صحيفة الليبراسيون 14 تشرين
الأول 2014 بقلم مراسلها في إسرائيل نسيم بيهار Nissim Behar
تبنت
الدولة الإسلامية في منشور ورقي يوم الأربعاء 8 تشرين الأول عملية حرق المركز
الثقافي الفرنسي في غزة، واعتبرته "إهانة للإسلام"، وأظهرت نفسها
على الساحة السياسية ـ العسكرية الفلسطينية. ثم ظهر منشور آخر في غزة بتوقيع
الدولة الإسلامية ينفي تورط جهاديي الدولة الإسلامية في الهجوم على المركز الثقافي
الفرنسي، وجاء في المنشور: "نحن نحترم الحياة والثقافة كثيراً. نحن نستهدف
اليهود فقط". على أي حال، لا أحد يستطيع الآن نفي وجود بعض الجهاديين
الذين يتبنون الانتماء إلى الدولة الإسلامية في قطاع عزة. ما زال عددهم مجهولاً.
في
بداية الحرب الأهلية بين إسرائيل وحماس خلال الصيف الماضي، بدأت طائرات الدولة
العبرية بتصفية سلطان الحربي الملقب بـ (خالد الجزراوي) و(أبو معد الحربي)، وهو
أحد "المجاهدين" الذين قاتلوا في ليبيا واليمن وسورية ثم عاد إلى
غزة لبناء أول جسر مع الدولة الإسلامية فيها. لقد مات هذا الرجل مع أربعة من حراسه
بصاروخ إسرائيلي. ولكن نظراً لوصوله إلى غزة قبل عدة أسابيع، سنحت له الفرصة للبحث
عن بعض المنشقين عن حماس، وتمكن من وصلهم بالحركة الجهادية المصرية في سيناء أنصار
بيت المقدس التي تحظى بمساعدة تقنية من الدولة الإسلامية بدون أن تتحالف معها
رسمياً.
ظهرت
بعض الميول مع الدولة الإسلامية في الضفة الغربية أيضاً. اعتقلت الأجهزة الأمنية
للسلطة الفلسطينية حوالي أربعين ناشطاً منذ بداية العام. لقد قاتل أغلبهم في صفوف
جبهة النصرة ـ الجناح السوري لتنظيم القاعدة، ثم انتقلوا للعمل مع الأكثر
راديكالية. لقد تم اعتقالهم جميعاً خلال عودتهم من الجبهة للاستراحة عدة أيام مع
عائلاتهم. تشير اعترافاتهم إلى وجود فلسطينيين آخرين يواصلون الحرب المقدسة في
العراق وسورية إلى جانب الأوروبيين والأمريكيين وبعض العرب الإسرائيليين الذين
ينشرون صور "إنجازاتهم" على الفيسبوك. على سبيل المثال، هناك Rahabiya Shehader الملقب بـ "جزار فلسطين"،
إنه أحد سكان المدينة العربية ـ الإسرائيلية الناصرة، وهَجَرَ عائلته من أجل
القتال في سورية، وأصبح أحد جزاري الدولة الإسلامية. فيما يتعلق بأحمد الحبشي، أحد
سكان القرى الصغيرة في وسط إسرائيل، فقد مات قبل عدة أيام في العراق.
أعرب
جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عن قلقه من هذه الظاهرة، وقدّر عدد هؤلاء
المجاهدين بحوالي الثلاثين. إنه عدد قليل، ولكن مثالهم يبدو أنه يبعث على الطموح
في بعض المدن والقرى الإسرائيلية. انضم
أحمد شربجي (23 عاماً)، أحد سكان مدينة أم الفحم بالقرب من مدينة جنين في
الضفة الغربية، إلى الدولة الإسلامية في سورية بتاريخ 23 أيلول من أجل "قتال
النظام المجرم لبشار الأسد"، واعتبرته المحكمة في حيفا بأنه "خطر
على الدولة". بعد ستة أيام، تم اعتقال محمود محاميد (24 عاماً) من
مدينة أم الفحم بسبب العثور على منشورات للدولة الإسلامية في منزله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق