صحيفة الفيغارو 21 تشرين الثاني 2013 بقلم
جورج مالبرونو Georges
Malbrunot
استأنف المفاوضون الإيرانيون ودول مجموعة الست
مفاوضاتهم الصعبة حول الملف النووي الإيراني مساء يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني في
جو يسوده التفاؤل الحذر. أكد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ قائلاً أن "الخلافات
بسيطة". تم تحقيق بعض التقدم خلال الجولة السابقة من المفاوضات قبل عشرة
أيام، ولكن كتابة نص "الاتفاق المؤقت" فشلت في النهاية بسبب
الاعتراضات الفرنسية المتعلقة بمفاعل الماء الثقيل في أراك الذي تطالب فرنسا بوقف
بنائه، وبتخصيب اليورانيوم على الأرض الإيرانية.
إن
رهان المفاوضات الجديدة في جنيف هو التوصل إلى نص يُضعف "التهديد"
النووي الإيراني مقابل رفع بعض العقوبات المفروضة على إيران: أي ما يعادل 20 % فقط
من إجمالي العقوبات (الحظر النفطي والعقوبات المصرفية والأموال المجمدة في
الخارج). إن التوصل إلى مثل هذا النص سيعطي الدول الغربية هامشاً للتحرك في حال
عدم إلتزام إيران بتعهداتها. يبدو أن هذه التسوية أقرب من أي وقت مضى، ولكن هناك
ضغوط كبيرة من الجانبين. إن أي فشل جديد سيعزز مواقف أعداء الاتفاق لدى الجانبين.
إذا
نظرنا إلى ما هو أبعد من الهجوم العنيف الذي شنه المرشد الأعلى علي خامنئي على
فرنسا في الكلمة التي ألقاها يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني، فإن المرشد الأعلى
يسعى إلى الضغط على المفاوضين الإيرانيين
مؤكداً على "الخطوط الحمراء" الإيرانية المتعلقة بحق
تخصيب اليورانيوم على الأرض الإيرانية وبمفاعل الماء الثقيل في أراك وبرفض إغلاق
مفاعل فوردو لتخصيب اليورانيوم المبني تحت الأرض. كانت كلمة المرشد الأعلى لطيفة
تجاه الولايات المتحدة، وقال: "نحن نريد علاقات ودية مع جميع الأمم، ومن
ضمنها الولايات المتحدة". إن المرشد الأعلى هو الذي أعطى الضوء الأخضر في
فصل الربيع الماضي للقيام باتصالات مباشرة مع "الشيطان الأكبر"،
ولا يجهل خامنئي أن الإيرانيين يقومون بمفاوضات سرية مع الدبلوماسيين الأمريكيين
حول الملف النووي الإيراني وأفغانستان والعراق وسورية والتجارة المتبادلة، نقلاً
عن مصدر فرنسي في الخليج.
هل تستطيع
فرنسا المخاطرة مرة أخرى بعرقلة تحقيق بعض التقدم، وأن تجد نفسها معزولة؟ بادر
رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون في الاتصال بالرئيس حسن روحاني يوم الثلاثاء
19 تشرين الثاني، إنه الاتصال الأول منذ أكثر من عشر سنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق