حظيت فكرة "المنطقة العازلة"
بتأييد فرانسوا هولاند خلال المكالمة الهاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان
يوم الأربعاء 8 تشرين الأول. اعتبر وزيرا الخارجية الأمريكي والبريطاني أن هذه
الفكرة "تستحق عناء دراستها"، ولكن البيت الأبيض والبنتاغون رفضا
هذه الفكرة في اليوم نفسه. تعتبر باريس أن هذه المنطقة العازلة يجب أن تسمح
للمتمردين المعتدلين بالتمركز فيها وتعزيز مواقعهم ضد بشار الأسد.
إنها
ليست فكرة جديدة، ولكن تنفيذها ربما سيصطدم بعقبات جدية. إنها تمثل استعادة للفكرة
الفرنسية عام 2012، عندما كانت باريس تتمنى إقامة "حكومة مؤقتة في المناطق
المحررة" من النظام السوري. ولكن الولايات المتحدة رفضتها في ذلك الوقت
لأنها تعتبر أن المعارضة السورية المعتدلة ضعيفة جداً أمام الجهاديين لدرجة تمنعها
من فرض سلطتها في هذه "المناطق المحررة".
تمثل
إقامة المنطقة العازلة بدون موافقة الأمم المتحدة بديلاً عن منطقة الحظر الجوي
التي تحتاج إلى موافقة مجلس الأمن. ستمتد هذه المنطقة العازلة على بقعة محددة مثل
مدينة قوباني وليس على جزء كبير من الأراضي السورية المحاذية للحدود مع تركيا. ولكن من سيتكفل
بحمايتها؟ تركيا لوحدها؟ بعض الدول في التحالف؟ في هذه الحالة، كيف ستكون ردة فعل
دمشق وحليفها الإيراني؟
تخشى
أنقرة أنه في حال هزيمة الدولة الإسلامية في قوباني، ستظهر فيها نواة صلبة من
المقاتلين الأكراد. هناك فرضية مطروحة: من الممكن أن تقوم تركيا بـ "إدارة"
قوباني بعد خروج الجهاديين، ولكن الدول العربية في التحالف مثل السعودية ستدعم
إقامة المتمردين المعتدلين في أجزاء أخرى من المنطقة العازلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق