صحيفة الفيغارو 3 كانون الأول 2014 بقلم
جورج مالبرونو Georges
Malbrunot
عاش
ألويز برونر Aloïs Brunner فترة طويلة في المبنى الواقع شارع جورج حداد ـ رقم البناء 3
ـ في وسط دمشق. قال أحد السوريين دون أن يكشف عن اسمه: "كنت
جاره خلال عدة سنوات. كنت أسمع مساء كل يوم ضربات الآلة الكاتبة، وكان يكتب رسائل
بلغة مورس. لا بد أنه كان مختصا بالتنصت على المكالمات الهاتفية. كان معروفاً
باسم: السيد فيشر".
ألويز برونر، مسؤول عن تهجير 125000 يهودي
أوروبي إلى معسكرات الموت النازية، وهو من أصل نمساوي. نجح ألويز برونر في الهروب
من ألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ولجأ إلى مصر أولاً، ثم وصل إلى
سورية عام 1954. أكد رئيس المكتب الإسرائيلي في مركز Wiesenthal إفرايم زوروف Efraïm
Zuroff أن ألويز برونر
تمتع بحماية نظام دمشق حتى وفاته، وأعلن أنه "ربما" توفي عام
2010 نقلا عن إحدى الشهادات التي حصل عليها هذا المركز من أحد الأعضاء السابقين في
أجهزة الاستخبارات الألمانية. أشار إفرايم زوروف إلى أنه كشف عن هذه المعلومات بعد
التحقيق الذي نشرته مؤخراً Sunday Exress.
في
الحقيقة، تؤكد بعض المصادر الأخرى أن ألويز برونر، الذي سيبلغ عمره 102 عاماً
اليوم، قد توفي خلال النصف الثاني من عقد التسعينيات. ربما تم دفنه في مقبرة
الدحداح في شارع بغداد، وتوجد بعض الخربشات على شاهدة القبر بهدف منع تحديد مكان
قبره. قال أحد المقربين من الرئاسة السورية عام 1998: "هذا الرجل توفى،
وهو تاريخ ميت". استفادت سورية ومصر ودول أخرى خلال سنوات الخمسينيات من
الكفاءات العلمية لمجرمي الحرب النازيين. لم تعترف سورية أبداً بأنه استضافت ألويز برونر، ولم يعط النظام أية
معلومات عن اختفاء هذا الضيف المُربك. لقد استضافت الولايات المتحدة أيضاً العديد
من مجرمي الحرب النازيين.
ما
هي الفائدة من مثل هذه المعلومات المسربة حالياً؟ أكد أحد الجواسيس الفرنسيين
المتخصصين بنظام دمشق إلى صحيفة الفيغارو قائلاً: "ما زالت أجهزة
الاستخبارات الألمانية تملك ملفات من هذا النوع. ربما يكون المقصود من إعادة إحياء
هذه القضية إرباك النظام السوري في الوقت الذي يظهر فيه كأقل الشرور مع تقدم
الدولة الإسلامية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق