صحيفة الفيغارو 9 أيار 2014 بقلم ريشار
هوزيه Richard Heuzé
لم
تتحول سورية التي تمزقها الحرب الأهلية منذ ثلاث سنوات إلى أفغانستان جديدة حتى
الآن، ولكن فرنسا وبعض دول الاتحاد الأوربي فتحوا الملف الهام المتعلق بالشبكات
الجهادية مع تركيا التي تمثل نقطة عبور المسلمين الأوروبيين الراغبين بقتال بشار
الأسد والمعقل المحتمل ضد العدوى المستقبلية لأساليب تنظيم القاعدة إلى القارة
الأوروبية. إنه اجتماع مصغر يضم تسعة وزراء للداخلية في الاتحاد الأوروبي بالإضافة
للمغرب وتونس والأردن والولايات المتحدة وتركيا. أشار وزير الداخلية الفرنسي برنار
كازنوف Bernard Cazeneuve عند وصوله إلى بروكسل للمشاركة في هذا الاجتماع يوم الخميس 8 أيار
إلى أن الهدف هو العمل بشكل أفضل بين هذه الدول من أجل "مكافحة التفكير
الراديكالي الذي ينشر الموت في سورية، وربما يُصدّر العنف إلى أراضينا إذا لم يتم
القضاء عليه".
لم
ترشح إلا القليل من التفاصيل حول هذا الاجتماع الذي يبدو أنه ركّز على التعاون
المتزايد بين أجهزة الشرطة والاستخبارات. ربما يعود ألف أوروبي تقريباً مع خبرتهم
في ساحة المعركة مع جبهة النصرة، الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سورية، والدولة
الإسلامية في العراق وبلاد الشام.
إن
الغائب الأكبر عن اجتماع بروكسل هو سورية التي قطع الأوروبيون والأمريكيون جميع
العلاقات السياسية معها منذ الحرب الأهلية، ولكن ذلك لا يعني نهاية جميع الاتصالات
مع نظام دمشق. أشارت وول ستريت جورنال مؤخراً إلى أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية
والبريطانية والألمانية والاسبانية تتقاسم بعض المعلومات حول المرشحين الأوروبيين "للحرب
المقدسة" مع نظرائهم السوريين بشكل مباشر أو غير مباشر. إن تبادل هذه
المعلومات بشكل سري يمثل دعماً لبشار الأسد، ويؤكد حجة النظام بأنه في حرب ضد
الإرهاب الإسلامي وليس ضد تمرد شعبي. هذا هو السبب في السرية البالغة لدى
الأوروبيين، واعترفت اسبانيا فقط بوجود هذه الاتصالات مع الأجهزة السرية، ولكن
بدون اعطاء التفاصيل حول طبيعتها أو حجمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق