الصفحات

الاثنين، ٢٥ تشرين الثاني ٢٠١٣

(سورية في محور زيارة بوتين إلى الفاتيكان)

 صحيفة الفيغارو 25 تشرين الثاني 2013 بقلم جان ماري غينوا Jean-Marie Guénois

     إن اللقاء بين الرئيس الروسي بوتين والبابا فرانسوا في الفاتيكان يوم الاثنين 25 تشرين الثاني ليس لقاء تاريخياً. إن اللقاء التاريخي الوحيد هو الذي جرى بين غورباتشوف والبابا يوحنا الثاني بتاريخ 1 كانون الأول 1989. الشيء الجديد في هذا اللقاء هو أنه الأول بالنسبة للبابا فرانسوا. حصل بعض التقارب بين الرجلين خلال الفترة الماضية عندما قام البابا فرانسوا بتوجيه رسالة إلى الرئيس بوتين "بصفته رئيس قمة العشرين" بتاريخ 5 أيلول لكي يعمل من أجل حل سلمي في سورية بعد قضية استخدام الأسلحة الكيميائية. إن نجاح الدبلوماسية الروسية في هذه الحلقة من الأزمة أعطى لهذه الرسالة التي أعلن عنها الفاتيكان بشكل متعمد بعداً دولياً.

     يعتبر الكثيرون أن الفاتيكان وموسكو "تقاربا" كثيراً على الصعيد الدبلوماسي. هذا هو الرهان الأول للقاء يوم الاثنين 25 تشرين الثاني الذي ستُناقش فيه المسألة السورية. ولكن المناخ الجيد يمكن أن يساهم أيضاً في فك الجليد عن العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأورثوذوكسية الروسية، وهذا هو الرهان الثاني. الرهان الأخير هو استئناف روسيا لسياساتها التقليدية ما قبل الحقبة السوفييتية المتعلقة بحماية الأراضي المقدسة عبر حماية مصالحها في الشرق الأوسط. يشعر المسيحيون في الأراضي المقدسة، ومن ضمنهم الكاثوليك، بالخيبة أكثر فأكثر من سياسة الغرب، وينجذبون إلى السياسة الروسية. ولكن من كان يقول بأن الحوار بين روما وموسكو سيمر عبر طريق دمشق؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق