون لها على الأنترنت لكي يكون العالم بأسره شاهداً عليها. ولكن وابل أفلام الفيديو حول سورية لم يتوقف بعكس بقية الدول الأخرى، وأصبحت سورية قارة من الصور غير المنظمة التي يجب فرزها وتصنيفها وأرشفتها يوماً ما. تتضمن هذه الصور كل شي: المظاهرات والتعذيب والهجمات الكيميائية من قبل النظام بالإضافة إلى الأعمال الوحشية التي ارتكبها التمرد وقطع الرؤوس واعدام الأعداء والكفار بدون محاكمة. أدى هذا العدد الهائل من الصور والأفلام في النهاية إلى إثارة الملل لدى الجزء الأكبر من الرأي العام الغربي، ولكنه أصبح أداة فعالة لحشد الناس على أساس ديني في أغلب الأحيان.
     أجرى المركز الدولي لدراسة الراديكالية في الكوليج الملكي بلندن International Center for the Study of Radicalisation – King’s College دراسة هامة حول عمليات التحول الراديكالي لدى الشباب الغربيين تجاه المسألة السورية. تناولت هذه الدراسة فترة عام كامل، وشملت 114 شخصاً من الناشطين جداً على الشبكات الاجتماعية. كشفت هذه الدراسة بشكل أساسي عن الدور المحوري الذي يقوم به بعض المتعاطفين الناشطين جداً على الشبكات الاجتماعية، وأن تأثيرهم أكبر من تأثير الحسابات الرسمية للمجموعات الجهادية على تويتر. على سبيل المثال: هناك رجل الدين الإسلامي الأمريكي من أصل فلسطيني أحمد موسى جبريل Ahmad Moussa Jibril والاسترالي موسى سيرانتونيو Moussa Cerantonio الذي اعتنق الإسلام وهو الأكثر نشاطاً وانتقاداً. إنهما لا ينتميان إلى الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، ولا يقومان بتجنيد الناشطين، ولا يدعوان إلى العنف بشكل مباشر، ويكتفيان بدور تسجيل الأصداء أو Cheerleader كما يقول المركز الدولي لدراسة الراديكالية.
     توصلت هذه الدراسة أيضاً إلى أن الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام هي المجموعة الأكثر شعبية، وحظيت بأصوات 61.4 % من الحسابات على الفيسبوك وتويتر، وتليها جبهة النصرة (17.5 %)، ولم يحصل الجيش السوري الحر والمجموعات السلفية القومية مثل التوحيد وأحرار الشام إلا على 2 %، وهناك 29 % بدون انتماءات واضحة. أخيراً، تتوزع الحسابات المدروسة على البريطانيين (25 %) والفرنسيين (14%) والألمان (12.3 %) والسويديين (8.8 %) والهولنديين (7 %) والبلجيكيين (5.3 %)...

     لا شك أن مثل هذه الظاهرة لن تبقى محصورة في سورية، ومن يدري، ربما ستتجاوز حدود الإشكاليات الخاصة بالعالم الإسلامي في يوم من الأيام.

(فالح الغزالي، من الجهاد في سورية إلى البرلمان العراقي)

صحيفة الليبراسيون 28 نيسان 2014

     يتمنى فالح الغزالي أن يصبح نائباً في البرلمان العراقي بعد أن كان جهادياً في سورية، وقاتل ضد المتمردين إلى جانب نظام بشار الأسد. إنه شيعي من مدينة البصرة، وسيُرشح نفسه على لائحة دولة القانون لرئيس الوزراء نوري المالكي خلال الانتخابات التشريعية يوم الأربعاء 30 نيسان. إنه أب لأربعة أطفال، ولم يكن مجرد مقاتل في سورية، فقد قاد أهم مجموعة جهادية شيعية عراقية في سورية قبل خمسة عشر شهراً "من أجل تحرير منطقة السيدة زينب من التكفيريين"، وأكد قائلاً: "ذهبنا إلى سورية للقيام بحرب وقائية تهدف إلى القضاء على المتطرفين".


السبت، ١٢ نيسان ٢٠١٤

الجمعة، ١١ نيسان ٢٠١٤

(النجاحات الخادعة لقوات بشار الأسد)

صحيفة الليبراسيون 11 نيسان 2014 بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin

     إنه انتصار عسكري جديد لنظام بشار الأسد، ولكنه لا يعني نهاية متوقعة للحرب في سورية. أنجزت القوات النظامية وميليشيات حزب الله يوم الأربعاء 9 نيسان سيطرتها على الحدود السورية ـ اللبنانية بعد استعادتها للسيطرة الكاملة على مدينة رنكوس، آخر المدن التي يُسيطر عليها المتمردون في منطقة القلمون. أصبحت خطوط امدادات المتمردين القادمة من لبنان مقطوعة بشكل كبير. كما سقطت يبرود، أحد المعاقل الأخرى للمتمردين في القلمون، بتاريخ 15 آذار. كانت المواجهات قاسية جداً، وكان القصف كثيفاً. في الوقت الحالي، يستهدف الجيش السوري وحلفاؤه اللبنانيون الذين يقاتلون في الخط الأول مدينة معلولا المسيحية الواقعة بين رنكوس ويبرود، بالإضافة إلى مدينة الزبداني الواقعة على الطريق الواصل بين دمشق ولبنان.
     أعلن النظام السوري وحلفاؤه انتصارهم بصوت عال كما كان متوقعاً. قال الرجل الثاني في حزب الله نعيم قاسم إلى وكالة رويترز البارحة 10 نيسان: "البديل واضح: إما التوصل إلى اتفاق مع الأسد من أجل التوصل إلى نتيجة، أو بقاء الأزمة مفتوحة مع رئيس يسيطر على إدارة بلده"، وهذا التصريح هو رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة والدول الغربية. حصل الأمر نفسه في موسكو، فقد أكد رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي ستيباتشين Sergueï Stepachine خلال الأسبوع الماضي أن بشار الأسد يشعر بالأمان ويتوقع أن تتوقف المعارك الأكثر عنفاً قبل نهاية العام.
     فيما يتعلق بالجانب الغربي، يُلاحظ وجود نوع من الاستسلام. صرّح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية يوم الثلاثاء 8 نيسان: "الهدف الوحيد لبشار الأسد هو القضاء على شعبه. ربما سيكون الناجي الأخير من سياسته في ارتكاب الجرائم على نطاق واسع، ولكنه مأزق شامل بالنسبة لسورية".
     ولكن الانتصار الذي حققه النظام في رنكوس هو انتصار خادع. من جهة أولى، لأنه لم يتم القضاء على القوات المتمردة في هذه المنطقة بشكل كامل. أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل حوالي ثلاثين شخصاً في صفوف المتمردين في القلمون والغوطة الشرقية خلال اليومين الماضيين. إذاً، من الممكن انتظار مواصلة نشاطات المتمردين في هذه المنطقة الجبلية الملائمة لحرب العصابات. من جهة أخرى، تشير بعض المعلومات التي حصلت عليها صحيفة الليبراسيون إلى أن بعض المجموعات المتمردة يبدو أنها حصلت على صواريخ مضادة للدبابات، ولاسيما كتيبة تحرير الشام وزعيمها فراس البيطار. آخيراً، لم يتمكن الجيش النظامي الذي تتركز قواته بشكل كبير في الجنوب من القيام بهجوم مضاد فعلي حتى الآن من أجل طرد المتمردين الذين توغلوا باتجاه باللاذقية مؤخراً وسيطروا على مدينة كسب بشكل سمح لهم بالوصول إلى ساحل المتوسط. في منطقة القنيطرة بالقرب من الحدود مع الدولة العبرية، ربما سيطر المتمردون أيضاً على هضبة استراتيجية بموافقة إسرائيلية، الأمر الذي سيسمح لهم بالحصول على بعض العمق حتى مدينة درعا. فيما يتعلق ببقية الأراضي السورية، لا يوجد تغييرات كبيرة. كما لم تتمكن القوات النظامية من استعادة أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المتمردين على الرغم من المواجهات الداخلية الدامية.
     في الحقيقة، ما زال الجيش النظامي يعاني من المصاعب نفسها التي تمنعه من الحفاظ على انتصاراته. هناك أولاً الضعف العددي للجيش النظامي. إذا كان هذا الجيش يملك بعض وحدات النخبة مثل الفرقة الرابعة واللواء 155، فإنه ما زال يفتقد لبعض وحدات المشاة القادرة على دعم الهجوم والحفاظ على المواقع التي تمت السيطرة عليها. هذا هو السبب في اللجوء إلى مقاتلي حزب الله وحوالي خمس عشرة مجموعة شيعية عراقية، وسيكون النظام في موقف صعب بدونهم. حاول النظام التعويض عن هذا الضعف في قوات المشاة عبر إنشاء جيش موازي يتألف من بعض الميليشيات المحلية التي يقوم الضباط الإيرانيون بتنظيمها. كانت قوات الدفاع الوطني تضم حوالي ستين ألف رجل في منتصف عام 2013. إذا كان هذا الجيش الثاني قد ساعد كثيراً في تحسين الوضع العسكري، فإنه ساهم أيضاً في تفتيت الأراضي التي تُسيطر عليها القوات النظامية، أي حوالي نصف الأراضي السورية.
     يبدو أن الأزمة الأوكرانية فرضت نفسها داخل الحرب. قال دبلوماسي غربي: "يُلاحظ وصول أسلحة روسية جديدة لصالح الجيش السوري". يرى بعض المراقبين أيضاً شبح تركيا التي قامت بأعمال انتقامية ضد موسكو عبر هجوم المتمردين على كسب التي تمثل منطقة نفوذ تابعة للكريملين، وتتواجد فيها محطة التنصت الروسية التي ربما وقعت بأيدي المتمردين.


(يقال أن فرنسا يتعذر حكمها، ولكن السبب هو عدم وجود سياسة حكومية)

صحيفة الفيغارو 20 آذار 2014 ـ مقابلة مع المدير العام لمصرف لازارد Lazard الفرنسي ماتيو بيغاس Mathieu Pigasse بعنوان ـ أجرى المقابلة جاك أوليفييه مارتان Jacques-Olivier Martin

     يملك ماتيو بيغاس مجلة Inrockuptibles الفنية، وهو أحد مالكي صحيفة اللوموند الفرنسية، ويقدم المشورة للعديد من الدول التي تواجه صعوبات اقتصادية. أصدر مؤخراً كتاباً بعنوان: (مديح لما هو غير عادي) Eloge de l’anormalité، وأبرز فيه أن الدول الغربية ولاسيما فرنسا غارقة في أزمة اقتصادية عميقة غير مسبوقة، وأن سبب هذه الأزمة يعود بشكل كبير إلى إفلاس السياسة وانعدام الزعامة.
سؤال: لدينا رئيس يتمسك بأن يكون عادياً، وأنت الرجل اليساري تمدح ما هو غير عادي. هل هي طريقة لكي تقول أن سياسة فرانسوا هولاند أصابتك بالخيبة؟
ماتيو بيغاس: أنا رجل يساري، وسأبقى يسارياً. يُعبّر عنوان كتابي عن خيبتي من السياسات المتبعة منذ سنتين وبشكل عام منذ عشر سنوات. إن السلوك العادي للبعض قاد إلى النتائج نفسها للنشاط المُفرط من قبل البعض الآخر، أي إلى انعدام الفعالية.
سؤال: ما هي انتقاداتك إلى فرانسوا هولاند بشكل خاص؟
ماتيو بيغاس: أؤكد مرة أخرى أن كلامي عام. أتأسف لنقص الطموح والإلهام والرؤية على المدى البعيد لدى قادتنا، ولغياب الخط السياسي والهدف الاقتصادي. إن ذلك ناجم بلا شك عن نقص الخبرة وعدم فهم كيف يتحرك عالم اليوم. يُضاف إلى ذلك تقصير فترة الدورة الانتخابية، الأمر الذي أدى إلى تفضيل المدى القصير الأجل ومحاباة الرأي العام بدلاً من توجيهه وقيادته. نحن نعاني أيضاً من تحويل السياسة إلى مهنة، الأمر الذي أدى إلى نقص التجديد والانطواء على الذات. إن الموقف العادي الذي أدينه هو الموقف الذي يؤدي إلى الانتظار وعدم التحرك ، وبالتالي الخضوع على أمل أن يتحسن الوضع في المستقبل. إنه موقف يتمثل بعدم القيام بأي شيء خوفاً من القيام به بشكل سيء، وبعدم اتخاذ القرار من أجل عدم إزعاج الآخرين.
سؤال: ولكن فرنسا تبقى بلداً معقداً من الصعب قيادته.
ماتيو بيغاس: التعقيد لا يستبعد الشجاعة. يُقال أن فرنسا يتعذر حكمها، ولكن السبب هو عدم وجود سياسة حكومية. لدينا الكثير من الإمكانيات والأوراق الرابحة. هناك الفخر بكوننا فرنسيين والإرادة بالنجاح معاً. إن الشعب مستعد لتقديم التضحيات، ولكن لا بد من هدف جماعي وطموح مشترك ورسم الأفق وتحديد التوجه والغاية.
سؤال: تنتقدون سياسة التسويف لرئيسنا، وتقولون أن الوضع في فرنسا يدعو للقلق...
ماتيو بيغاس: تحطمت جميع عوامل النمو، وأصبح الملك عارياً. ليس لدينا أي شيء من مكونات النمو بشكل يسمح لنا بالأمل بإعادة الانطلاق سريعاً. لم يعد لدينا العامل السكاني، ولم يعد هناك تحسن في الانتاجية أو في رأس المال. إن إمكانية النمو لدينا ضعيفة على المدى الطويل، وبالتالي فرنسا عاجزة عن خلق فرص العمل. إن القول بأن النمو سيعود، يعني إما أننا نكذب على الفرنسيين أو أننا نكذب على أنفسنا. يجب أن نقيس جيداً الأخطار المرتبطة بمثل هذا الوضع، إنها أخطار حصول قطيعة كبيرة. يشجع هذا الوضع على بروز التطرف والمذهبية وعدم التسامح الديني. إن القاسم المشترك بينها هو رفض الآخر.
سؤال: كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟
ماتيو بيغاس: بسبب نقص الشجاعة وبالتالي انعدام العمل. لأننا لم نكن نريد معالجة الشحوم، يجب علينا الآن معالجة العضلات. إن انفاقنا العام مرتفع جداً منذ عدة سنوات، وفعالية عمل الدولة ضعيفة. فضلت الحكومات المتعاقبة السماح بازدياد العجز وتمويله عبر الديون بدلاً من معالجة المشكلة من جذورها. كما كان من الوهم أيضاً الاعتقاد بأنه يمكن تصحيح العجز عن طريق الضرائب. اليوم، أصبح النظام بأكمله مخنوقاً.
سؤال: تنتقدون السماح بازدياد العجز "شحوم الدولة"، وتنتقدون أيضاً التقشف الهادف إلى تخفيض الإنفاق والحد من المديونية. كما قمتم بتشبيه هذه السياسة بالسياسة الألمانية عام 1932 التي فشلت وساهمت في صعود النازية، ألا تبالغون بذلك؟
ماتيو بيغاس: يجب معرفة التاريخ لتجنب تكراره. يؤدي التقشف إلى نتائج مأساوية. انظروا إلى اليونان! وصل معدل البطالة لدى الشباب إلى 55 %، وارتفعت حالات الانتحار إلى مستوى غير مسبوق، ووصل الفاشيون إلى البرلمان. لقد تحطم هذا البلد لفترة طويلة. يكمن خطر مثل هذه السياسة في تفكك المجتمع. تعتبر اليونان وإسبانيا والبرتغال أن مثل هذه السياسات لا تستحق العناء. لنتجنب نجاح العملية وموت المريض. كما أنه من الممكن الإصلاح بطريقة مختلفة وبشكل براغماتي كما هو الحال في السويد وكندا. لم تقم هاتان الدولتان باقتطاعات عشوائية من أجل تخفيض الانفاق، بل قامتا بتحديد النفقات العامة غير المنتجة، ثم ألغتها. أتابع أيضاً بأمل كبير وصول رئيس الوزراء الإيطالي الجديد ماتيو رانزي Matteo Renzi إلى الحكم، الأمر الذي يمثل منعطفاً هاماً. أعلن رانزي مؤخراً عن خطة إنعاش اقتصادي قدرها مئة مليار يورو تقريباً، وأعطى الأفضلية للإنفاق على القطاعات المستقبلية ومساعدة الطبقات الأكثر فقراً. إنه يحاول بذلك كسر الحلقة المفرغة التي تنخر إيطاليا منذ عدة سنوات.
سؤال: ألم تبرهن بريطانيا وألمانيا على فعالية سياسات التقشف؟
ماتيو بيغاس: بريطانيا هي حالة خاصة، وعرفت كيف تستخدم عملتها من أجل إطلاق نشاطها الاقتصادي باعتبارها خارج منطقة اليورو. فيما يتعلق بألمانيا، أنا أشيد بنجاحها الذي بدأته حكومة يسارية. ولكن يجب على ألمانيا أن تتصرف اليوم بشكل مختلف من أجل أوروبا. إن الفائض التجاري الألماني هو الأعلى في العالم، وخلق عدة حالات من عدم التوازن، وساهم في رفع سعر اليورو. يجب على ألمانيا زيادة الرواتب فيها بنسبة 10 %، وسيكون ذلك لمصلحة الألمان ومنطقة اليورو بأكملها.
سؤال: هل تعتقدون حقاً أن ألمانيا ستوافق على تخفيض تنافسيتها؟
ماتيو بيغاس: يمكن أن تموت أوروبا إذا لم تتحلى بالجرأة. ليس هناك مغامرة أفضل من المغامرة الأوروبية التي ترتكز على هوية وقيم مشتركة وعلى التضامن بين جميع أعضائها. يجب علينا بناء مصير مشترك. لن نكون أقوياء إلا إذا كنا معاً. بالتأكيد، سيكون التضامن مقابل القيام بالإصلاحات الضرورية. يجب شرح ذلك والعمل من أجله، ولكن هناك حاجة ماسة للزعامة التي نفتقدها.
سؤال: من أين يأتي افتقاد هذه الزعامة؟
ماتيو بيغاس: إنها ناجمة عن ألم عميق داخل حضارة غربية ينتابها الشك، وتعيش أزمة ثقافية غير مسبوقة. إن هذه الأزمة الثقافية ناجمة برأيي عن ثلاث ظواهر متداخلة: الظاهرة الأولى هي تزايد النزعة الفردية بشكل غير مسبوق لدى اليسار واليمين اللذين يؤكدان على استمرار سيادة الفرد ـ الملك. أدى ذلك إلى انتصار المجتمع الاستهلاكي، وانتقلنا من "أنا أفكر، إذاً أنا موجود" إلى "أنا أستهلك، إذاً أنا موجود". أصبح مجتمعنا مجتمع المظاهر. أخيراً، اتسعت هاتان الظاهرتان عبر الهستيريا الدائمة التي خلقتها تكنولوجيا الاتصالات الحديثة والشبكات الاجتماعية. في هذا الإطار، أدى سقوط جدار برلين إلى تشجيع انتصار السوق وانحطاط أولوية الدور السياسي، وذلك إلى درجة تحوّل نخب الدولة إلى العمل في الشركات الخاصة. هناك حدثان يُذكراننا بأنه من الخطأ الاعتقاد بـ "نهاية التاريخ": أدرك الغرب مع أحداث 11 أيلول أن أخطار النزاعات العالمية كانت حقيقية بالفعل، ولاحظنا مع انهيار مصرف ليمان برذرز Lehman Brothers عام 2008 أن الأسواق كانت غير قادرة على تنظيم نفسها ذاتياً. لقد انهارت إيديولوجيتان خلال ثلاثين عاماً هما: سيطرة الدولة على وسائل الانتاج والليبرالية. لم يحل مكانهما أي شيء آخر.
سؤال: إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من النظرة الانتقادية جداً للوضع في الدول الغربية، بماذا تنصحون لكي تتمكن فرنسا من العثور على طريق الجرأة والازدهار؟
ماتيو بيغاس: لا فائدة إطلاقاً من الضياع بمتاهات الإجراءات التكنوقراطية بدون نظرة مستقبلية. الأمر الأساسي هو التأثير على العقول عبر مبادرتين أو ثلاث مبادرات قوية من أجل إعادة الثقة وخلق حلقة إيجابية. نحن بحاجة إلى شخص يحمل هذه الرسائل، شخص قادر على أن يحمل جزءاً من الحلم الجماعي من جديد، شخص قادر على إعادة الأمل لنا، أي روزفلت جديد. يجب أن ندير ظهرنا إلى نزعة "عدم القيام بأي شيء" (do nothing)، أي أولئك الذين يتكلمون ولا يفعلون شيئاً بشكل يؤدي في النهاية إلى الانتقاص من قيمة الخطاب السياسي. لنصنع أوروبا، ولنصلح الدولة، ولنبني أشكالاً جديدة للتضامن، ولنمنح الأمل عبر تشجيع روح المخاطرة بدلاً من الريعية وعبر العمل من أجل يتمكن كل شخص من التصرف بحياته الخاصة.
سؤال: أنتم تقترحون الاستلهام من حركة Punk من أجل الخروج من الأزمة، يمكن أن يكون ذلك مفاجئاً؟
ماتيو بيغاس: لتنسو كلمة Punk! إن الأغنيات التي غنوها في نهاية سنوات السبعينيات في بريطانيا أثناء الأزمة التي اجتاحتها آنذاك، هي الشيء نفسه الذي عبّر عنه آخرون في أوقات أخرى بشكل مختلف. كتب الشاعر رامبو Rimbaud على جدران مدينة شارلفيل ميزيير الفرنسية Charleville-Mézières الشعار (le merde à dieu)، وغنت فرقة Sex pistols أغنية "لا مستقبل" (no futur)، ليس هناك فرق بين الاثنين. أنا أتبنى هذه الرسالة التي يمكن تلخيصها بثلاث جمل: أولاً، المعركة من أجل إعطاء المعنى. ثانياً، القول بأنه يمكن العمل ذاتياً بشرط توفر الإرادة والإمساك بزمامها. ثالثاً، عدم الخوف من الفشل والنهوض دوماً. تسمح هذه الرسائل بتغيير علاقة كل فرد بالعالم.


الخميس، ١٠ نيسان ٢٠١٤

(تركيا ـ سورية: الأكراد يرسمون بلدهم)

مجلة النوفيل أوبسرفاتور الأسبوعية 10 نيسان 2014 بقلم لور مارشاند Laure Marchand


     رجب طيب أردوغان هو الشجرة التركية التي تُخفي الغابة الكردية. فاز حزب رئيس الحكومية التركية في الانتخابات البلدية التي جرت بتاريخ 30 آذار، وحاز على 45 % من الأصوات على المستوى الوطني. ولكن المناطق الجنوبية ـ الشرقية في تركيا أعطت أصواتها إلى حزب السلام والديموقراطية (BDP) الواجهة السياسية لحزب العمال الكردستاني (PKK). أصبح حزب السلام والديموقراطية يُسيطر على 11 محافظة من أصل 81 محافظة تركية، ولاسيما المحافظات المحاذية لإيران ولكردستان العراق، كما اتسع نفوذه إلى جزء كبير من الحدود مع سورية. إذاً، بدأت تتجسد استمرارية أرضية وسياسية بين كردستان الشمال في تركيا وبين كردستان الغرب (Rojava). أعلنت المناطق الكردية في سورية عن حكمها الذاتي بالنسبة لدمشق في عام 2012، ويقوم الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني بإدارة هذه المناطق. إن هذا البلد الكردي هو الكابوس بالنسبة لأنقرة التي تسعى إلى الحفاظ على سيطرتها على هذه المنطقة. أعلن حزب أردوغان أيضاً عن فوزه في مدينة Ceylanpinar التي تمثل ممراً للجهاديين الذين يقاتلون في سورية، ولكن الأكراد أدانوا عمليات تزوير واسعة، وتقوم القوات الخاصة التركية بمحاصرة الشوارع ومنع أية مظاهرة.

(الملف النووي الإيراني: وزارة الخارجية الفرنسية تتقدم خطوة باتجاه إيران)

صحيفة الفيغارو 10 نيسان 2014

     وافقت وزارة الخارجية الفرنسية للمرة الأولى على اجراء لقاء ثنائي مع أحد أعضاء الفريق الإيراني الذي يتفاوض حول الملف النووي مع الغرب. جرى هذا اللقاء في باريس خلال الأسبوع الماضي بين مجيد رافانشي Majid Ravanchi (نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأوروبية والأمريكية) وجاك أوديبير Jacques Audibert (المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة الخارجية الفرنسية).

     كان الخبراء الإيرانيون يجتمعون مع نظرائهم الأمريكيين والبريطانيين والألمان، ولكن باريس كانت تعارض مثل هذا اللقاء الذي يأتي في الوقت الذي تتكثف فيه الاجتماعات في فيينا بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي حول النزاع النووي. تنتقد الدول الغربية إيران بأنها تريد انتاج قنبلة لأهداف عسكرية.

(شراء روسيا للنفط الإيراني يُعقد المفاوضات حول الملف النووي)

صحيفة اللوموند 10 نيسان 2014 بقلم مراسلتها في موسكو ماري جيغو Marie Jégo وكريستوف عياد Christophe Ayad

     اجتمعت إيران ومجموعة الست للمرة الثالثة منذ بداية العام في جنيف يوم الثلاثاء 8 نيسان للتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني. من الممكن أن يتم التوصل إلى الاتفاق النهائي في الصيف القادم بشكل يضع حداً لعشر سنوات من العقوبات والمواجهة. وهكذا سيتم رفع العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني بشكل نهائي مقابل ضمانات بأن إيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء البرنامج النووي المدني.
     يبدو أن جفاء العلاقات بين واشنطن وموسكو بسبب الأزمة الأوكرانية لم يؤثر على الإرادة بالتوصل إلى اتفاق، ولكن هناك مشكلة بدأت بتعقيد المفاوضات النووية الجارية. تتفاوض موسكو مع طهران منذ عدة  أشهر حول اتفاق محتمل "النفط مقابل البضائع" بقيمة عشرين مليار دولار. تستعد روسيا بموجب هذا الاتفاق لشراء نصف مليون برميل من النفط الإيراني يومياً مقابل تزويد طهران بالبضائع الروسية. أكد السفير الإيراني في موسكو مهدي سنائي في مقابلة مع الصحيفة الاقتصادية الروسية كوميرسانت Kommersant بتاريخ 19 شباط وجود هذه المفاوضات التي تتعلق حسب قوله بـ "مجموعة كاملة من المسائل الاقتصادية ابتداءاً من المصارف وانتهاءاً بالطاقة، بالإضافة إلى تصدير النفط الإيراني إلى روسيا المتلهفة لتعزيز صادراتها النفطية إلى الصين". وأضاف السفير الإيراني قائلاً: "بإمكان إيران تكريس جزء من الأموال لكي تقوم الشركات الروسية ببناء مفاعل نووي ثاني في بوشهر".
     تشعر واشنطن بالانزعاج من إمكانية حصول هذه المقايضة. بالتأكيد، يحق لإيران تصدير مليون برميل من النفط يومياً منذ رفع العقوبات جزئياً وحتى غاية شهر تموز، ولكن روسيا ليست على قائمة الدول التي حصلت على إذن بشراء النفط الإيراني الخام وهي: الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا. حذر عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي بوب مينينديز Bob Menendez من الحزب الديموقراطي ومارك كيرك Mark Kirk من الحزب الجمهوري في رسالة موجهة إلى الرئيس باراك أوباما يوم الاثنين 7 نيسان أنه "يجب على الإدارة الأمريكية أن تكون مستعدة لإعادة العقوبات" إذا توصلت موسكو إلى تفاهم تجاري مع طهران قبل نهاية محادثات جنيف.
     في الوقت الحالي، لم يتم الانتهاء من اعداد اتفاق المقايضة. قال دبلوماسي إيراني رفيع المستوى: "لا يوجد اتفاق حتى الآن، ولكننا على اتصال مع الروس. إنه ليس أمراً جديداً. يسعى الأمريكيون إلى إخافة الجميع وحتى فرنسا، ولكن التبادل التجاري مع إيران ليس مخالفاً للقانون. إن القوانين الدولية لا تمنع ذلك، على الرغم من أننا نحتج على قرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة، وذلك بعكس العقوبات الأوروبية والأمريكية التي لا تتمتع برأينا بأية شرعية".
     سيكشف الموقف الروسي عن الأسلوب الذي اختاره فلاديمير بوتين في السياسة الخارجية. كان الكريملين قبل ضم شبه جزيرة القرم يُعطي الأولوية إلى التوصل لاتفاق النهائي في جنيف عوضاً عن التفاوض حول "النفط مقابل البضائع" مع إيران. كيف سيصبح الوضع اليوم؟ يشير المحللون إلى أن المفاوضات التجارية البطيئة مع إيران ستشمل الشركة النفطية الحكومية Rosneft والشركة الأولى لبيع السلاح Rostec. ولكن المعلومات الأخيرة تشير إلى أن بيع النفط الإيراني لن يكون إلى شركة Rosneft بل إلى شركة تجارية مُسجلة في روسيا، الأمر الذي سيقلل من تأثير وسائل الضغط الدولية.

     ماذا ستفعل روسيا بهذا النفط، وهي من أكبر الدول المصدرة له؟ لكي تبيعه إلى الصين، هناك السؤال المتعلق بنقله. باعتبار أن الحقول الإيرانية بعيدة عن بحر قزوين، يجب نقل النفط إليه، ولكن البنى التحتية لنقل النفط الخام غير متوفرة على هذا البحر المغلق الذي تتقاسمه روسيا وإيران وكازاخستان وتركمنستان وأذربيجان.

بقية أعضاء الحكومة الفرنسية برئاسة مانويل فالس على مستوى سكرتير دولة

        أعلن الأمين العام لقصر الإليزيه بيير رينيه لوما البارحة 9 نيسان عن أسماء بقية أعضاء الحكومة الفرنسية الجديدة على مستوى سكرتير دولة، وفيما يلي أسماء الأعضاء الجدد في هذه الحكومة التي شكلها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند برئاسة مانويل فالس:
1 ـ السيد جان ماري لوغوين Jean-Marie Le Guen، سكرتير دولة للعلاقات مع البرلمان لدى رئيس الحكومة ( كان نائباً في البرلمان الفرنسي عن مدينة باريس)
2 ـ السيد هارلم ديزير Harlem Désir، سكرتير دولة للشؤون الأوروبية لدى وزير الخارجية والتنمية الدولية (كان الأمين العام للحزب الاشتراكي)
3 ـ السيدة فلور بلران Fleur Pellerin، سكرتيرة دولة للتجارة الخارجية وتشجيع السياحة والفرنسيين في الخارج لدى وزير الخارجية والتنمية الدولية (كانت وزيرة مفوضة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والابتكار والاقتصاد الرقمي)
4 ـ السيدة أنيك جيراردان Annnick Girardin، سكرتيرة دولة للفرانكوفونية لدى وزير الخارجية والتنمية الدولية (كانت نائبة في البرلمان الفرنسي)
5 ـ السيد فريدريك كوفيلييه Fréderic Cuvilier، سكرتير دولة للنقل والبحر والصيد لدى وزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة سيغولين رويال (كان وزيراً مفوضاً للنقل والبحر والصيد)
6 ـ السيدة جينفييف فيوراسو Geneviève Fioraso، سكرتيرة دولة للتعليم العالي والبحث العلمي لدى وزير التربية والتعليم العالي والبحث العلمي (كانت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي)
7 ـ السيد كريستيان إيكير Christian Eckert، سكرتير دولة للموازنة لدى وزير المالية والحسابات العامة (كان نائباً في البرلمان الفرنسي)
8 ـ السيدة فاليري فورنيرون Valérie Foureyron، سكرتيرة دولة للتجارة والصناعات الحرفية والاستهلاك والاقتصاد الاجتماعي والتضامني لدى وزير  الاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي (كانت وزيرة الرياضة والشباب والتعليم الشعبي والحياة الاجتماعية)
9 ـ السيدة أكسيل لومير Axelle Lemaire، سكرتيرة دولة للاقتصاد الرقمي لدى وزير الاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي (كانت نائبة في البرلمان الفرنسي)
10 ـ السيد قادر عريف Kader Arif، سكرتير دولة للمحاربين القدماء لدى وزير الدفاع (حافظ على منصبه)
11 ـ السيد أندريه فاليني André Vallini، سكرتير دولة لإصلاح التقسيمات الإدارية لدى وزيرة اللامركزية وإصلاح الدولة والعمل في القطاع العام (كان عضواً في مجلس الشيوخ)
12 ـ السيدة لورانس روسينيول Laurence Rossignol، سكرتيرة دولة للعائلة والمسنين لدى وزيرة الشؤون الاجتماعية والصحة (كانت عضوة في مجلس الشيوخ)
13 ـ السيدة سيغولين نوفيل Ségolène Neuville، سكرتيرة دولة للأشخاص المعاقين ومكافحة الإقصاء لدى وزيرة الشؤون الاجتماعية والصحة (كانت نائبة في البرلمان الفرنسي)
14 ـ السيد تييري بريار Thierry Braillard، سكرتير دولة للرياضة لدى وزيرة حقوق المرأة والمدينة والشباب والرياضة (كان نائباً في البرلمان الفرنسي)


     تضمنت قائمة أسماء سكرتير الدولة ثماني نساء وثمانية رجال، ومن ضمنهم  تسعة أعضاء جدد. فيما يتعلق بمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي، سيتم تعيين السيد جان كريستوف كامباديليس Jean-Christophe Cambadélis بدلاً من هارلم ديزير. ويلاحظ أن سكرتارية الدولة للتجارة الخارجية وتشجيع السياحة انتقلت للمرة الأولى من صلاحيات وزارة الاقتصاد إلى صلاحيات وزارة الخارجية.