مجلة الفيغارو ماغازين الأسبوعية 4 تشرين
الأول 2013 بقلم فرانسوا دوركيفال François D’Orcival
تم التخلي عن فرانسوا هولاند، وحقق أوباما
وبوتين أهدافهما عبر قرار مجلس الأمن حول الأسلحة الكيميائية في سورية. لم يكن
لوران فابيوس مسروراً لأن كل شيء حصل بدون الفرنسيين. قال هولاند في جلسة خاصة أن
ما جرى مؤخراً هو حدث تاريخي، واستخلص الدروس من الأزمة السورية. لم ينس فرنسوا
هولاند المكالمة الهاتفية بتاريخ 31 آب مع الرئيس الأمريكي الذي قال له أنه سيطلب
رأي الكونغرس قبل معاقبة بشار الأسد (الأمر الذي يعني التخلي عن الضربات التي اتفق
عليها مع الفرنسيين). أحس هولاند بالمفاجأة في تلك اللحظة. ولكن أدرك مع التفكير
أنه لم يكن أوباما بل الولايات المتحدة التي غيرت موقفها: لم يعد الشرق الأوسط
أولوية بالنسبة للولايات المتحدة (باستثناء أمن إسرائيل) بعد انسحابها من العراق
وأفغانستان، وأصبحت رهاناتها في مكان آخر، كما أنها استعادت إستقلالها في مجال
الطاقة بفضل غاز الأردواز (gaz de schiste) الرخيص الثمن.
إن تراجع أوباما يعني أنه كان يقول إلى هولاند:
إذا أردتم الاهتمام بالشرق الأوسط، فعليكم أنتم الأوربيين الاهتمام بذلك من الآن
فصاعداً، وتقع على عاتقكم قضايا الأسلحة واللاجئين. ولكن بريطانيا رفضت الذهاب إلى
سورية، ولا تستطيع ألمانيا القيام بذلك، ولا يريد بقية الأوروبيين ذلك. عندما لا
يكون هناك إلا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للتحرك، فإن تراجع الأول والثاني
يعني أن الثالث أصبح مكبلاً. بهذه الطريقة أصبحت الكرة في ملعب بوتين الذي يسعى
إلى استعادة مكانته تجاه الصين وقطع الطريق أمام الجهاديين على حدوده الجنوبية.
إنه يأسف لعجز الأوروبيين، ويريد العمل معهم، ولكن كيف؟ خلال قمة العشرين في
بطرسبورغ، كان الحوار شبيهاً بحوار الطرشان.
وهكذا عادت الولايات المتحدة أدراجها، وحمت
روسيا نفسها، وما زالت أوروبا مفتوحة أمام جميع الاحتمالات. فيما يتعلق بفرنسا
التي ترغب القيام بدور الزعامة، إنها لا تملك المال ولا النفط ولا تريد حتى معرفة
فيما إذا كانت أراضيها تحوي غاز الأردواز...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق