مجلة النوفيل أوبسرفاتور
الأسبوعية 16 تشرين الأول 2014 بقلم جان باتيست نوديه Jean-Baptiste Naudet
أبو عمر
الشيشاني (28 عاماً) هو أحد الرجال المحوريين في بروز قوة منظمة الدولة الإسلامية
كعدو عالمي جديد. اسمه الحقيقي هو: Tarkhan
Batirashvili، وأصبح الرجال الثاني والزعيم العسكري لهذه
الحركة. تحول هذا الرجل ذو اللحية الحمراء خلال سنتين من سجين في جورجيا إلى القائد
العسكري للجهاد في المشرق. إنه أحد مهندسي استيلاء الإسلاميين على الموصل بفضل
تكتيكاته المدمرة. لقد تم اختياره لقدراته العسكرية وليس الدينية. قال أحد
المقربين منه: "إنه لم يدخل إلى الجامع كثيراً". إن ما
يهم أبو عمر الشيشاني في تعبير الحرب المقدسة هو كلمة الحرب. إنه ليس مؤدلجاً،
ولكن أحد الضباط الجورجيين الذي راقبوه خلال الحرب ضد روسيا عام 2008 قال: "إنه
بارع جداً في الاستراتيجية العسكرية ".
يتحدر أبو عمر الشيشاني من أب مسيحي من جورجيا
وأم شيشانية مسلمة. ولد في جورجيا عام 1986، وترعرع في شمال ـ شرق جورجيا في وادي Pankissi الذي يمثل ملجأ للمقاتلين الشيشان الملاحقين
في بلده. تم وصف هذا الوادي بشكل مبالغ به كـ "أحد أهم معاقل
الإرهاب" العالمي بعد أحداث 11 أيلول، وكان هذا المكان نقطة الاتصال بين "الممولين"
وممثلي تنظيم القاعدة والعصابة الشيشانية التي أصبحت إسلامية. ولكن عمليات الجيش
الجورجي الذي درّبه الأمريكيون أدت إلى "تنظيف" هذا الملجأ. أشار
أحد المحللين إلى أن أبو عمر الشيشاني جعل من هذا المكان "جامعة لتعليم
الإرهاب" (Harvard du terrorisme).
قال Mairbek Vatchagaev: "تبنى
أبو عمر الشيشاني عقلية شعبه: إنه لا ينسحب أبداً، الأمر الذي يحقق هدف زعيم داعش
أبو بكر البغدادي".
التحق
أبو عمر الشيشاني بالجيش الجورجي الذي يُدربه الأمريكيون عندما كان عمره 21 عاماً،
وكان عضواً في وحدة الاستخبارات العسكرية. تغير كل شيء في عام 2010 عندما اعتقلته
الشرطة الجورجية بسبب حيازة السلاح بشكل غير شرعي، وحُكِمَ عليه بالسجن ثلاث
سنوات. خرج من السجن بعد ستة عشر شهراً في بداية عام 2012 لأنه كان يعاني من مرض
السل، ثم هرب إلى تركيا. اعتنق الإسلام الراديكالي خلال السجن. قال أبو عمر
الشيشاني في مقابلة نادرة لم يتم التأكد من صحتها في نهاية عام 2013: "عندما
كنت مسجوناً في جورجيا، أقسمت أمام الله بأنني سأقوم بالجهاد إذا خرجت حياً من
السجن". انضم أبو عمر الشيشاني إلى داعش لسبب بسيط هو المبلغ الكبير من
المال الذي عرضته هذه المنظمة الغنية، وسمحت له بالقتال. أكد الباحث Mairbek Vatchagaev قائلاً: "يبدو أنه نزيه حتى لو كان
محاطاً بعصابة إسلامية فاسدة". تمت تسمية أبو عمر الشيشاني "أميراً
للجبهة الشمالية في سورية" عام 2013، ثم أميراً عسكرياً للمنظمة بأسرها،
ثم أصبح سريعاً رمزاً هاماً لهذه الحركة الجهادية. وهكذا نجح في تحقيق الإنجاز بأن
يصبح الكابوس الجديد للأمريكيين والروس معاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق