الصفحات

الجمعة، ٢٣ أيار ٢٠١٤

(الشرطة الفرنسية تلاحق أخت محمد المراح)

صحيفة الفيغارو 23 أيار 2014 بقلم كريستوف كورنوفان Christohpe Cornenin

     تلاحق الشرطة الفرنسية سعاد المراح (35 عاماً)، الأخت الكبرى لمحمد المراح الذي قتلته الشرطة الفرنسية بتاريخ 22 آذار 2012. اختفت سعاد المراح منذ 14 أيار، ويقول أقرباؤها أن تمضي إجازة في تونس. ولكن مصدراً مطلعاً أكد أن "المعلومات المتوفرة" تدفع للاعتقاد بأنها وصلت إلى المنطقة السورية ـ التركية التي يعبر منها الجهاديون الفرنسيون المعادون لنظام الأسد. تشير المعلومات التي حصلنا عليها إلى أن خطيبها يتواجد في هذه المنطقة منذ شهر نيسان الماضي. ربما غادرت سعاد المراح مع أطفالها الأربعة الذين تبلغ أعمارهم على التوالي: تسعة أشهر، عامان ونصف، عشرة أعوام، اثنا عشر عاماً. قامت الأجهزة الأمنية الفرنسية بتفتيش منزلها في حي ميراي Mirail بمدينة تولوز يوم الخميس 22 أيار "على خلفية اختفاء مُقلق لأطفال قاصرين".
     لوحقت سعاد المراح سابقاً بتهمة "الترويج للإرهاب"، ولكن القضية تم إغلاقها في شهر كانون الثاني 2013. تم تصوير سعاد المراح بدون علمها في تحقيق تلفزيوني في شهر تشرين الثاني 2012، وقالت فيه آنذاك: "أنا فخورة بأخي الذي قاتل حتى النهاية... أعتقد أن أسامة بن لادن شخص جيد... أنا أكره جميع اليهود الذين يقومون الآن بقتل المسلمين".
     تتقيد سعاد المراح بإسلام متشدد، وترتدي دوماً حجاباً أسوداً كاملاً في الأماكن العامة. ولدت سعاد المراح في الجزائر عام 1978، ولحقت بوالدها في تولوز عام 1981 برفقة والدتها وإخوتها. كانت تتعرض للضرب مع أختها عائشة من قبل بعض إخوتها. يقول البعض أن توجهها نحو الراديكالية بدأ عام 2001 بسبب اعتقال زوجها الأول للمرة الثانية، ويقول البعض الآخر أن السبب هو حالة اكتئاب نفسي. تطلقت سعاد المراح وتزوجت مرة أخرى من أحد المقربين من الحركة السلفية، واعتنقت شيئاً فشيئاً إيديولوجية التكفيريين المتطرفين السنة في مصر، هذه الإيديولوجيا التي تُشرّع اغتيال المسلمين المعارضين لنظرياتهم، ويُشتبه بأنهم وراء عمليات اغتيال الشيعة في العراق. أكد أخوها الكبير أن سعاد قالت في أحد الأيام أنها سترتكب "عملية تفجير انتحارية" في مترو تولوز.
     أشارت بعض التقارير التي نُزعت عنها صفة السرية في شهر آب 2012 إلى أنه سعاد المراح كانت تحت المراقبة منذ عام 2010، أي قبل أن يتجه أخوها نحو العنف الراديكالي. وأكد تقرير لمكافحة التجسس بتاريخ 19 آذار 2010 أن سعاد كانت "تتبنى اسلاماً راديكالياً، وتُقيم علاقات مع الحركات السلفية الراديكالية" لأنها اشترت أربعة بطاقات طائرة إلى القاهرة من أجل متابعة التعليم الديني في مدرسة قرآنية.
     أسرّ مصدر في وزارة الداخلية الفرنسية أنه "في هذه القضية ليس هناك تقصير من قبل الشرطة، بل هناك عيوب في النظام القانوني الحالي الذي لا يمنع الرحيل في الوقت الحالي". تنص خطة مكافحة الجهاد التي أصدرها وزير الداخلية برناركازنوف Bernard Cazeneuve بشكل خاص على إضافة أوصاف المشتبه بهم إلى لائحة الأشخاص الملاحقين وإلى نظام معلومات شينغن بالإضافة إلى مصادرة جوازات سفرهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق