الصفحات

الخميس، ٩ تشرين الأول ٢٠١٤

(أنقرة تعتبر أن حزب العمال الكردستاني أكثر خطورة من الدولة الإسلامية)

صحيفة اللوموند 9 تشرين الأول 2014 بقلم مراسلتها في تركيا ماري جيغو Marie Jégo

     تريد أنقرة فرض شروطها قبل القيام بأية عملية عسكرية ضد جهاديي الدولة الإسلامية الذين أصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة قوباني السورية. حدد الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء 7 تشرين الأول قائمة مطالبه قائلاً: "نحن نطلب ثلاثة أشياء: إقامة منطقة حظر جوي، وتأمين الحدود، وتأهيل وتدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة في سورية والعراق". يؤكد أردوغان دوماً أن "رحيل النظام السوري الحالي" ما زال المشكلة الأولى، وأن الضربات الجوية ضد داعش ربما ستؤدي إلى تعزيز قوة دمشق.
     تخشى أنقرة من انتقال عدوى المطالب الكردية إلى أراضيها. إن الإدارة الذاتية لكردستان سورية منذ شهر تشرين الثاني 2013  تُهدد على المدى الطويل بنقل هذه  الفكرة إلى الأكراد في تركيا. يؤكد الرئيس أردوغان باستمرار أن الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني متشابهان. في الحقيقة، يبدو أن مكافحة الدولة الإسلامية هي في مؤخرة الأولويات التركية، في حين أنها الأولوية المركزية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
     يحتاج الرئيس أردوغان ورئيس وزرائه إلى انتصار ضد دمشق قبل الانتخابات التشريعية القادمة في شهر حزيران 2015، ويريدان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد والقضاء على حزب العمال الكردستاني وجناحه المسلح حزب الاتحاد الديموقراطي، والسيطرة على الأراضي الكردية لتوطين اللاجئين فيها لأنهم يمثلون عبئا ثقيلاً على الموازنة التركية (أربعة مليارات دولار). لقد جعلا من سقوط بشار الأسد قضية شخصية.

     تحتاج إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية إلى موافقة مجلس الأمن، وهي مسألة لا تحظى بالإجماع داخله. أليس من الممكن أن يجعل الجهاديون من منطقة الحظر الجوي مكاناً يلجؤون إليه؟ لن تقوم تركيا بأي شيء بدون التنسيق مع التحالف الدولي إلا في حال قيام الدولة الإسلامية بالهجوم على ضريح سليمان شاه في سورية. لم يتمكن الجيش التركي من استبدال عناصر القوات الخاصة المكلفة بحماية الضريح منذ شهر، ويبلغ عددهم ستة وثلاثين عنصراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق