صحيفة الليبراسيون 21 تشرين الأول 2013 بقلم
جان بيير بيران Jean-Pierre
Perrin
في
الوقت الذي استفحل فيه وباء خطف الرهائن في سورية، تم الإفراج عن تسعة حجاج
لبنانيون شيعة يوم السبت 19 تشرين الأول بعد اعتقال استمر 17 شهراً. أفرج
المتمردون عنهم مقابل الطيارين التركيين اللذين تم أسرهما في جنوب بيروت خلال شهر
آب من قبل مجموعة شيعية مجهولة. من المفترض أن يُفرج نظام بشار الأسد أيضاً عن
مئتي سجين سوري كما طالب خاطفو الحجاج. لم يُعرف حتى منتصف يوم البارحة 20 تشرين
الأول فيما إذا تمت تلبية هذا الطلب.
رافقت عمليات الإفراج عن الرهائن ضجة إعلامية،
وسلطت الضوء على تجارة الرهائن في سورية، وكرست انتصاراً دبلوماسياً وسياسياً
هاماً لقطر. تم إبرام هذه الصفقة بنجاح بفضل الدوحة. لم يكن وزير الخارجية القطري
خالد العطية متواضعاً عندما أكد يوم السبت 19 تشرين الأول أن جهود بلده فقط هي
التي سمحت بالإفراج عن الرهائن. ولكن من المحتمل أن تركيا قامت بدور سري في
المفاوضات، باعتبار أن الحجاج الشيعة كانوا معتقلين في مدينة إعزاز الواقعة على
مسافة عدة كيلومترات من الحدود التركية. ربما تدخلت السلطة الفلسطينية أيضاً، لأن
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي شكر محمود عباس بحرارة.
كان
يقال أن الدور القطري تراجع على الساحة السورية منذ أن فرض السعوديون نفسهم
كالعرابين الأهم للتمرد، ولكن الدوحة أظهرت خبرتها في هذه القضية. ما زال مجهولاً
المقابل الذي دفعته قطر، باعتبار أن عمليات الخطف تؤدي غالباً إلى دفع فدية مالية
كبيرة. أشارت صحيفة الشرق الأوسط السعودية إلى أن الكتيبة المتمردة "حصلت على
مئة مليون يورو" في إطار عملية التبادل، وأضافت أن دمشق "أفرجت عن
158 سجين، وتركت لهم الخيار بالذهاب إلى المكان الذين يريدونه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق