الصفحات

الثلاثاء، ١٢ تشرين الثاني ٢٠١٣

(سورية: المعارضة ستشارك في جنيف 2)

صحيفة الفيغارو 12 تشرين الثاني 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     تواجه المعارضة ضد بشار الأسد وضعاً صعباً تجاه الجيش النظامي، وهي منقسمة سياسياً، وتتعرض لضغط أمريكي ـ روسي مزدوج. لم يبق أمام هذه المعارضة إلا خيار أن تقول "نعم" لمؤتمر السلام. صوتت مختلف فصائل الإئتلاف الوطني السوري يوم الاثنين 11 تشرين الثاني على المشاركة في محادثات السلام مع النظام، وذلك في نهاية اليوم الثاني من النقاشات الصاخبة في استانبول. وحتى ممثلو المجلس الوطني السوري الذين كانوا يعارضون مؤتمر جنيف 2 حتى يوم التصويت، وافقوا على المشاركة في جنيف 2. كرر المجلس الوطني السوري شروطه لكي يحصل على موافقة أعضاءه، أي أن يكون جنيف 2 مبنياً على "نقل كامل للسلطة" إلى حكومة انتقالية، وأن "بشار الأسد والذين تلوثت أيديهم بالدماء لن يكون لهم أي دور في المرحلة الانتقالية".
     يحرص المعارضون في الخارج أيضا على الحصول على موافقة المتمردين على الأرض للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، ولكن ذلك يبدو صعباً عندما نعرف أن أغلبية المتمردين المتجمعين حول الإسلاميين الأكثر راديكالية ترفض بوضوح أي حل تفاوضي للنزاع. هذا هو السبب في الشروط الإضافية التي طرحها الإئتلاف للمشاركة في جنيف 2، أي: "السماح للمنظمات الإنسانية بدخول المناطق المحاصرة من قبل الجيش، والإفراج عن المعتقليلن ولاسيما النساء والأطفال". ولكن لا نرى كيف يمكن أن يوافق النظام على هذه المطالب.
     على الصعيد الميداني، حقق جيش الأسد نجاحات عديدة بدعم من حزب الله اللبناني. استعادت القوات النظامية يوم الأحد 10 تشرين الثاني القاعدة العسكرية 80 الواقعة بالقرب من مطار حلب الدولي، وذلك بعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة. كان المتمردون يسيطرون على هذه القاعدة منذ ستة أشهر. يسمح هذا التقدم بالتفكير بإعادة فتح المطار قريباً بعد عام على إغلاقه. أصبح ذلك ممكناً بعد سقوط مدينة السفيرة التي كان المتمردون يسيطرون عليها منذ أكثر من عام، بالإضافة إلى سقوط مدينة تل عران باعتبارها آخر المدن التي يسيطر عليها المتمردون على الطريق بين السفيرة وحلب. يواجه معارضو الأسد أيضاً ضغوطاً في ضواحي دمشق منذ التخلي عن مدينة سبينة الإستراتيجية يوم الخميس 7 تشرين الثاني. قال أحد الدبلوماسيين الأمميين: "المتمردون في حالة تراجع. إذا لم يذهبوا إلى جنيف، فإنهم يخاطرون بفقدان كل شيء. على الصعيد الفردي، إن الكثير من أعضاء الإئتلاف يؤيدون جنيف 2".

     يتابع العرابان الأمريكي والروسي ضغوطهما في الكواليس. اجتمع الممثلون الروس مع رفعت الأسد والعميد مناف طلاس في جنيف خلال الأسبوع الماضي. باختصار، تتكثف المناورات الكبرى. اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الملك السعودي عبد الله لأن الولايات المتحدة تؤكد أن الملك السعودي يملك الضوء الأخضر الضروري للسماح لأتباعه في الإئتلاف بالذهاب إلى جنيف إلى جانب المتمردين المسلحين. يمضي الوقت بسرعة ليس فقط بالنسبة لمعارضي الأسد. تشير المعلومات التي حصلنا عليها إلى أن مبعوث الأمم المتحدة في الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي هدد بالإستقالة إلى لم ينعقد مؤتمر جنيف 2 بحلول نهاية العام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق