صحيفة الفيغارو 5 تشرين الثاني 2013 بقلم
جورج مالبرونو Georges
Malbrunot
يؤكد
قدري جميل قائلاً: "لا، أنا لم أنشق!". إن نائب رئيس الوزراء
السوري الذي أقاله بشار الأسد الأسبوع الماضي يؤكد بأنه سيعود قريباً إلى دمشق،
وقال إلى صحيفة الفيغارو أثناء تواجده في موسكو التي لجأ إليها: "سأعود
بعد تاريخ 10 تشرين الثاني عندما أنتهي من اجتماعاتي". يعود سبب إقالته
إلى اجتماعه مع المسؤول عن الملف السوري في واشنطن السفير روبيرت فورد بتاريخ 26
تشرين الأول في جنيف. كان من المفترض أن يرافقه وزير المصالحة علي حيدر الذي يمثل
أيضاً أحد أعضاء الجبهة الشعبية للتغيير، وهي حركة مقربة من الشيوعيين السوريين،
وتأسست بعد التمرد في ربيع عام 2011، ولكن النظام يتسامح معها. لم يتمكن الوزير
علي حيدر من مغادرة سورية في اللحظة الأخيرة.
ألحّ
قدري جميل أثناء لقائه مع روبيرت فورد على "المشاركة مع المعارضة في مؤتمر
جنيف"، وقال: "حاولت إفهامه بأنني كنت معارضاً للنظام قبل الدخول
في الحكومة، وأنني بقيت معارضاً عندما
أصبحت وزيراً، وأنني سأبقى معارضاً بعد خروجي من الحكومة". إن
قدري جميل من الجامعيين الفرانكوفونيين، وهو أحد الأعضاء النادرين في الحكومة من خارج
حزب البعث. ولكن الدبلوماسي الأمريكي رد عليه بأنه لا يستطيع المجيء إلى جنيف باسم
المعارضة بعد أن كان وزيراً لدى بشار الأسد.
يكافح قدري جميل من أجل المشاركة في جنيف ضمن
قوة ثالثة بين النظام ومعارضيه في الخارج، وقال: "إنه أمر خطير جداً أن
يتم تمثيل المعارضة بوفد واحد على غرار الحزب الواحد الذي يقود سورية منذ 45
عاماً. إن المعارضة تعددية، وهذا ما يجب أن تكون عليه سورية الغد. لا يوجد إلا
الإئتلاف الوطني. يكمن التناقض في أن الديموقراطيات الغربية التي تريد الانتهاء من
نظام الحزب الواحد، تفرض علينا معارضة واحدة". يأمل قدري جميل بفضل
علاقاته الجيدة مع روسيا أن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية التي يُفترض تشكيلها
في مؤتمر جنيف من المعارضين ووزراء للأسد في إطار عملية انتقالية تفاوضية ستؤدي في
النهاية إلى رحيل الأسد عن السلطة.
سيذهب قدري جميل مرة أخرى إلى سويسرا هذا
الأسبوع للاجتماع مع حلفائه الروس وبعض المعارضين، وقال: "لدي اتصالات
شخصية مع قادة الإئتلاف الوطني السوري منذ وقت طويل، وبعضهم من الأصدقاء القدامى.
اجتمعت مع ميشيل كيلو في باريس قبل عام من أجل الحديث عن حل للنزاع. لدي اتصالات
أخرى مع بعض المعارضين، وهذا لا يعني أننا متفقون". رفض قدري جميل أن
يقول أين تتواجد عائلته، ويشعر أن موقفه "تعزز" بعد ابتعاده عن
دمشق، وقال: "يمكنني الآن التحرك بحرية. استخدمت الهامش التي كان ممنوحاً
لي، ولكن يجب عليّ توسيعه. هناك مواجهة مع النظام نظراً لقيامي بخطوة إلى الأمام
لزيادة حرية عملي".
أشار
المرسوم الرئاسي الذي أقال قدري جميل من منصبه إلى "الغياب بدون إذن"
عن عمله، و"لقاءات خارج البلد بدون تنسيق مع الحكومة". ولكن
النائب السابق لرئيس الحكومة يعتبر أنه لا يمكن إبعاد بشار الأسد فوراً عن العملية
الانتقالية كما يُطالب الإئتلاف، وأكد قدري جميل قائلاً: "يجب أن يكون
الأسد جزءاً من العملية الانتقالية إذا أردنا نجاحها. يجب أن يُتخذ القرار في جنيف
فيما إذا كان الأسد سيرحل بعد العملية الانتقالية أو أنه سيتمكن من ترشيح نفسه
للانتخابات الرئاسية العام القادم. إن السوريين هم الذين يقررون من سيكون رئيسهم.
ولكن لا بد من انخراط الجميع من أجل إيقاف هذه المأساة".
إنه
رهان خطير بالنسبة لقدري جميل: إلى أي مدى سيكون أصدقاؤه الروس مستعدين لدعمه من
أجل المشاركة في جنيف؟ إنه معاقب من قبل دمشق، وما زال المعارضون ينظرون إليه
بكثير من الريبة. من الممكن أن يخسر في الجانبين. أكد المعارض الجديد قائلاً:
"أنا لا أبحث عن أي منصب، إن الرهان هو مستقبل بلدي. باعتباري عضو في مجلس
الشعب، لا أعتقد بأنه سيتم اعتقالي عندما أعود إلى سورية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق