الصفحات

الخميس، ١٩ كانون الأول ٢٠١٣

(اجتماع في ليبيا بين بعض المجموعات الجهادية في عدة دول)

مدونة جورج مالبرونو Georges Malbrunot الإلكترونية 16 كانون الأول 2013

     علمنا من الصحيفة الألمانية Welt am Sonntag بتنظيم اجتماع سري استمر ثلاثة أيام في بنغازي الليبية خلال شهر أيلول. شارك فيه بعض الحركات الأساسية في الجهاد العالمي التي تزدهر في الفوضى الناجمة عن حركات التمرد العربي منذ ثلاث سنوات، من بينها أنصار الشريعة الليبية التي لا تعترف بالمؤسسات في طرابلس، بالإضافة إلى بعض المجموعات الجهادية الليبية والمغربية والمصرية والتونسية الذين اجتمعوا مع ممثلين عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وعن جبهة النصرة في سورية.
     كان الوضع في سورية التي تتقدم فيه الحركة الجهادية على الأرض محور النقاشات. أكدت الصحيفة الألمانية التي لم تذكر مصدرها أنه ربما طالب ممثل أنصار الشريعة التونسية ـ المستقلة عن مثيلتها الليبية ـ أبو إياد بالمطالبة بالتوقف عن إرسال التونسيين إلى سورية لأنه "توجد حاجة ماسة لوجود المقاتلين بالقرب منه" في تونس في حالة تفاقم النزاع مع النظام التونسي. إن أبو إياد ملاحق بسبب تورطه في الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في تونس خلال شهر أيلول 2012.
     لم يتقبل قادة جبهة النصرة طلب أبو إياد لأن الدعم الذي يمثله الجهاديون الأجانب بالنسبة لهم هام جداً من أجل إسقاط بشار الأسد وإقامة الخلافة في المشرق. في النهاية، تم التوصل إلى تسوية عبر السماح للجهاديين التونسيين بالعودة إلى بلدهم، ولكن بالمقابل ربما حصلت جبهة النصرة على ضمانات بأن بقية المقاتلين غير التونسيين الذين سيذهبون إلى سورية سيكونون تحت سلطة جبهة النصرة وليس تحت سلطة منافستها الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة الذي طلب رئيسه أيمن الظواهري أن يتم تركيز جهودها في القتال حول العراق.
     تسعى جبهة النصرة بفضل هذه التسوية إلى السيطرة على الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام التي تزايدت قوتها في سورية بشكل خطير خلال عام 2013 بفضل قرب مكان عملياتها من معقلها في غرب العراق. ولكن منذ نداء الظواهري الذي دعا إلى دعم جبهة النصرة بصفتها الممثل الوحيد لتنظيم القاعدة في سورية، تضاعفت المنافسة بين المجموعتين الجهاديتين.
     إن تسوية بنغازي ـ في حال التأكد منها ـ هامة جداً باعتبار أن التمرد السوري يعيش مرحلة إعادة هيكلته. إن جناحه المعتدل الممثل بالجيش السوري الحر في حالة عجز كامل مقابل المكونات السلفية التي تحافظ على علاقاتها الميدانية مع جبهة النصرة. يشكل التونسيون أحد المكونات الأساسية للمقاتلين الأجانب الذين أغراهم الجهاد في سورية. ما زلنا نجهل ما هي مصادر الصحيفة الألمانية، ولكن الأمر المؤكد هو أن أجهزة الاستخبارات الألمانية نشيطة جداً في تونس وليبيا نقلاً عن مصدر أمني فرنسي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق