صحيفة اللوموند 1 تشرين الأول 2013 بقلم
مراسلها في استانبول غيوم بيرييه Guillaume Perrier
من
الناحية الرسمية، لا تدعم تركيا أية مجموعة محددة داخل المعارضة السورية. ولكن
التنقلات المستمرة للمقاتلين الجهاديين جيئة وذهاباً على حدودها مع سورية أصبحت
تبعث على القلق. أكد وزير الخارجية التركي قائلاً: "نحن لا نقدم أية
مساعدة مباشرة إلى جبهة النصرة ولا إلى أية مجموعة أخرى". ولكن أصبح من
الواضح أكثر فأكثر وجود الناشطين الراديكاليين الذين يُعالجون في المستشفيات
الحدودية أو المقيمين في مخيمات اللاجئين.
يتساءل حلفاء تركيا في الحلف الأطلسي منذ عدة
أشهر حول موقف أنقرة المتهمة في أفضل الأحوال بإغلاق عيونها عن مرور هؤلاء
الجهاديين، وفي أسوأ الأحوال، متهمة بتعزيز مواقع الجهاديين في شمال سورية. اعتبر
الصحفي التركي Mete Cubukçu أن هذه الحسابات خطيرة، وتساءل "فيما إذا كانت السياسة
الخارجية التركية قد خلقت حركة طالبان سورية". وقال أحد الدبلوماسيين
الغربيين: "من الصعب جداً العثور على تفسير منطقي. لا يمكن مطالبة الحلف
الأطلسي بحماية الحدود عبر صواريخ باتريوت ومساعدة جبهة النصرة في الوقت نفسه. هذا
هو التناقض الكبير في الدبلوماسية التركية".
كانت
الانتقادات الكردية الأكثر حدة. أكد زعيم حزب السلام والديموقراطية Selahettin Demirtas المقرب من حزب العمال الكردستاني أن "الحدود التركية
مفتوحة بشكل كامل أمام الجهاديين الذين لن يستطيعوا الصمود أسبوعاً واحداً بدون
الدعم التركي". إن حكومة أردوغان متهمة باستخدام الجهاديين من أجل مواجهة
بوادر الحكم الذاتي الكردي في شمال سورية. تقوم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد
الشام بمحاصرة الميليشيات التابعة لحزب العمال الكردستاني في مدينتي عين العرب (Kobani) ورأس
العين (Sere Kaniye).
أكد
رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صلاح مسلم، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني،
إلى صحيفة Taraf التركية قائلاً: "تستخدم تركيا هذه العصابات المسلحة لشن
الحرب ضدنا. إنها تعطيهم الذخيرة وقنابل الهاون. وتقوم بذلك علناً". كما كتب Kadri Gürsel في صحيفة Milliyet التركية: "كان من المستحيل أن ينجح هؤلاء الناشطين
المتطرفين في تحقيق مثل هذا التفوق على قوات النظام لولا الدعم اللوجستي التركي
والسماح بعبور الحدود بدون عوائق".
هناك
انتقادات من واشنطن أيضاً للدعم التركي إلى المجموعات المتطرفة. وقد سمع وزير الخارجية
التركي أحمد داود أوغلو بعض التحذيرات أثناء زيارته إلى واشنطن في شهر آذار. اعتبر
الباحث في مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية (EDAM) Sinan Ulgen أن تركيا ستُغير سياستها "لكي
لا تُعرض علاقاتها مع حلفائها للخطر، ولأنها أدركت أيضاً الخطر الذي يمكن أن يمثله
الجهاديون على الأمن التركي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق