صحيفة الفيغارو 22 تشرين الأول 2013 بقلم آلان بارليويه Alain Barluet
يبدو أن انعقاد مؤتمر السلام حول سورية
ما زال معلقاً أكثر من أي وقت مضى بمشاركة المعارضة التي ما زالت الإنقسامات
تتآكلها. تزايدت الضغوط في الأيام الأخيرة على أهم القادة السياسيين في التمرد من
أجل إقناعهم بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 الذي تحدد موعد انعقاده في شهر تشرين
الثاني. يقوم بهذه الضغوط أولئك الذين "يتحدثون" عادة مع
المعارضة مثل الدبلوماسيون الأمريكيون والفرنسيون والعرب بشكل أساسي. ضمن هذا
الإطار، إلتقى جون كيري يوم الاثنين 21 تشرين الأول في باريس مع ممثلي الدول
العربية، قبل أن يذهب إلى لندن يوم الثلاثاء 22 تشرين الأول للمشاركة في اجتماع "أصدقاء
سورية" أي اجتماع 11 دولة التي تُشكل "الجبهة المعارضة لبشار
الأسد" مع المعارضة السورية. في الوقت نفسه، كان مبعوث الأمم المتحدة
والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي يواصل جولته في الشرق الأوسط، وزار العراق يوم
الاثنين 21 تشرين الأول بعد أن زار القاهرة يوم الأحد 20 تشرين الأول. حذر الأخضر
الإبراهيمي من أن المؤتمر ليس متوقعاً بدون معارضة سورية "تحظى بالمصداقية".
ولكن المجلس الوطني السوري، المجموعة الأكثر
أهمية داخل المعارضة، أعلن أنه لن يذهب إلى جنيف، وهدد بالإنشقاق في حال مشاركة
بقية الإئتلاف بالمؤتمر. سيكون هذا الموضوع محور اجتماع المعارضة في استانبول الذي
كان مرتقباً خلال الأسبوع القادم، ثم تأجل حتى بداية شهر تشرين الثاني. يُعبّر
تردد المعارضة السورية عن الارتباك السائد في صفوفها، وعن الانقسامات التي
تتآكلها، والانشقاقات التي أضعفتها، وتغلفل غنغرينة الجهاديين فيها. إن الاتفاق
الروسي ـ الأمريكي بتاريخ 14 أيلول الماضي، والتخلي عن الضربات الغربية ضد بشار،
والتخلي عن إرسال الأسلحة إلى المتمردين، اعتبره المتمردون كـ "تخلي"
غربي عنهم. بالنسبة لبشار، تعزز موقفه، كما أن المسألة الحاسمة المتعلقة برحيله
كشرط مسبق لتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات، لم تعد مطروحة بالشكل
التي كانت مطروحة به سابقاً. تعرف المعارضة ذلك وتتشنج: إنها ترفض بشكل قاطع
الدخول في عملية تُصادق على بقاء الزعيم السوري في السلطة.
بالنسبة للأمريكيين والروس، إنهم يعملون بنشاط
في محاولة لاستئناف العملية السياسية. إن من مصلحة موسكو وواشنطن الاستفادة من
الديناميكية الناجمة عن الاتفاق حول الأسلحة الكيميائية، ساهم هذا الاتفاق بالعودة
المدهشة لموسكو إلى الساحة الدبلوماسية. هناك بعض الأفكار المطروحة مثل تنظيم
انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي. هل
سيستخدم الروس نفوذهم لكي لا يُشارك بشار فيها؟ أكد بشار يوم الاثنين 21 تشرين
الأول أنه سيرشح نفسه للانتخابات القادمة في شهر حزيران 2014. تعتبر دمشق أن رحيل
بشار الأسد لن يكون على جدول أعمال مؤتمر السلام. ولكن جون كيري حذر قائلاً: "لن
تنته هذه الحرب ما دام بشار في المكان الموجود به حالياً". تعتبر
المعارضة أن إبعاده هو حجر الزاوية في العملية الانتقالية. تعمل فرنسا في التوجه
نفسه، ولديها أولوية أخرى هي "وحدة" المعارضة. إن عدم تحقيق هذين
الهدفين سيضع مصداقية الدبلوماسية الفرنسية على المحك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق