الموقع الإلكتروني لمجلة ماريان Marianne
الأسبوعية 4 كانون الأول 2014 بقلم باتريسيا نيفيز Patricia Neves
أعرب
بشار الأسد عن رأيه في مجلة باري ماتش. تارة، كان متهكماً (من فرانسوا هولاند)،
وتارة أخرى كان متحدياً (حول موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية)؟ أفشى الرئيس
السوري بعض التحليلات التي ستدفع إلى التفكير بها: حول "الفوضى"
التي عرفتها ليبيا بعد التدخل العسكري الغربي، أو حول العلاقات الغامضة بين قطر
وتركيا والدولة الإسلامية.
ربما
نسي البعض، ولكن بشار الأسد ما زال رئيساً في سورية، وانتُخب مرة أخرى بسخرية في
شهر حزيران الماضي. اعتبر الكثيرون أن انتخابه "تمثيلية مضحكة" و"خدعة"،
ولكن العدو الأسوأ سابقاً عاد مكتسياً هالة شبه مقدسة في مواجهة التهديد المتصاعد
للعدو الأول الجديد الدولة الإسلامية. عاد الأسد إلى محور الرهان الدبلوماسي،
واستفاد من ذلك لكي يدلي بالتصريحات ويمرر الرسائل عبر مجلة باري ماتش.
إنه
رجل يتكلم بسلاسة وبراعة. كان الأسد ساخراً جداً تجاه فرانسوا هولاند الذي حاول
التدخل في سورية، ولكنه اضطر للتراجع بعد أن تخلت عنه الولايات المتحدة. قال
الرئيس السوري أنه لا "يعرف" نظيره الفرنسي، ولكنه يعرفه بما فيه
الكفاية لكي يتطرق إلى "مستوى شعبيته" الذي اعتبره "قريباً"
برأيه من مستوى شعبية الدولة الإسلامية!
دافع
بشار عن نفسه تجاه الاتهامات الموجهة ضده حول ارتكابه المجازر ضد شعبه واستخدامه السلاح
الكيميائي، ونفى اتهامات وزير الخارجية الأمريكي قائلاً: "منذ متى يقول
الأمريكيون الحقيقة حول الأزمة السورية؟".
يتمسك بشار الأسد بدوره، وهذا ليس مفاجئاً، ولكن
دون نسيان العودة إلى بعض المواضيع التي تثير شكوكاً أقل من الشكوك المتعلقة بملف
الأسلحة الكيميائية. ولاسيما هذه الحقيقة: إن الديموقراطية ليس مفهوماً يمكن
تصديره كقالب جاهز للاستخدام. في ليبيا على سبيل المثال، قال بشار الأسد: "ما
هي نتائج السياسة الفرنسية مع قرار الهجوم على القذافي.. ماذا كانت النتيجة؟ حصلت
الفوضى بعد رحيل القذافي... هل أصبحت ليبيا ديموقراطية؟".
فيما
يتعلق بسورية، تابع بشار الأسد قائلاً: "لنتحدث بصراحة. لو لم تدفع قطر الأموال في ذلك الوقت
لأولئك الإرهابيين في البداية، ولو لم تدعمهم تركيا لوجستيا، ولو لم يدعمهم الغرب
سياسيا، عندها كانت الأمور ستختلف".
ولكن ألم يراهن بشار الأسد على
صعود الإسلاميين الراديكاليين من أجل "تقسيم المعارضة"، عندما
تحول حلفاء البارحة إلى أعداء اليوم؟ رد المنبوذ السابق بنفي قاطع، واغتنم ذلك لكي
يشير إلى أن الولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في ظهور زعيم الدولة الإسلامية أبو
بكر البغدادي الذي كان معتقلاً في السجون العراقية.
بشار الأسد هو رجل سياسي حاذق، وهو
في السلطة منذ أربعة عشر عاماً، ولا يخشى من التناقضات. كان جالساً بالقرب من جهاز
كمبيوتر آبل أمريكي الصنع، وقال: "مهما حصل، نحن السوريين لن نقبل أبداً
أن يتحول بلدنا إلى دمية بأيدي الغرب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق