صحيفة الفيغارو 10 كانون الأول 2013 بقلم
مراسلها في إسرائيل مارك هنري Marc Henry
إنه
مشروع قديم يتلخص بإنقاذ البحر الميت من الجفاف عن طريق ضخ مياه البحر الأحمر إليه.
لقد تجسد هذا المشروع اليوم بعد أن كان يبدو حلماً قبل عدة عقود. قامت إسرائيل
والأردن والسلطة الفلسطينية بالتوقيع يوم الاثنين 9 كانون الأول على اتفاق في
الولايات المتحدة ينص على بناء قناة تصل بين البحر الميت والبحر الأحمر بالإضافة
إلى بناء معمل لتحلية المياه. تم التوقيع على الاتفاق برعاية البنك الدولي الذي
اعتبر في تقرير نشره مؤخراً أن المشروع قابل للتحقيق.
إن
مستوى انخفاض البحر الميت هو الأكبر في العالم (420 متر تحت سطح البحر)، وما زال
هذا المستوى ينخفض. لقد خسر البحر الميت ثلث حجم مياهه خلال عشرين عاماً. الأمر
الأكثر خطورة هو أن البحر الميت أصبح مقسوماً إلى نصفين بسبب رقعة أرض في منتصفه
تقريباً، وأصبح البحر الميت مهدداً بالزوال. يتضمن الحل ضخ المياه من البحر الأحمر
بالقرب من مدينة العقبة إلى البحر الميت عن طريق إزالة فارق الارتفاع عن سطح
البحر.
بالنسبة للفلسطينيين والأردنيين، سيسمح المشروع
بمواجهة النقص الحاد في المياه. بالنسبة للإسرائيليين، يشكل بقاء البحر أولوية
بالنسبة لهم. ينص الاتفاق الموقع على ضخ 200 مليون متر مكعب سنوياً من مياه البحر
الأحمر: سيتم استخدام 80 مليون متر مكعب منها في معمل تحلية المياه في العقبة،
وستحصل إسرائيل على ما يتراوح بين 30 و50 مليون متر مكعب، وسيحصل الأردن على 30
مليون متر مكعب. تم تحديد حصة الفلسطينيين بـ 30 مليون متر مكعب، ولكن سيتم
اقتطاعها من بحيرة طبريا الواقعة شمال البحر الميت لأن إسرائيل أصرت على هذا البند
لكي تتجنب عودة المطالب الفلسطينية المتعلقة بالأراضي الواقعة حول البحر الميت،
ويقع جزء من هذه الأراضي في الضفة الغربية.
أشاد
الوزير الإسرائيلي للتعاون الإقليمي سيلفان شالوم بهذا الاتفاق قائلاً: "لم
ندفع أي ثمن سياسي لهذا الاتفاق التاريخي". على الرغم من كل شيء، يمثل
هذا الاتفاق حافزاً نادراً للأمل في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات الإسرائيلية ـ
الفلسطينية إلى مرحلة الجمود الكامل بعد استئنافها في شهر تموز تحت الضغوط
الأمريكية المستمرة.
ما
زالت هناك بعض النقاط المجهولة حول هذه "القناة بين البحرين". تُقدر
كلفة بناء هذه القناة بين 250 و400 مليون دولار، يجب على الإسرائيليين والأردنيين
والفلسطينيين طلب مساعدة الدول المانحة والمساعدات الخيرية من الجهات الخاصة
بالإضافة إلى الحصول على دعم البنك الدولي.
أشار
سيلفان شالوم إلى أنه سيتم بناء ثلاث قنوات أخرى في المرحلة الثانية. إذا جرت
الأمور كما هو متوقع لها، من المفترض إطلاق أولى طلبات عروض الأسعار الدولية خلال
فترة عام واحد، ومن الممكن الانتهاء من هذا العمل خلال خمسة أعوام.
على
الصعيد البيئي، ما زالت هناك أمور غامضة. تعتبر بعض منظمات الدفاع عن البيئة أن
المؤيدين لهذا المشروع غير قادرين على التنبؤ بعواقبه، لأنه لا أحد يعرف كيف سيكون
تأثير مياه البحر الأحمر على مياه البحر الميت الذي تعتبر نسبة ملوحته الأعلى في
العالم. للرد على هذا الموضوع، أكد المؤيدون لهذا المشروع أن البحر الميت مهدد بالزوال
بدون مياه البحر الأحمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق