صحيفة اللوموند 4 كانون الأول 2013 بقلم مراسلتها في لبنان لور
ستيفان Laure Stephan
قال
رئيس بلدية ضاحية جبل محسن الفقيرة في طرابلس يوسف عبد الحوري متنهداً: "يعيش
العلويون في جبل محسن أسوأ الأوقات في تاريخهم. نحن محاصرون بالأحياء السنية.
الاقتصاد منهار. وتزايدت الاعتداءات ضد الطائفة منذ بداية شهر تشرين الثاني". أدت الاشتباكات بين
جيل محسن وحي باب التبانة في الأيام الثلاث الأخيرة إلى مقتل 11 شخصاً وجرح أكثر من تسعين آخرين. يوم
الاثنين 2 كانون الأول، تم وضع طرابلس تحت سيطرة الجيش لمدة ستة أشهر لاحتواء
العنف.
تفاقمت التوترات بعد تفجير السيارتين المفخختين
أمام جامعين سنيين في طرابلس خلال شهر آب. تحوم الشكوك حول رئيس جبل محسن علي عيد الذي
تحميه دمشق، بأنه قام بتسهيل هروب المشتبه الرئيسي بارتكاب التفجيرين إلى سورية.
لجأ مؤسس الحزب العربي الديموقراطي علي عيد إلى عكار، وتذرع بضعف حالته الصحية لكي
لا يستجيب للملاحقة القضائية التي صدرت بحقه. هناك أيضاً متهمون آخرون بعملية التفجير
موجودون في جبل محسن، تم القبض على بعضهم، وهرب بعضهم الآخر. اعتبر الجنرال
المتقاعد أشرف ريفي المقرب من عائلة الحريري والذي كان رئيس قوى الأمن الداخلي في
لبنان حتى شهر نيسان الماضي أنه "لن يكون هناك تهدئة بدون عدالة".
يرفض جميع سكان جبل محسن (35000 نسمة) هذا التحقيق، ووصفه الحزب العربي
الديموقراطي بأنه "تلاعب".
اشترى يوسف عبد الحوري مؤخراً أرضاً في صافيتا
(جنوب ـ شرق طرطوس) بين العلويين والمسيحيين بسبب الوضع المتدهور في طرابلس، وأشار
إلى أنه لم يعد يتنقل كثيراً في طرابلس خوفاً من التعرض لاعتداء. كما قامت عشرات
العائلات في جبل محسن بالاستثمار في سورية، ولجأت إلى مدينة زغرتا المسيحية
المجاورة.
يشعر
الكثيرون في جبل محسن بالحنين إلى فترة ما قبل الحرب، لم يكن الحي حينها غيتو
مغلق. قال يوسف عبد الحوري متأسفاً: "كنا نعيش معاً بشكل جيد، السنة
والمسيحيين والعلويين. دمرت الحرب الأهلية اللبنانية كل شيء. كنا متحفظين جداً،
ولم نحصل على الحقوق إلا بعد وصول الأسد إلى السلطة في دمشق. كيف لا يمكننا الشعور
بالخطر؟ أصبحت الحرب في سورية طائفية أكثر فأكثر، ومجانين الله في باب التبانة
يعاملوننا باعتبارنا كفاراً وأجانب. إن الجيش عاجز عن حمايتنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق