صحيفة اللوموند 31 كانون الأول 2013 بقلم
مراسلها الخاص في الرياض بنجامان بارت Benjamin Barthe
تركز اليوم الأول لزيارة فرانسوا هولاند الرسمية
إلى السعودية يوم الأحد 29 كانون الأول بشكل كبير على الحرب الأهلية في سورية
وامتداداتها في لبنان. أعرب الرئيس الفرنسي والملك السعودي عن توافق كبير في وجهات
النظر، الأمر الذي يمثل مؤشراً على المنعطف السعودي للدبلوماسية الفرنسية في الشرق
الأوسط. إن المؤشر على انخراط فرانسوا هولاند هو تغيير برنامج زيارته بشكل يسمح له
بالاجتماع مع طرفين أساسيين للمرور عبر الرياض هما: رئيس المعسكر السني اللبناني
المقرب من العائلة المالكة السعودية سعد الحريري، ورئيس الائتلاف الوطني السوري
أحمد الجربا المخلص للملك عبد الله أيضاً.
تم تكريس محور باريس ـ الرياض الذي بدأه جاك
شيراك عام 2055 بشكل فوري عبر هدية غير مباشرة إلى فرنسا: أي قيام السعودية بتقديم
مساعدة قدرها ثلاث مليارات دولار إلى الجيش اللبناني من أجل شراء أسلحة فرنسية.
تهدف هذه الهبة السعودية إلى مواجهة حزب الله الذي حل مكان الجيش في لبنان والمتهم
بضلوعه في اغتيال رفيق الحريري عام 2005. يقول مستشارو الرئيس الفرنسي: "يجب
الدفاع عن وحدة وسيادة لبنان. يجب التأكيد على احترام الاستحقاقات الدستورية"
ومن ضمنها الانتخابات الرئاسية في شهر أيار 2014.
فيما
يتعلق بسورية، أكد فرانسوا هولاند مرة أخرى دعمه لمؤتمر جنيف 2 للسلام المقرر
انعقاده بتاريخ 22 كانون الثاني في مدينة مونترو السويسرية، هذا المؤتمر الذي يجب
أن يؤدي إلى "عملية انتقالية وليس إلى تمديد للنزاع". تعمل
الرياض وباريس من أجل عدم انحراف جدول أعمال المؤتمر عن البيان الذي أعدته واشنطن
وموسكو في شهر تموز 2012 والذي ينص على تشكيل "حكومة انتقالية تتمتع بكامل
السلطات التنفيذية". تعتبر باريس والرياض أن هذه الصيغة تفترض استبعاد
الأسد من المرحلة المؤقتة، ولكن من العبث تصور أن يقوم الأسد بإبعاد نفسه نظراً
للتقدم الذي تحققه قواته على الأرض. قال أحد مستشاري فرانسوا هولاند: "يواصل
السعوديون تسليح الجيش السوري الحر، ولكن ذلك غير كافي لتغيير موازين القوى".
انتقد هذا المستشار قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين قائلاً: "إن
المعارضة مهددة أكثر فأكثر بعدم قدرتها على تحمل المسؤولية السياسية لمشاركتها في
جنيف 2. ربما لن ينعقد المؤتمر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق