مجلة اللوبوان الأسبوعية 28 أيار 2015 ـ مقابلة مع هنري لورانس Henry Laurens،
الباحث المتخصص في الشرق الأوسط ورئيس قسم التاريخ المعاصر للعالم العربي في
الكوليج دوفرانس. أجرى المقابلة فرانسوا غيوم لوران François-Guillaume Lorrain ورومان غوبير Romain Gubert
سؤال: من أي جاء
العرب؟
هنري
لورانس: بالمعنى الحرفي للكلمة، العرب هم الذين يتحدر نسبهم من
شبه الجزيرة العربية. إنه نظام سلالة النسب الذي نجده في التوراة. إن جدهم الأول
المشترك هو إسماعيل ابن ابراهيم. دخل العرب في الإسلام مع النبي محمد، وبدأوا بغزو
الهلال الخصيب بأكمله من فلسطين حتى العراق. أدت هذه الفتوحات منذ القرن السابع
حتى القرن الحادي عشر إلى ظهور ظاهرة التعريب، حتى لو كان هناك بعض العرب في
الهلال الخصيب قبل الفتوحات. كانوا تجاراً وبدو، وهذه الكلمة الأخيرة كانت تشير
إلى العرب خلال فترة طويلة. كانت الهوية العربية تتعارض مع هوية الشعب الفارسي خلال
القرون الأولى من الفتوحات، ولكن هذه الهوية العربية ذابت في نهاية الفتوحات،
وأصبحت تتحدد بالدين والمهنة ومكان الإقامة وليس بالهوية العربية.
سؤال:
هل أدرك الأوروبيون خلال الحروب الصليبية أنهم يقاتلون ضد العرب؟
هنري
لورانس: لا. كانوا يحددون أعداءهم عبر كلمة (ساراسين) Saracène التي كان
الروم يستخدمونها لوصف البدو في الصحراء. ثم تحولت كلمة (ساراسين) إلى سارازان Sarasin.
سؤال:
ماذا عن اللغة العربية؟
هنري
لورانس: إنها لغة القرآن. شهدت هذه اللغة تطور مذهلاً مع انتشار
هذا الدين، ووصلت إلى المغرب وتخوم الهند. الأمر الذي يسمح اليوم للمسلم
الأندونيسي أن يفهم المسلم المغربي. كانت هناك أيضاً لغة التجار والبحارة السائدة
حول البحر المتوسط Lingua franca، وهي لغة شفهية فقط، ولم يبق منها إلا القليل من الشهادات
باستثناء ما نقله موليير عن تركيا في كتابه (البورجوازي النبيل) Bourgeois gentilhomme.
سؤال:
كيف تنتشر الثقافة العربية في أوروبا؟
هنري
لورانس: قام المسيحيون العرب بدور أساسي. أدت محاولة روما
للسيطرة على المسيحية الشرقية إلى بروز المارونيين، أي هؤلاء المسيحيين اللبنانيين
الذين ذهبوا إلى كل مكان، وأصبحوا ناقلي الثقافة العربية. كان المارونيون أول
أساتذة اللغة العربية في الكوليج دوفرانس عام 1650. إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من
المبادلات التجارية، لا يجب إهمال دور المسيحية الكاثوليكية. إن أوروبا
الكاثوليكية هي أوروبا الجنوب، وكانت على اتصال دائم مع العرب.
سؤال:
تحدثتم عن القرن السابع عشر. ما هي النظرة التي كان يحملها الأوروبيون آنذاك عن
العرب بعد أربعة قرون من نهاية الحروب الصليبية؟
هنري
لورانس: إنها نظرة تاريخية. شهد القرن السابع عشر والثامن عشر
ولادة التاريخ العالمي الذي يرتكز على نزعة المقارنة بين الحضارات. يرتكز التصور
العام أيضاً على الغزوات. شكلت الغزوات الجرمانية في أوروبا خلال القرنين الرابع
والخامس بداية الحداثة، ولكنها أدت أيضاً إلى تدمير المعارف القديمة القادمة من
روما واليونان ومصر. بالمقابل، استعادت غزوات العرب في الجنوب هذه المعارف
القديمة، وحملت معها الثقافة. لكن العرب اختنقوا تدريجياً بسبب المماليك في مصر
أولاً، ثم العثمانيين الذين هيمنوا على حوض المتوسط والبلقان ابتداء من القرن
الخامس عشر. يمكن تلخيص ذلك بأن العرب يُعتبرون كشعب كبير قبل بروز أوروبا، ولكنهم
خرجوا من التاريخ. على العكس من ذلك، كان يُنظر إلى العثمانيين وامبراطوريتهم
المستبدة كآلة فعالة جداً سحقت العرب وتهدد أوروبا آنذاك.
سؤال:
ما هو الحدث الذي أدى إلى ولادة الوعي العربي؟
هنري
لورانس: دعا نابليون بونابرت إلى هذا الوعي أثناء حملته إلى مصر
من أجل إثارة التمرد ضد الإمبراطورية العثمانية، ولكن دون جدوى. لم يكن هناك أي
شخص يعتبر نفسه عربياً في بداية القرن التاسع عشر، وكان لا بد من انتظار التفكك
البطيء للامبراطورية العثمانية ابتداء من عام 1820. هناك عدة أسباب لهذا التفكك
هي: الضربات العنيفة التي وجهتها أوروبا، والتوسع الروسي باتجاه الجنوب، ودخول
بريطانيا في الرهان، ودول البلقان التي تستعيد حريتها. كان يجب على الإمبراطورية
العثمانية أن تتبنى هياكل الدولة المعاصرة على النمط الغربي من أجل البقاء على قيد
الحياة. اختفت البنية الاجتماعية القديمة القائمة على السلطة الهرمية التي يجد
فيها كل شخص مكانه سواء كان جيداً أم سيئاً، وحل مكانها مجتمع أكثر مساواة ويبحث
فيه كل شخص عن مكانه. إذاً، تمت إعادة تحديد الهويات الذاتية. تسارعت هذه التغيرات
عبر انتشار الأفكار والاستدراك المذهل للتأخر.
سؤال:
ماذا حصل؟
هنري
لورانس: تم استدراك أكثر من ثلاثة قرون خلال عدة عقود في بداية
القرن التاسع عشر. أخفق العالم العربي والإسلامي في اللحاق بثورة الطباعة. أصبحت
بعض المناطق مثل تونس ومصر شبه مستقلة ذاتياً. اندلعت الثورة في مصر عام 1880،
وكان شعارها "مصر للمصريين". كانت هذه الحركات الوطنية مبنية على
العداء ضد الأجانب والعثمانيين. استدركت هذه المنطقة أربعة آلاف عام بين عامي 1820
و1880. تم فك رموز اللغة الهيروغليفية عام 1820، ثم رموز اللغة المسمارية الآشورية
عام 1840 ثم اللغة السومرية عام 1880. ساهم هذا التقدم أيضاً في إعادة تحديد
الهويات في سورية التي اكتشفت بعلبك وتدمير والماضي المجيد بأكمله. يُضاف إلى ذلك
الدور الكبير للمستشرقين الأوروبيين الذين ركزوا على هذا الماضي. إذا كان الماضي
مجيداً، فإن المستقبل يمكن أن يكون كذلك أيضاً. وهكذا بدأت أجيال المثقفين القوميين
العرب الفرانكوفونيين بقراءة "الحضارة العربية" للباحث العبقري
غوستاف لوبون Gustanve Le Bon. إن النهضة الأدبية المرتبطة بتبسيط اللغة العربية سبقت النهضة
السياسية.
سؤال:
ماذا عن الإسلام في ذلك الوقت؟
هنري
لورانس: كان في ذروة الأزمة. لأن العرب المسلمين كانوا يتساءلون
كيف يمكن أن يكونوا خاضعين للآخرين على الرغم من امتلاكهم لأفضل دين في العالم؟
اكتشفوا الفكر الغربي والفكر البروتستانتي التي كان يبدو أنه قمة الحداثة في نهاية
القرن التاسع عشر. تم تبني النموذج البروتستانتي الذي لم ننته من دفع ثمنه حتى
اليوم. عاد البروتستانت إلى زمن المسيحيين الأوائل لاستعادة النصوص الحرفية. بهذه
الطريقة، بدأت أولى الحركات السلفية.
سؤال: تحقق
هذا الوعي في ذلك الوقت، ولكن متى أخذ شكله السياسي على نطاق واسع؟
هنري
لورانس: تسارع هذا الوعي مع وصول "الشباب الأتراك"
إلى قمة السلطة في الإمبراطورية العثمانية عام 1908. ذهبت المساومات باتجاه إعطاء
المزيد من الحكم الذاتي العربي، وبدأ التفكير بامبراطورية تركية ـ عربية على
النموذج النمساوي ـ الهنغاري. حاول الجميع تحريض السكان خلال الحرب العالمية
الأولى. حاول الألمان تحريض الجزائريين والمغاربة، وحاولت فرنسا وبريطانيا تحريض
العرب ضد العثمانيين المتحالفين مع ألمانيا. ظهر في تلك الحقبة لورانس العربي الذي
أيقظ المملكة العربية. وفجأة بدأ القبول بحق الشعوب في تقرير مصيرها لدى غير
المسيحيين. عندما تمرد الشريف حسين في مكة عام 1916، كان خطابه إسلامياً بالدرجة
الأولى. ولكن الفرنسيين والبريطانيين شرحوا له أنه يجب إعطاء صبغة قومية وعربية
لقناعاته. أصبح التمرد عربياً عندما وصل إلى دمشق عام 1918. توجه الأمير فيصل
بحديثه إلى العرب سواء كانوا يؤمنون بالمسيح أو بمحمد. كان يجب الظهور كعربي من
أجل دخول دمشق. عندما وصل فيصل إلى دمشق مع مستشاريه البريطانيين، توجه بالحديث
إلى الأمة العربية السورية. تشكل العرب الفلسطينيون عام 1920. ولدت العروبة
العراقية عندما وصل فيصل إلى السلطة في العراق عام 1921. وهكذا تشكل ما أسميه
بصيغة (العربي +): تأخذون الهوية الإقليمية وتُضيفون عليها الهوية العربية. تبنت
جميع الدول التي ستولد هذه الصيغة. يتشكل العالم العربي من الشعوب: المصرية
والعراقية والسورية... وهذه الشعوب تشكل الأمة العربية.
سؤال:
ماذا عن مصر؟
هنري
لورانس: تحرر جهاز الدولة منذ عام 1850، ودعم الهوية المصرية.
إنها النزعة الفرعونية. استقلت مصر عام 1922، ولكنها أدركت أنه يجب عليها التمتع
بهوية عربية من أجل ممارسة النفوذ على جيرانها. قال المثقفون المصريون عام 1930 أن
مصر دولة ذات ثقافة عربية، ولكنهم صححوا مقولتهم بعد عشرة سنوات وقالوا أنها دولة
عربية. دخل المثقفون المصريون في العروبة في الوقت الذي كانت تتطور فيه حركات
الإخوان المسلمين الذين كانت نظرتهم عربية في البداية. عندما دخلت مصر في العروبة،
لحقتها أفريقيا الشمالية في نهاية سنوات الثلاثينيات. كان الفرنسيون يأملون بأن
تنحصر القومية العربية داخل الشرق الأوسط، ولكن النخبة المثقفة المغاربية تبنتها
أيضاً. أخذت الحركات الوطنية مع علماء الدين الجزائريين صبغة عربية.
سؤال:
متى وصلت القومية العربية إلى ذروتها؟
هنري
لورانس: ساد شعار "من المحيط إلى الخليج" خلال
سنوات الخميسينيات. تأسست الجامعة العربية عام 1945، وقامت بدور هام جداً في
استقلال المغرب. كانت القضيتان الجزائرية والفلسطينية أكبر قضيتين عربيتين حتى عام
1962، وأصبحت الثانية هي القضية الوحيدة بعد ذلك. لكن بعض الدول تأسست حوالي عام
1920 تحت رعاية الفرنسيين والبريطانيين، ونجم عن ذلك مشكلة أساسية أخرى. بنت هذه
الدول نفسها مع الإيديولوجيات العربية التي تنفي مشروعية الدولة. إذا أرادت هذه
الدول أن تكون أكثر قوة، فيجب عليها إلغاء الحدود الموروثة من الاستعمار. يتفق
الجميع على المبدأ، ولا أحد يُطبقه. لا ترغب الدول النفطية بتقاسم النفط مع الدول
الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، هناك الأنظمة المتسلطة. أثار جمال عبد الناصر الجماهير،
ولكنه لم يشجع المصريين على أن يصبحوا مواطنين، ولم يشجع المجتمعات المدنية على
التعبير عن نفسها. هناك خمسون مشروع اندماجي بالإضافة إلى التوقيع على خمسين
اتفاق، ولم ينجح أي منها باستثناء الاتحاد لمدة ثلاث سنوات بين مصر وسورية (1958 ـ
1963)، لكن سورية أرادت التحرر بسرعة من الهيمنة المصرية. هيمن الخطاب القومي
العربي حتى عام 1970، ولكنه لم يتمكن تحقيق نفسه بسبب الاختلافات في مستوى الغنى
وغياب الديموقراطية. استقر العالم العربي بعد عام 1970، ولم تعد هناك ثورات. أصبحت
الدول متسلطة، وظهر التعارض بين القومية العربية والإسلاموية. إن جمال عبد الناصر
هو الذي خلق الانشقاق بين العروبيين والإسلاميين.
سؤال:
لماذا حصل هذا التغير الاستبدادي؟
هنري
لورانس: أدى التأخر عن الحداثة الغربية إلى الاستعاضة عنها
بالنزعة الاستبدادية واللجوء إلى القوة. هذا هو الحال بالنسبة لإيران الشاه وتركيا
الكمالية ومصر عبد الناصر وسورية والعراق البعثيتان. حذت بعض هذه الدول نموذج
الثورات الشعبية في أوروبا الشرقية. هناك سبب آخر يكمن في أن التدخل الخارجي هيمن
على التاريخ. إذا كنت طرفاً محلياً، فسأعتمد على القوى الخارجية التي ستقسم البلد.
إن النظام الدكتاتوري هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الاستقلال الوطني. هذا ما
قاله عبد الناصر إلى نهرو: إذا كان لديك أحزاب برلمانية، فإنهم جميعاً عملاء
للخارج، وتمولهم عدة دول. السبب الأخير، هو الريع النفطي. إذا قامت الدولة بإعادة
توزيع هذا الريع، فإنها تشتري المجتمع والهدوء السياسي.
سؤال:
هل لعب العامل الديني دوراً أيضاً؟
هنري
لورانس: احترم الزعماء القوميون العرب الدين الإسلامي دوماً.
كانوا يدركون أنهم غير قادرين على مكافحة المعتقدات الشعبية حتى لو أرادوا محو
أمية الجماهير. يجب معرفة حجم الصدمة التي فرضها هؤلاء الزعماء القوميون على
شعوبهم القروية وغير المتعلمة بأغلبيتها: إنه سير حثيث وصدمة ثقافية مذهلة. إنها
قفزة تبلغ ثلاثة قرون في الزمن.
سؤال:
ماذا تعنون بذلك؟
هنري
لورانس: يطلب من هذه الشعوب منذ سنوات الستينيات أن تطيع
الدولة، لكن هذه الشعوب تعتبر أن العشائر والشبكات العائلية فيها هي الصلة
الاجتماعية الوحيدة التي يجب إطاعتها. ينطبق الأمر نفسه على الشعوب العربية التي
هاجرت إلى أوروبا في الحقبة نفسها. هناك حديث عن "الاندماج".
ولكن الأوروبيين احتاجوا إلى ثلاثة قرون للخروج من الجهل، ونحن نطلب من هؤلاء
الناس الذين يعيشون منذ مئات السنين مع قيم ريفية أن يتأقلموا فوراً مع قيمنا.
سؤال:
كيف تفسرون نجاح الإخوان المسلمين والسلفية؟
هنري
لورانس: إن رجال الدين السنة غير مؤهلين أو مؤهلين بشكل سيء،
وذلك بعكس رجال الدين الشيعة المؤهلين بعناية قبل ممارستهم لمسؤولياتهم. هل
الأنظمة استبدادية؟ إن الدين هو المجال الوحيد التي تمتع بالحرية، نظراً لحذر
الدولة تجاهه. أدى تحرر رجال الدين إلى تصور برنامج إسلامي يريد القطيعة مع
السياسة. يعتبر السلفيون أن القانون الديني كامل. يرتكز هذا القانون على الطوباوية
المثالية للسنوات الأولى من الإسلام، وعلى
إلغاء السياسة وإزاحتها وفرض نموذج أصلي مكانها.
سؤال:
وماذا عن نجاح الجهاد؟
هنري
لورانس: هناك مشكلة اجتماعية أكثر من كونها مشكلة دينية لدى
الذين يتبنون الجهاد. إن دور المرأة والمشاكل الاجتماعية في الدول العربية تمنع
زواج الشباب. هناك كبت جنسي هائل لأن الجنس خارج الزواج ممنوع، ولاسيما أن هؤلاء
الشباب يطلعون بسهولة على الثقافة والصور الغربية. يمثل الجهاد أيضاً ثورة جنسية
بالإضافة إلى البحث عن المغامرة والاحتجاج الاجتماعي تجاه الغرب. نشاهد ذلك في
الخطاب الذي يتبناه داعش في التجنيد، وهذا أمر ثابت.
سؤال:
هناك تركيز على الجهاديين. هل هو العامل الوحيد الذي يجذب الأجيال الجديدة؟
هنري
لورانس: لا إطلاقاً. تُخفي الحركات الإرهابية حقيقة أخرى. هناك
ثورة في الوعي منذ ظهور تلفزيون الجزيرة عام 1995، ثم تلفزيون العربية لاحقاً، ثم
ظهور المدونات ووسائل التواصل الاجتماعية حالياً. كان من المستحيل في الدول
العربية قبل منتصف التسعينيات سماع أي شيء آخر غير الأصوات الرسمية التي تسيطر
الدول عليها إلى حد ما. كان هناك فقر في النقاشات، وكانت وسائل الإعلام تمنع أي
تفكير لدى الشباب. أصبح الجميع الآن قادراً على تكوين فكرة عما يحصل في سورية دون
أن يكون متعلقاً بما تقوله وسائل الإعلام الرسمية. هناك وعي جماعي في طور التشكل
في العالم العربي. ألاحظ أيضاً أن جزءاً من الشباب يطالبون بقيم الإلحاد ويرفضون
الإملاءات الدينية والقيم التقليدية. هناك بعض الناس في مصر وتونس لا يقدموا
أنفسهم بالمقارنة مع المشروع الديني. إنه بروز النزعة الفردية العربية.