الموقع الإلكتروني لمجلة اللوبوان الأسبوعية 3 كانون الأول 2014
لم يتغير بشار الأسد قيد أنملة على
الرغم من الحصيلة المرعبة لضحايا الحرب في سورية وتجاوزها لمئتي ألف ضحية، ويواصل
استفزازاته ضد الغرب. أدت الضربات الأمريكية ضد جهاديي الدولة الإسلامية وجبهة
النصرة إلى تعزيز الرئيس السوري في قصره، واغتنم ذلك من أجل توجيه بعض الانتقادات
الحادة ضد الذين راهنوا على سقوطه.
أكد زعيم دمشق في المقابلة التي
أجراها مع مجلة باري ماتش أنه ليس "عدواً شخصياً ولا منافساً
لهولاند" ثم قال: "أعتقد أن داعش هو الذي ينافسه، لأن شعبيته
قريبة جداً من شعبية داعش". اغتنم بشار الأسد باستخفاف الفشل الداخلي
للرئيس الفرنسي، واتهم الحكومة الاشتراكية بالعمل "ضد مصالح الشعب السوري
والشعب الفرنسي". ينسى الرئيس السوري أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عارضه
بقوة في نهاية ولايته بعد أن استضافه في قصر الإليزيه. فيما يتعلق بمصالح "الشعب
السوري"، أصبح بشار الأسد حراً بقصف مدنه يومياً في المناطق المتمردة عبر
رمي براميل المتفجرات من الجو.
أنكر بشار الأسد فضل الولايات
المتحدة على الرغم من المساعدة الحاسمة التي قدمتها الطائرات الأمريكية، وقال: "ليس
صحيحاً أن ضربات التحالف قد ساعدتنا. لو كانت هذه الضربات جدية وفاعلة فسأقول لك
إننا سنستفيد بكل تأكيد". يقوم الطيران السوري أيضاً بقصف المواقع
الجهادية في معقلهم بالرقة منذ الصيف الماضي دون أن يتجنب السكان المدنيين.
يدرك الرئيس السوري تماماً أن حجة "مكافحة
الإرهاب" التي لوح بها باستمرار منذ بداية الثورة عام 2011 قد حققت هدفها
لدى الحكومات الغربية، وذهب إلى حد اقتراح تقديم خدماته إلى التحالف الدولي ضد
داعش بشكل غير مباشر، وقال: "إن القوات البرية ملمة بتفاصيل جغرافية
المناطق وتتحرك معها في الوقت نفسه... نحن الذين نخوض المعارك على الأرض ضد داعش،
ولم نلاحظ أي تغير".
وقع طبيب العيون السابق في
تناقضاته مرة أخرى، ونسي أن جيشه تجنب قصف مواقع الدولة الإسلامية خلال عام كامل في شرق سورية، وفضّل
القضاء على التمرد المعتدل الذي أصبح على وشك الاختفاء. إذا نظرنا إلى ما هو أبعد
من الانتقادات الحادة الكثيرة التي وجهها الرئيس السوري خلال المقابلة مع باري
ماتش، فإنه قدّم أيضأً نظرة جديدة. سأله المراسل الخاص في دمشق ريجيس لوسومييه Régis
Le Sommier عما إذا كان خائفاً من أن ينتهي مثل صدام حسين أو
معمر القذافي، أجاب بشار الأسد: "القبطان لا يفكر بالموت أو الحياة، يفكر بإنقاذ السفينة.
فإذا غرقت السفينة فسيموت الجميع". إن ما قاله صحيح أكثر من كل ما قاله في الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق