الصفحات

الاثنين، ٧ نيسان ٢٠١٤

(زيارة فلاديمير بوتين إلى فرنسا تُربك باريس)

صحيفة اللوموند 6 ـ 7 نيسان 2014 بقلم بيوتر سمولار Piotr Smolar

     من المفترض أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرية كورسي Corucy الفرنسية (ألف نسمة) للمشاركة في إحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى وتخليد ذكرى الجنود الروس الذي شاركوا في هجوم نيفيل Ninelle. قالت مارتين جولي Martine Jolly رئيسة بلدية كورسي: "مات سبعمائة جندي منهم من أجل قرية يبلغ عدد سكانها سبعمائة نسمة تقريباً. يريد الروس أن يكون ذلك واضحاً خلال إحياء هذه الذكرى، ولكنني غير متأكدة من ذلك".
     يسود توتر غير مسبوق بين الدول الغربية وروسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم. لم يعلن قصر الإليزيه عن تأكيد زيارة الرئيس الروسي أو إلغائها حتى الآن، هذه الزيارة المرتقبة بتاريخ 23 نيسان القادم. قالت السفارة الروسية في باريس: "إنه أمر غير طبيعي إطلاقاً. نحن بانتظار الأخبار الجديدة، وتحتاج الزيارة إلى تحضيرات لوجستية كبيرة". من جهة أخرى، أكد فرانسوا هولاند رسمياً الدعوة الموجهة لنظيره الروسي من أجل المشاركة بإحياء الذكرى السبعين لعملية إنزال القوات الأمريكية في منطقة النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية بتاريخ 6 حزيران.
     ما زال الضباب كثيفاً في وزارة الخارجية الفرنسية حول زيارة فلاديمير بوتين. جرى لقاء في باريس بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الأحد 30 آذار. وفي اليوم التالي، اجتمع لوران فابيوس مع نظيره الروسي، وتناولا بشكل خاص زيارة فلاديمير بوتين إلى فرنسا. تُعبّر الحيرة الفرنسية إزاء روسيا عن الانقسامات الأوروبية حول الأزمة الأوكرانية. تتصور بعض الدول الأوروبية حصول تراجع تدريجي للتصعيد والعودة إلى الدبلوماسية على الرغم من بقاء بعض العقوبات الفردية ضد بعض المسؤولين الروس لبعض الوقت. هناك اختلاف واضح بين المقاربة الأوروبية ومقاربة الإدارة الأمريكية التي تخلت عن فكرة الحوار البناء وتبنت مقاربة متشددة.

     تظهر الإرادة الفرنسية بمداراة مصالحها مع روسيا من خلال مؤتمر سيُنظمه المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية IRIS في باريس بالتعاون مع المرصد الفرنسي ـ الروسي ونقابة أرباب العمل الفرنسية MEDEF وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية ـ الروسية. من المفترض أن تتضمن الجلسة الختامية لهذا المؤتمر بتاريخ 24 نيسان عدة كلمات من قبل السفير الفرنسي في موسكو جان موريس ريبير Jean-Maurice Ripert والمدير العام لشركة توتال Tolal كريستوف دومارجوري Christophe de Margerie والرئيس بالمشاركة للمجلس الاقتصادي للشركات الفرنسية والروسية غينادي تيمتشينكو Guennadi Timtchenko الذي ورد اسمه على لائحة العقوبات الأمريكية الصادرة بتاريخ 20 آذار. ذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأمريكية أن "نشاطات تيمتشينكو في قطاع الطاقة ترتبط مباشرة بفلاديمير بوتين عبر شركة Gunver للتجارة بالنفط". إنها المرة الأولى منذ خمسة عشر عاماً التي تعلن فيها حكومة غربية بوضوح عن معرفتها بوجود مصالح تجارية شخصية للرئيس الروسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق