صحيفة الفيغارو 25 تشرين الثاني 2013 ـ
مقابلة مع مدير مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية كاميل غراند Camille Grand ـ أجرت المقابلة إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre
سؤال: هل
اتفاق جنيف بين مجموعة الست وإيران اتفاق جيد؟
كاميل غراند:
إنها لحظة هامة، ويمكن أن تكون منعطفاً هاماً في المفاوضات المستمرة منذ عقد من الزمن. إنه نجاح لسياسة العقوبات المتشددة
التي دفعت إيران في النهاية إلى الانخراط في مفاوضات حقيقية وتقديم أولى
التنازلات. إن تجميد بناء مفاعل الماء الثقيل في أراك هو نجاح للدبلوماسية
الفرنسية. ولكن هذا الاتفاق ليس اتفاقاً تاريخياً كما قالت الولايات المتحدة. نحن
نتحدث عن اتفاق مؤقت كما حصل عامي 2003 ـ 2004. سيستأنف المفاوضون العمل خلال ستة
أشهر بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي. إن المفاوضات الحقيقية تبدأ اليوم.
سؤال:
ما هي نقاط ضعف هذا الاتفاق؟
كاميل غراند:
أولاً، التخلي عن مبدأ عدم التخصيب على الأراضي الإيرانية لأنه كان أحد المطالب
الرئيسية للمجتمع الدولي. تم التنازل أمام الإيرانيين حول التخصيب حتى مستوى 5 %
كحد أقصى، حتى ولو كان تحت رقابة شديدة. ما زالت هناك نقاط غامضة حول نظام تفتيش
المنشآت النووية على الرغم من تعزيزه، ولا بد من امتحان نظام التفتيش. لم يتم
التطرق إلى الموقع العسكري في بارشان في الوثائق المتوفرة. يجب أن يكون نظام
التحقق دقيقاً جداً من أجل استعادة الثقة. هذه هي إحدى مفاتيح نجاح ومصداقية عملية
المفاوضات.
سؤال:
ما هي الأخطار في الأشهر القادمة؟
كاميل غراند:
أولاً، سيكون هناك امتحان فوري لحسن نية جميع الأطراف، ولاسيما الإرادة الإيرانية
بفتح المنشآت وتجميد جميع النشاطات الحساسة. لا شك أن البعض في طهران يأمل بكسب
الوقت وتخفيف العقوبات دون تقديم أي شيء جوهري. ثانياً، إقامة نظام رقابة مستمر
ويتحلى بالمصداقية على جميع النشاطات الإيرانية من أجل إعادة الثقة لأن الاتفاق
ما زال مؤقتاً. أخيراً، إذا كانت تفاصيل
اتفاق جنيف توفر ضمانات هامة، فإنه لم يظهر حتى الآن أن الإيرانيين يريدون التخلي
عن طموحاتهم النووية. إذاَ، هذا الاتفاق غير كاف لتهدئة مشاعر القلق لدى جيران
إيران في الشرق الأوسط وعلى رأسهم إسرائيل وممالك الخليج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق