صحيفة الفيغارو 12 تموز 2014 ـ مقابلة مع
الباحث في كلية الدفاع السويدية في ستوكهولم ماغنوس رانستورب Magnus Ranstorp الذي يتابع
الحركات الإسلامية منذ عشرين عاماً ـ أجرى المقابلة جورج مالبرونو Georges Malbrunot
سؤال:
ما هي إستراتيجية حماس؟
ماغنوس
رانستورب: تجسد حماس المقاومة ضد إسرائيل، ولا تريد إظهار ضعفها.
الإسلاميون ليس لديهم أي شيء يخسرونه، ولم يحصلوا على شيء من حكومة الوحدة الوطنية
مع فتح محمود عباس. تود حماس إطلاق انتفاضة ثالثة مستفيدة من اشتعال الشرق الأوسط،
وأن يمتد التمرد إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية بعد الصدمات في بغداد وسورية.
عندما سألت القادة الرئيسيين لحماس حول ولادة دولة إسلامية في فلسطين، أجابونني
بأنهم لا يستطيعوا لوحدهم القيام بذلك،
وأنه لن يكون ممكناً إلا مع عدم استقرار مصر والأردن. خسرت حماس مصر محمد مرسي،
ولكن بقي لها الأردن الذي سيواجه صعوبات جدية في حال سقوط سورية بأيدي الإسلاميين.
تعرف إسرائيل جميع هذه الخطط، ولهذا السبب اعتقل الجيش الإسرائيلي أكثر من
ثلاثمائة إسلامي في الضفة الغربية وأغلق بعض المراكز الاجتماعية وصادر الأسلحة بعد
اغتيال الشباب الإسرائيليين الثلاثة في الخليل. يريد الإسرائيليون إضعاف حماس قبل
العملية العسكرية ضد غزة.
سؤال:
كيف يستعد الإسلاميون للهجوم البري الإسرائيلي؟
ماغنوس
رانستورب: تريد حماس جذب إسرائيل إلى عملية برية في غزة. ما زال
جناحها العسكري قوياً مع خمسة وعشرين ألف عنصر على الرغم من الضعف الذي أصاب
الحركة خلال السنوات الماضية. لقد بدؤوا بتفخيخ الطرقات والمنازل والأنفاق التي
كانوا يبنونها بين قطاع غزة والدولة العبرية. سيكون الجنود الإسرائيليون مضطرين
للمغامرة بدخولها، وهم مترددون. بلغ عدد الجنود الاحتياط الذين دعاهم الجيش
الإسرائيلي أربعين ألفاً، وهو عدد أقل بكثير من الذي دعاهم في الهجوم الأخير عام
2012 (75000 جندي احتياط). من المفترض أن يكون هجوماً برياً محدوداً مع توغلات
للقوات الخاصة للقضاء على منصات إطلاق الصواريخ وتصفية أهم قادة الجناح العسكري.
ولكن من جهة أخرى، تعرف حماس أنه إذا قامت إسرائيل بتصفيتها، فإن الدولة العبرية
ستجد أمامها المجموعات السلفية والجهادية الأكثر راديكالية من حماس، وهي تحت سيطرة
حماس حالياً.
سؤال:
كيف تنجح حماس في إعادة بناء ترساناتها بعد كل عملية عسكرية إسرائيلية؟
ماغنوس
رانستورب: إن كوادرها العسكرية حاذقون. إنهم يستخدمون طرق
التهريب، واستفادوا من تواجد بعض المدربين الإيرانيين من حرس الثورة في غزة عندما
كانوا في أوج قوتهم اعتباراً من عام 2007. استطاعت حماس إصلاح علاقاتها مع طهران
بعد القطيعة السياسية مع إيران عام 2012. الإيرانيون لا يحبون رئيس المكتب السياسي
لحماس خالد مشعل الذي يعيش في قطر، ولكن حماس أرسلت مبعوثين آخرين إلى طهران.
سؤال:
هل ما زال عماد العلمي ممثل حماس في إيران؟
ماغنوس
رانستورب: إنه على رأس قائمة الذين تسعى إسرائيل إلى تصفيتهم. يجب
ألا ننسى أن الحلف الثلاثي المقدس بين إيران وسورية وحماس ما زال يعمل على صعيد
إرسال الأسلحة. نرى ذلك مع صواريخ M302 المصنوعة في سورية، وما زالت تصل إلى غزة. وهناك أيضاً حزب الله
الذي يساعد حماس على تصميم قذائفه الصاروخية. ما زالت العلاقات بين حماس وحزب الله
موجودة حتى لو كانت هذه العلاقات متوترة بينهما بسبب مواقفهما المختلفة تجاه
سورية، وحتى لو كان حزب الله لا يريد إشعال الحدود الشمالية مع إسرائيل. ما زال
ممثل حماس أسامة حمدان موجوداً في بيروت.
سؤال:
كيف سينتهي هذا الهجوم؟
ماغنوس
رانستورب: تأمل حماس أن تكون قواعد اللعبة الناجمة عن وقف إطلاق النار أكثر ملاءمة لها من
تلك التي ورثتها بعد الهجوم الأخير عام 2012. ستطالب حماس بمنفذ أفضل إلى مصر
والإفراج عن عناصرها الذين اعتقلهم إسرائيل قبل فترة قصيرة بعد أن أفرجت عنهم عام
2011 في إطار عملية مبادلة جلعاد شاليط. ولكن إسرائيل ترفض الحديث عن وقف اطلاق النار
حتى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق