صحيفة الليبراسيون 1 تشرين الثاني 2014 بقلم
مارك سيمو Marc
Semo
يتعرض رجب طيب أردوغان لانتقادات واشنطن بسبب
انخراطه الخجول في التحالف ضد الدولة الإسلامية ورفضه لفتح قاعدة الحلف الأطلسي في
أنسيرليك Incirlik التركية أمام المهمات الحربية للطائرات
الأمريكية، كما أثار غضب العواصم الأوروبية بسبب موافقته المتأخرة على دخول
التعزيزات الكردية لمساعدة المحاصرين في مدينة قوباني السورية.
قام
رجب طيب أردوغان بزيارة عمل إلى باريس استمرت عدة ساعات يوم الجمعة 31 تشرين
الأول، ووجد في فرانسوا هولاند مُحاوراً يسمع حججه حتى لو لم يوافق عليها بالكامل.
أكد أردوغان قائلاً: "ينحصر الحديث حول قوباني التي لم يبق فيها أحد
باستثناء ألفي مقاتل"، وتطرق إلى الأخطار التي تخيم على المدن السورية
الأخرى مثل حلب المهددة إما من قبل الدولة الإسلامية أو بعودة قوات النظام.
تعتبر باريس وأنقرة أن الضربات الجوية لوحدها لن
تحل مسألة الدولة الإسلامية والدعم التي تحظى به من قبل جزء كبير من السكان السنة
في العراق وسورية. كما أيد قصر الإليزيه الفكرة التي أطلقها أردوغان حول إقامة "مناطق
عازلة"، التي أصبح اسمها الآن "مناطق آمنة"، في شمال
سورية بالقرب من الحدود التركية من أجل استقبال اللاجئين. ولكن الولايات المتحدة
لم تنخرط في هذا الأمر.
تخشى باريس وأنقرة أيضاً من أن تؤدي ضرورة
تدمير داعش إلى تعزيز نظام بشار الأسد. تطالب العاصمتان برحيل بشار الأسد حتى لو
أن مثل هذه الفرضية أصبحت أكثر إشكالية مع تعزيز قوة النظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق