صحيفة الفيغارو 18 كانون الأول
2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot
سقط
برميل كبير مرة أخرى على حلب يوم الثلاثاء 17 كانون الأول. إنه برميل خطير جداً
مليء بالمتفجرات، قامت برميه الطائرات المروحية للجيش النظامي للمرة الثانية خلال
ثلاثة أيام على الأحياء المتمردة في الشعار والمعدي شرق حلب. قُتِل 76 شخصاً يوم
الأحد 15 كانون الأول ـ منهم 28 طفلاً ـ ، وانتشل عمال الإنقاذ 18 جثة بين الأنقاض
منهم طفلين وإمرأة وشاب ماتوا تحت وابل النيران القادمة من السماء.
إن
هذه الغارات هي الأكثر دموية منذ بداية التمرد في شهر آذار 2011 ضد نظام بشار
الأسد. أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن هذه البراميل المعدنية المغطاة
بطبقة من الاسمنت المسلح مليئة بالمتفجرات. إن عدم وجود نظام للتحكم يفسر العدد
الكبير في الضحايا عندما تقوم الطائرات المروحية والطائرات المقاتلة بإلقاء
البراميل على مواقع المتمردين. أظهرت بعض الصور المنشورة على الأنترنت أضراراً
كبيرة في المباني وبعض الجرافات التي تقوم بإزالة الأنقاض، وما زال بعض الرجال
يبحثون عن وجود بعض الناجين.
أكد
مصدر أمني سوري أن الجيش لجأ إلى هذه البراميل عوضاً عن الصواريخ المكلفة جداً
لأنها مستوردة من روسيا. أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن
إلى وكالة الصحافة الفرنسية AFP قائلاً: "هناك تصعيد واضح من قبل النظام في قصف الأحياء
المتمردة في حلب من أجل ترهيب السكان في هذه المنطقة". تقع أغلبية
القطاعات المستهدفة في شرق حلب التي يسيطر عليها المعارضون ضد الأسد. لقد اجتاحت
الحرب هذه المدينة التي ما زال النظام يسيطر على الجزء الغربي منها. لا يتردد
النظام في استخدام أشكال بربرية أخرى على الرغم من حرمانه من الأسلحة الكيميائية،
وذلك على أمل خنق المعارضة المجبرة أحياناً على أكل الفئران للبقاء على قيد الحياة
في مواجهة الحصار الذي يفرضه الجيش.
من
الممكن أن يكون تكثيف القمع إعلاناً لتقدم الجيش نحو هذه المناطق في حلب التي تسعى
القوات النظامية بدعم من مقاتلي حزب الله إلى استعادتها قبل مؤتمر جنيف المرتقب في
22 كانون الثاني بهدف إطلاق عملية انتقالية تفاوضية للسلطة. نجح الجيش النظامي في
الأشهر الأخيرة باستعادة بعض المدن والقرى في شرق حلب، كما تقدم نحو الأحياء
الشرقية لمدينة حلب.
أدانت اليونيسيف بعنف معتبرة أنه "لم
يكن مقبولاً استهداف الأطفال بهذا الشكل". لقد قُتِل أكثر من مئة وعشرين
ألف شخص في سورية خلال 33 شهراً. إن تدهور الوضع في حلب يؤكد على ضرورة الإسراع
بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع. تتوقع الأمم المتحدة أن يتضاعف عدد اللاجئين
السوريين مرتين عام 2014 بسبب عدم التوصل إلى اتفاق سلام، وسيصل عددهم إلى 4.1
مليون لاجىء. قام بعبور الحدود الأردنية حتى الآن ستمائة ألف لاجى، وأصبح عددهم
يمثل 10 % من سكان الأردن. كما هرب عدد كبير من العنف باتجاه لبنان بشكل أدى إلى
تزايد أخطار زعزعة استقرار هذا البلد الممزق بسبب التوترات العنيفة بين السنة المؤيدين
للمتمردين والشيعة المؤيدين للأسد. طلبت وكالات الأمم المتحدة من المجتمع الدولي
يوم الاثنين 16 كانون الأول الحصول على 6.5 مليار دولار لمساعدة ضحايا أكبر تحدي
إنساني تواجهه الأمم المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق