مجلة أوبس OBS الأسبوعية (النوفيل أوبسرفاتور سابقاً) 11 كانون الأول 2014 بقلم
تييري فانسان Thierry
Vincent
من
أين تأتي الأموال التي تُقرضها جمعية (جان) Jeanne
(جمعية تأسست عام 2010 من قبل بعض المقربين من رئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين
لوبن) إلى المرشحين عن حزب الجبهة الوطنية؟ كان جواب محاسب حزب الجبهة الوطنية
واليراند دوسان جوست Wallerand de Saint Just
غامضاً بقوله: "لا أستطيع أن أقول لكم شيئاً حول هذا الموضوع لأنني لا
أعرف شيئاً. لم تتم استشارتي حول جمعية جان". هل يأتي جزء منها من
الأموال السورية؟ إنه أحد الاحتمالات المُفضلة لدى الخبراء. وهذا ما تؤكده
العلاقات الوثيقة جداً بين مؤسس شركة ريوال Riwal
للدعاية والإعلان فريدريك شاتيون Frédéric Chatillon،
الشركة المفضلة لحزب الجبهة الوطنية، والنظام السوري.
بدأت
العلاقة بين فريدريك شاتيون ودمشق منذ عشرين عاماً على الأقل، عندما كان عمره 26
عاماً، وكان حينها رئيس نقابة طلاب اليمين المتطرف GUD
التي تضم بعض الطلاب الفاشيين، وهي نقابة معادية جداً لإسرائيل وتؤيد الأنظمة
الدكتاتورية العربية. عندما عاد فريدريك شاتيون من سورية بتاريخ 12 تشرين الأول
1994، عثرت الشرطة الفرنسية على عشرة نسخ من كتاب (كفاحي) لهتلر باللغة العربية مع
فريدريك شاتيون أثناء خروجه من الطائرة. عندما سألته الشرطة عن سبب هذه الزيارة
إلى سورية، أجاب بأنه ذهب لزيارة وزير الدفاع آنذاك العماد مصطفى طلاس، وهو الرئيس
غير الرسمي لأجهزة الاستخبارات السورية. لم تتوقف هذه العلاقة الوثيقة بين
الرجلين. قام فريدريك شاتيون بزيارة هامة إلى سورية عام 2006 برفقة الممثل
الكوميدي المعادي للسامية ديودونيه Dieudonné،
وقام بتقديم الممثل الكوميدي إلى الجنرال مناف طلاس، اليد اليمنى لبشار الأسد. لم
يرغب فريدريك شاتيون ومناف طلاس الإجابة على أسئلة المجلة.
شارك
فريدريك شاتيون مؤخراً في بعض المظاهرات المؤيدة للدكتاتور السوري بشار الأسد،
ولاسيما بتاريخ 30 تشرين الأول 2011. تترافق العلاقات الإيديولوجية مع العلاقات
التجارية أيضاً. تساهم الأموال السورية في تمويل شركة ريوال جزئياً، وفتحت الشركة
مكتباً لها في دمشق، ويبدو أنها تخصصت في الدعاية المضللة لصالح الأسد مقابل
العائد المالي. على سبيل المثال، قامت صحيفة (سيغال) Cigale
اليومية المجانية، التي توزع في المخابز الباريسية، التابعة لشركة ريوال بنشر عدد
خاص عن السياحة في سورية في شهر شباط عام 2008 بالمشاركة مع العديد من المعلنين
المحليين. من الغريب أن فلورانس لاغارد Florence
Lagarde، صديقة الطفولة لمارين لوبين ورئيسة جمعية
(جان)، تعمل بنشاط مع صحيفة (سيغال). لم يرغب أي من الأشخاص المعنيين بالرد على
أسئلة المجلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق