الصفحات

الجمعة، ٤ نيسان ٢٠١٤

(تراجع جهاديي داعش يفتح الطريق أمام الحكومة المتمردة)

صحيفة اللوموند 4 نيسان 2014 بقلم بنجامان بارت Benjamin Barthe

     انتصر المتمردون السوريون في الجولة الأولى من الحرب الطويلة والمستمرة منذ ثلاثة أشهر ضد جهاديي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) الذين اضطروا للانسحاب إلى معقل حركتهم في شرق سورية بعد أن واجهوا عداء الجميع تقريباً سواء من قبل قوميي الجيش السوري الحر أو أبناء عمومتهم جهاديي جبهة النصرة. تُسيطر داعش على الرقة وبعض القرى المحيطة بدير الزور وحلب مثل الباب ومنبج، بالإضافة إلى مركزين حدوديين مع تركيا هما: جرابلس وتل أبيض. عانت المناطق الشمالية ـ الغربية في سورية لفترة طويلة من أعمال الترهيب التي ارتكبتها داعش ومن إدعاءاتها بالهيمنة، ولكن هذه المناطق تخلصت الآن من هؤلاء المتطرفين ولاسيما في مدينة حلب.
     قال الناشط الصحفي السوري عدنان حداد الذي يتنقل دوماً بين حلب وغازي عنتاب في اتصال هاتفي: "تغير الجو كلياً. نستطيع العمل من جديد في هذه المناطق، في حين لم نكن نستطيع إخراج كاميراتنا علناً عندما كانت داعش موجودة. تعرض العديد من ناشطي المعارضة للاختطاف. كان الجميع مرعوباً". أكد دبلوماسي غربي على اتصال مع الناشطين السوريين هذا الانفراج قائلاً: "هناك حياة وحركة أكثر، وأصبح المجال مفتوحاً أمام المتمردين. لو كان المتمردون منشغلين بداعش، ما كان بإمكانهم  شن الهجوم الحالي على محافظة اللاذقية".
     لا شك أن هذا "التحرير" ما زال نسبياً جداً. إن القرى المعنية ما زالت تحت تهديد طائرات النظام التي تلقي براميل المتفجرات على حلب والمناطق المحيطة بها بشكل يومي تقريباً. ولكن الفرصة متاحة بالنسبة للحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة قبل عام. أصبح بإمكان رئيس الحكومة أحمد طعمة التقدم في الأراضي الواقعة في الشمال وملء الفراغ الذي تركته داعش. انتقل أعضاء هذه الحكومة مؤخراً إلى مبنيين في غازي عنتاب، الأمر الذي يمثل بداية وجود لهذه الهيكلية التي ما زالت قوقعة فارغة بسبب النزاعات الداخلية.
     بدأ إطلاق سلسلة من المشاريع الهادفة إلى تحسين الحياة اليومية للسكان في هذه المناطق التي دمرتها الحرب بفضل بعض الأموال القطرية والتركية مثل إعادة بناء مطحنة القمح في إعزاز وإصلاح الشبكة الكهربائية في سراقب وتسليم سيارات إسعاف في حلب... الخ. قال رضوان زيادة ، مستشار أحمد طعمة: "باعتبار أن القوى الغربية لا يبدو أنها تريد تسليمنا صواريخ أرض ـ جو، فإن دعم الحكومة المؤقتة هو الورقة الأخيرة الباقية أمامهم. يجب وضع هذه المناطق على طريق التنمية من جديد. إنها الطريقة الوحيدة لتوفير القليل من الاستقرار بعد فشل المفاوضات في جنيف".
     إن المهمة ضخمة. لا يكفي انسحاب داعش لكي يجعل مبعوثي الحكومة أشخاصاً مرغوباً بهم. أعرب عدنان حداد عن قلقه قائلاً: "يجب الحديث مع عشرات الكتائب المختلفة من أجل إصلاح شبكة الاتصالات. يتصرف قادة هذه الكتائب كأمراء الحرب. سيكون التقدم بطيئاً جداً".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق