الصفحات

الأربعاء، ١٠ كانون الأول ٢٠١٤

(تمام سلام: "التهديد الجهادي حقيقي في لبنان")

صحيفة الفيغارو 9 كانون الأول 2014 ـ مقابلة مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام ـ أجرت المقابلة مراسلتها في بيروت سيبيل رزق Sibylle Rizk

     يصل رئيس الوزراء اللبناني إلى باريس يوم الأربعاء 9 كانون الأول في زيارة رسمية يلتقي خلالها مع الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة مانويل فالس.
سؤال: تم التوقيع على عقد الأسلحة الفرنسية بتمويل سعودي قدره ثلاثة مليارات دولار بعد عام من الإعلان عنه. متى تأملون استلام الدفعة الأولى من هذه الأسلحة؟
تمام سلام: هذا الملف هو أحد النقاط الرئيسية في برنامج زيارتي إلى فرنسا. آمل تسليم الأسلحة سريعاً. يحتاج الجيش اللبناني إلى هذه الأسلحة بشكل عاجل. إن الوضع الأمني صعب جداً على حدودنا الشمالية ـ الشرقية. تتمركز جبهة النصرة وداعش في الجانب السوري من المنطقة الجبلية، ويتوغلان في الأراضي اللبنانية. لقد تم استهداف الجنود ـ ولاسيما بعمليات التفجير الانتحارية ـ  وقُتِلَ العديد منهم. يضاف إلى ذلك اعتقال بعض جنودنا كرهائن، والظروف الصعبة جداً للتفاوض مع المجموعات التي لا دين لها ولا أخلاق. تقوم هذه المجموعات بالمزاودة على بعضها البعض، وتعتقل جبهة النصرة ستة عشرة جندياً وتعتقل داعش تسعة جنود (تم إعدام رهينة بتاريخ 5 كانون الأول، وبالتالي ارتفع عدد الجنود القتلى إلى أربعة، منهم اثنين عبر قطع الرأس).
سؤال: هل التهديد على لبنان هو تهديد خارجي فقط؟ ألا تخشون من انتقال عدوى الجهاد؟
تمام سلام: هذا التهديد حقيقي. تم مؤخراً اعتقال امرأتين (الأولى هي الزوجة السابقة لزعيم الدولة الإسلامية، والثانية هي زوجة أحد قادة جبهة النصرة)، وهذا يدل على أن الشبكات الجهادية ما زالت ناشطة. إنها تستخدم بعض الوسطاء، وتوزع الأموال. كان لبنان ضحية عدة تفجيرات دامية. ولكن قوات الأمن نجحت في إيقاف هذا التهديد بفضل المظلة الأمنية الإقليمية التي ظهرت أولاً عبر إعطاء الضوء الأخضر لتشكيل حكومتي (في شهر شباط 2014) بعد أحد عشرة شهراً من الشلل المؤسساتي.
سؤال: هل ستسمح هذه المظلة الإقليمية بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية بعد سبعة أشهر من الفراغ على رأس الدولة؟ ماذا تأملون من الوساطة الفرنسية الجارية؟
تمام سلام: لبنان بلد صغير، وخضع دوماً إلى النفوذ الإقليمي والدولي ولاسيما في لحظة انتخاب الرئيس. تم انتخاب آخر رئيس بعد التوصل إلى اتفاق الدوحة عام 2008. نحن بحاجة للمساعدة مرة أخرى من أجل التوصل إلى تسوية. تبذل فرنسا الكثير من الجهود في هذا الاتجاه، ولكن ما زال الوقت مبكراً جداً للقول بأنها ستعطي ثمارها.
سؤال: اضطر برنامج الغذاء العالمي إلى تعليق مساعدته مؤقتاً إلى اللاجئين السوريين ولاسيما في لبنان بسبب نقص الأموال. من جهتكم، تشتكون من عدم تقديم الدعم الكافي لكم في مواجهة هذه الأزمة، وبدأ لبنان بإغلاق حدوده. هل هذا هو الحل؟
تمام سلام: إن الوعي الدولي ليس على مستوى اتساع أزمة اللاجئين في لبنان، ونحن نتحدث الآن عن ضجر المانحين. يجب تقاسم هذا العبء معنا، ولاسيما عبر استقبال المزيد من اللاجئين. ما زال هذا الجهد رمزياً حتى الآن. على سبيل المقارنة، يوجد مليون ونصف مليون لاجئ في لبنان الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة. أي كما لو أن عدد سكان فرنسا تضخم أكثر من خمسة عشرة مليون نسمة! على الرغم من ذلك، لم نغلق حدودنا أبداً، ولا يمكن لوم اللبنانيين بخصوص تصرفهم الإنساني: يعيش 85 % من اللاجئين بيننا وليس في مخيمات معزولة. تهدف الإجراءات المتخذة على الحدود إلى تخفيف تدفق القادمين فقط، ويبلغ عددهم عشرات الآلاف شهرياً، وذلك عبر وضع بعض المعايير لتحديد وضع اللاجئ.
سؤال: أنتم تمثلون سياسياً ما يُطلق عليه الإسلام السني المعتدل التي يشهد اليوم أوج أزمته في المنطقة منذ بروز بعض الحركات مثل الدولة الإسلامية. هل ما زال صوتكم مسموعاً؟
تمام سلام: إن التطرف يرتدي اليوم ثياباً إسلامية، ولكن هذه المجموعات لا علاقة لها بالإسلام. إن لبنان جزء لا يتجزأ من التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية حتى لو كان لا يملك الوسائل العسكرية للمشاركة فيه. برأيي، إن أحد مفاتيح مكافحة التطرف في المنطقة يمر عبر تسوية النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وإقامة السلام. في هذا الصدد، أشيد بنداء النواب الفرنسيين إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق