صحيفة الليبراسيون 16 ـ 17 تشرين الثاني 2013 بقلم لوك ماتيو Luc Mathieu
يبدو أن فصل الشتاء سيكون دامياً بالنسبة
للمتمردين السوريين. يواجه المتمردون هجوماً مضاداً واسعاً من قبل قوات نظام بشار
الأسد، ويتعرضون لهزائم متتالية في شمال سورية منذ عدة أسابيع. لقد تخلوا عن العديد
من المدن والقواعد العسكرية، ويجب عليهم من الآن فصاعداً تحمّل خسارة العديد من
قادتهم.
أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن إحدى
غارات النظام على قاعدة عسكرية في منطقة حلب يوم الخميس 14 تشرين الثاني أدت إلى
مقتل (أبو الطيب)، رئيس مخابرات لواء التوحيد الذي يمثل أحد أهم مجموعات التمرد.
أدت هذه الغارة أيضاً إلى جرح رئيس الكتيبة عبد القادر صالح بالإضافة إلى أحد
قادتها. كما قُتِل ثلاثة قادة آخرين في المجموعات المتمردة أثناء المعارك مع
القوات النظامية بالقرب من مطار حلب الدولي وفي مدينة المعرة.
بدأ الهجوم المضاد للنظام في شهر آب مع استعادة
أريحا الواقعة على طريق اللاذقية ـ حلب بعد تعرضها لقصف كثيف، ثم استعادت القوات
النظامية مدينة السفيرة التي كان التمرد يسيطر عليها منذ عام. أشارت منظمة أطباء
بلا حدود إلى أن القصف كان عنيفاً جداً، وأدى إلى هروب أكثر من ثلاثة عشر ألف شخص
من هذه المنطقة. يحاول الجيش السوري استعادة السيطرة على مطار حلب الدولي منذ ذلك
الوقت بالتعاون مع مقاتلي حزب الله اللبناني وبعض الميليشيات الشيعية العراقية.
يشعر المتمردون والجهاديون بالقلق من هذه
الهزائم غير المسبوقة في منطقة خسر النظام جزءاً كبيراً منها منذ أكثر من عام،
وأطلقوا نداءات "للتعبئة العامة" في بداية الأسبوع الماضي. لقد
تزايد شعورهم بالقلق مع سلسلة الهزائم التي تعرضوا لها في المنطقة الكردية بشمال ـ
شرق سورية. أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مقاتلي وحدات الدفاع الشعبي
التي تمثل الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في سورية، طردوا الجهاديين من 19
مدينة وقرية منذ نهاية شهر تشرين الأول. دفعت هذه الانتصارات بالعديد من الأحزاب
الكردية إلى الإعلان يوم الثلاثاء 12 تشرين الثاني عن تأسيس إدارة مستقلة في
المنطقة. ردت تركيا فوراً بأنها "لا تقبل إطلاقاً بمثل هذا الأمر في
سورية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق