صحيفة اللوموند 19 تشرين الأول 2013 بقلم
شارلوت بوزونيه Charlotte
Bozonnet
حذر
رئيس المفوضية العليا للاجئين أنطونيو غيتريس Antonio
Guterres أثناء زيارته
إلى باريس يوم الأربعاء 16 تشرين الأول قائلاً: "نحن نواجه أزمة إنسانية
هي الأكثر مأساوية في العالم منذ عشرين عاماً". إلتقى رئيس المفوضية
العليا للاجئين مع الرئيس الفرنسي، ودعا المجتمع الدولي ولاسيما الاتحاد الاوروبي
في حديث مع صحيفة اللوموند إلى زيادة مساعداته إلى ضحايا الحرب في سورية.
وصل
عدد اللاجئين السوريين إلى 2.2 مليون لاجىء تقريباً بعد عامين ونصف من بداية
التمرد ضد نظام بشار الأسد، إن ثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال. أشارت المفوضية
العليا للاجئين إلى أن الدول المجاورة أو القريبة من سورية تتحمل 97 % من عبء
هؤلاء اللاجئين. يبلغ عدد اللاجئين السوريين نصف مليون لاجىء في تركيا و550.000
لاجىء في الأردن و125.000 لاجىء في مصر و200.000 لاجىء في العراق، ويتحمل لبنان
العبء الأكبر مع 800.000 لاجىء. أشارت المفوضية العليا للاجئين إلى أن هذه الأرقام
لا تشمل مئات آلاف السوريين غير المسجلين أو أولئك الذين كانوا يعيشون في هذه
الدول قبل النزاع. أشار أنطونيو غيتريس إلى تزايد العنف في العراق والمواجهات في
لبنان قائلاً: "أثرت الأزمة بشكل كبير على الاقتصاد والمجتمع والأمن في
هذه الدول".
أشارت دراسة صادرة عن المصرف الدولي في شهر
أيلول إلى أن كلفة الأزمة السورية في هذا البلد ستبلغ حوالي 7.5 مليار دولار مع
نهاية عام 2014، وأكدت الدراسة أن "الدول المجاورة والقريبة من سورية
تواجه ضغوطاً أكبر بكثير من مواردها وقدراتها. هناك خطر حقيقي بانفجار هذه المنطقة
الهامة بالنسبة للسلام والأمن العالمي في حال عدم توفر تضامن دولي واسع".
فيما يتعلق بالدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، اعترف رئيس
المفوضية العليا للاجئين بالمساهمة الهامة للاتحاد الأوروبي في العمل الإنساني على
الأرض، وأشار إلى تسجيل 46000 لاجىء سوري في أوروبا منذ بداية النزاع عام 2011.
يبقى هذا الرقم ضئيلاً بالمقارنة مع تدفق
اللاجئين إلى الدول المجاورة لسورية.
دعت
المفوضية العليا للاجئين الدول الأوروبية إلى استقبال عشرة آلاف لاجىء سوري إضافي
عام 2013 وثلاثين ألفاً عام 2014. أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن فرنسا
استقبلت ثلاثة آلاف سوري منذ بداية النزاع، وتعهدت باستقبال خمسائة لاجىء آخر خلال
الأشهر القادمة. أعلنت النمسا الأمر نفسه، ومنحت ألمانيا خمسة آلاف مكان للاجئين.
في الوقت الحالي، إنها الدول الأوروبية الوحيدة التي أعلنت بدقة عن مساهماتها تلبية
لنداء الأمم المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق