افتتاحية صحيفة الفيغارو 23
تموز2014 بقلم إيتيين دومونتيتي Etienne de Montety
أعلنت الدولة الإسلامية الحرب على المسيحيين في
الموصل. أصبح أتباع المسيح مجبرين على مغادرة "الخلافة" أو دفع
ضريبة "الكفار" بعد أن صدر بحقهم العقاب الشعبي عبر حرف الـ "ن"
ـ أي النصارى ـ المكتوب على منازلهم، وتحولوا إلى مواطنين من الدرجة الثانية، ولن
يكون لهم الخيار قريباً إلا بين "اعتناق الإسلام" أو الموت بحد
السيف... لم يعد التعصب مخفياً، وتبناه الزعيم أبو بكر البغدادي الذي أطلق على
نفسه اسم ابراهيم. من سخرية القدر: ابراهيم هو الاسم العربي لأبو المؤمنين
أبراهام، وهو من العراق، ومن المفترض أن يجتمع المسلمون والمسيحيون حول هذا الاسم،
ويعيشون في وئام.
كان
عدد مسيحيي العراق مليون نسمة قبل التدخل الأمريكي، وأصبح عددهم أربعمائة ألف على
الأكثر. إنهم يختارون طريق الرحيل بعد كل موجة من أعمال التنكيل والعنف والاضطهاد.
كتب أحد هؤلاء المهاجرين جوزيف فاضل Joseph
Fadelle في كتابه: "الثمن الواجب دفعه"
عن المصير المرعب الذي ينتظر المسيحيين منذ عدة سنوات. أصبح التهديد مُعلناً بوضوح
بعد إقامة "الخلافة": المسيحية هي العدو! بالتأكيد، ارتفعت أصوات
هامة للاستنكار: يُحذر البابا فرانسيس منذ عدة أشهر، ويؤكد تعاطفه مع إخوانه. كما
أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "جريمة ضد الإنسانية"،
وأعربت الحكومات الغربية عن قلقها. وماذا بعد ذلك؟ اعتاد الرأي العام الأوروبي على حملات تعبئة
الرأي العام والمظاهرات والعرائض بمختلف أنواعها... ولكن لا شيء من ذلك اليوم!
صمت، هناك اضطهاد...
هل يجب
ارتكاب مجزرة خارج فترة الهدنة الصيفية لإثارة الشفقة؟ أو بعد انتهاء سباق فرنسا
الدولي للدرجات الهوائية؟ هل سنكتفي باللامبالاة في مواجهة الروايات المخيفة لموكب
الرعب؟ سواء كنا مسيحيين أم لا، هل سنبقى طرشاناً لفترة طويلة تجاه كلام الانجيل
الذي وصلت أصداءه إلى العالم أجمع: "إذا صمتوا، فإن الصلوت ستصرخ"؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق