صحيفة الليبراسيون 12 تشرين
الثاني 2014 ـ مقابلة مع الكاتب باتريس فرانسيشي Patrice Franceschi ـ أجرى المقابلة جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin
باتريس فرانسيشي هو كاتب وبحّار وسينمائي وناشر
ومُستكشف، ويقف وراء العديد من المهمات الإنسانية في مناطق الحرب، وقدّم دعماً
دائماً وفعالاً للحركات الكردية في العراق وسورية خلال النزاعات المختلفة. عاد
مؤخراً من المناطق الكردية في سورية، وأطلق صيحة إنذار حول أخطار وقوع مجزرة "سيبرينتشا
جديدة" في حال انتصار الدولة الإسلامية في كوباني.
سؤال:
هل سيكون سقوط كوباني حقاً كارثة بالنسبة للأكراد
السوريين؟
باتريس
فرانسيشي: إذا سقطت كوباني، يمكن التبنؤ منطقياً بأن الدولة
الإسلامية ستُهاجم الجزيرة السورية التي تُشكل أكبر معقل كردي في سورية. سيتم شن
هذا الهجوم من عدة جهات. إن هذا المعقل الذي يضم حوالي مليون ونصف مليون نسمة يقع
على الحدود التركية المغلقة تماماً من قبل الجيش التركي. إذاً، هناك أخطار جدية
بأن تصبح مدن الجزيرة السورية سيبرينتشا أخرى، لأنها تقع في سهل ولأن الأكراد لا
يستطيعوا الصمود بسبب عدم توفر معدات عسكرية ملائمة. يُضاف إلى ذلك أن الجهاديين
يتصفون بوحشية وتقنية مخيفة في المعركة. ولكن سقوط كوباني لا يتعلق بالأكراد فقط،
فهو يعني أيضاً هزيمة الأمريكيين، الأمر الذي سيُثير حماس الدولة الإسلامية.
سؤال:
ما هي نصائحكم بصفتكم مدافعاً متحمساً للقضية الكردية؟
باتريس
فرانسيشي: يقول لي الأكراد: "ساعدونا لكي ندافع عن
أنفسنا. لدينا آلاف الشباب المستعدين للقتال، ولكن ليس لدينا الأسلحة لإعطائها
لهم". إن أكثر ما يحتاجونه هو الأسلحة المضادة للدبابات، ولن يستطيعوا
منع انتشار الجهاديين بدون هذه الأسلحة لأن الدولة الإسلامية تملك بعض الدبابات في
كوباني، ويمكن رؤيتها بالمناظير. باعتبار أن الدولة الإسلامية أعلنت الحرب علينا
أيضاً، يجب عدم نسيان أن مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي هم وحدهم القادرون على
مواجهتها لأنهم الأكثر اندفاعاً وحماساً وانضباطاً وتنظيماً. لهذا السبب لن تسقط
كوباني. إذاً، هناك سبب إنساني وآخر سياسي لعدم السماح بسقوطهم. وستكون كلفة ذلك
اليوم أقل من كلفتها لاحقاً عندما سيفوت الأوان. ولكن يجب علينا الضغط قليلاً على
الأتراك الذين لا يريدوا أن نقدم المساعدة للأكراد.
سؤال:
لماذا تصمم الدولة الإسلامية على ذبح الأكراد الذين تنتمي أغلبيتهم إلى الطائفة
السنية مثلها؟
باتريس
فرانسيشي: أعدت الدولة الإسلامية ترتيباً متسلسلاً لأعدائها: هناك
أولاً اليزيديون ثم المسيحيون ثم الأكراد ثم الشيعة. لأن الأكراد يمثلون أسوأ شيء
بالنسبة لها: أي العلمانية والمساواة بين الرجل والمرأة والديموقراطية. لهذا
السبب، تتجه جميع جهود الجهاديين باتجاه الأكراد وليس ضد قوات بشار الأسد.
سؤال:
إن المعارضة السورية تتهم قادة حزب الاتحاد الديموقراطي بالتواطؤ مع النظام...
باتريس
فرانسيشي: يرد الأكراد بأنه ليس لديهم أي تعاطف تجاه بشار الأسد
الذي اضطهدهم، ولكنه لا يشكل قلقاً ذي أولوية، وأن أراضيهم بعيدة عن دمشق. بشكل
أوضح، إنهم يستطيعون التفاوض مع الأسد، ولكنهم لا يستطيعوا التفاوض مع الدولة
الإسلامية التي تمثل أسوأ أعدائهم. يتعلق الرهان ببقائهم على قيد الحياة: يريد
الأول الهيمنة عليهم، وتريد الثانية إبادتهم. إن مشروع حزب الاتحاد الديموقراطي
واضح جداً: إنه يعالج المشاكل الحريبة واحدة تلو الأخرى مع النظام السوري، ولكنه
ليس صديقاً. وعندما يُطلب من المثقفين الأكراد عما يتمناه حزب الاتحاد
الديموقراطي، يُجيبون: إسقاط الأسد وحكومة ديموقراطية والحكم الذاتي للمناطق
الكردية وحق اللغة الكردية. قال لي أحد قادة حزب الاتحاد الديموقراطي: "نحن
سنبقى اشتراكيين وعلمانيين، والمساواة بين الرجل والمرأة غير قابلة للتفاوض. نحن
نريد أيضاً أن يشارك جميع الأحزاب في حكومتنا. بالتأكيد، هناك بعض الأكراد الذين
لا يريدون الدخول في هذه العملية، ولكنهم يواصلون التفاوض معنا".
سؤال:
كم تقدرون عدد قوات الدولة الإسلامية؟
باتريس
فرانسيشي: أكثر من مئة ألف رجل. أعتقد أن هذا الرقم قريب من
الواقع نظراً للضغط الذي تمارسه الدولة الإسلامية على جبهات مختلفة. في المقابل،
يُقدّر عدد قوات حزب الاتحاد الديموقراطي ما بين خمسة وعشرين ألف وثلاثين ألف
مقاتل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق