صحيفة الليبراسيون بتاريخ 13 شباط 2014 ـ مقابلة مع الباحث المختص بالإرهاب
والمسائل الأمنية مارك هيكتر Marc Hecter،
الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI)
ـ أجرى المقابلة مارك سيمو Marc Semo
سؤال:
ماذا يُمثل الأجانب الذين جاؤوا للانضمام إلى الجهاد في سورية؟
مارك
هيكتر: إن اتساع هذا الظاهرة غير مسبوق. تشير التقديرات إلى أن
عدد الأجانب الذين جاؤوا إلى سورية للقتال مع المجموعات الجهادية يتراوح بين
12.000 و13.000. كان هناك بعض الجهاديين في أفغانستان خلال سنوات الثمانينات،
وتشير أكبر التقديرات إلى أن عددهم وصل إلى 25.000، ولكن خلال حوالي عشر سنوات.
كان الهدف في ذلك الوقت مكافحة الاحتلال السوفييتي. تأسست شبكات خاصة سمحت بولادة
تنظيم القاعدة. ثم تم تفعيل شبكات الجهاد، انطلاقاً من أوروبا، في البوسنة والشيشان
وفي أفغانستان بالتعاون مع حركة الطالبان وبن لادن. ثم وقعت الحرب في العراق التي
جذبت العديد من المقاتلين الأجانب، وأعطت دفعة جديدة لتنظيم القاعدة. ولكن عدد
الجهاديين الأجانب سابقاً لم يكن بهذا العدد الكبير الموجود في سورية حالياً،
ولاسيما فيما يتعلق بالغربيين منهم.
سؤال:
هل هناك الكثير من الفرنسيين؟
مارك
هيكتر: نعم، وعددهم يتزايد. بلغ عدد الجهاديين الفرنسيين في
مختلف مسارح العمليات منذ التسعينيات وحتى عام 2011 حوالي 175 فرنسياً. وتمت
معالجة أوضاعهم قضائياً بعد عودتهم إلى فرنسا. إن هذا العدد لا يتضمن القتلى أو
الذين قرروا البقاء هناك أو الذين لم يمروا عبر رادار العدالة. يُقدر عدد
الفرنسيين المنخرطين بالجهاد في سورية منذ عام 2011 وحتى اليوم حوالي 700 شخص.
تتسع هذه الحركة منذ خطبة الواعظ المشهور في تلفزيون الجزيرة يوسف القرضاوي الذي
دعا في شهر حزيران إلى الذهاب للدفاع عن السنة المضطهدين من قبل بشار الأسد
وحلفائه الشيعة في حزب الله.
سؤال:
ما هي الجنسيات الأكثر تواجداً؟
مارك
هيكتر: فيما يتعلق بمواطني الدول الإسلامية، السعوديون هم
الأكثر عدداً ثم التونسيون ثم الليبيون والأردنيون. في الدول الغربية، الفرنسيون هم
الأكثر عدداً بالإضافة إلى البريطانيين والألمان. على أي حال، إذا أخذنا بعين
الاعتبار عددهم بالمقارنة مع عدد السكان، فإن الدانمارك وبلجيكا والنمسا والنرويج
هم أكثر تعرضاً لهذه الظاهرة من فرنسا.
سؤال:
هل هناك صفات مشتركة لهم؟
مارك
هيكتر: لا. هناك جميع الصفات. يوجد بعض الشباب من الأوساط
السلفية أو حتى الذين لم يكونوا يمارسون الطقوس الدينية حتى الآن، ثم أصبحوا
راديكاليين عبر متابعة المناظر المرعبة في هذا النزاع على الشبكات الاجتماعية.
هناك الكثير من الشباب، ولكن هناك أيضاً ذلك الرجل السعودي (85 عاماً) الذي تم
الاحتفاء به في المنتديات الجهادية. هناك الكثير من الذين ذهبوا لوحدهم، ولكن
بعضهم جاء مع زوجته وأطفاله للإقامة في "أرض الإسلام". تبقى
النساء بعيدة عن المعارك في أغلب الأحيان، ولكن ذلك لا يمنعهن من التقاط الصور مع
السلاح. يُعلن بعضهم أنه يريد نقل الجهاد إلى الغرب، ويؤكد البعض الآخر أنهم جاؤوا
إلى سورية فقط من أجل الدفاع عن إخوانهم ضحايا النظام الدموي الكافر.
سؤال:
ما العمل لمواجهة هؤلاء الشباب العائدين من سورية؟
مارك
هيكتر: لا يوجد أسلوب صحيح مئة بالمئة. بدأ تنفيذ برامج "لإزالة
الراديكالية" في السعودية وأندونيسيا وحتى في أوروبا ولاسيما بريطانيا.
الفكرة هي وضع الجهاديين السابقين أمام سلطات دينية معتدلة لكي تشرح لهم أن تنظيم
القاعدة هو انحراف طائفي وبعيد جداً عن الإسلام. في الحقيقة، لم تمنع هذه البرامج
من تكرار هذه الظاهرة. تراهن فرنسا على المعالجة القضائية التي تتوافق مع مبادىء
العلمانية: لا مجال إطلاقاً لقيام الدولة بشرح ما هو الإسلام الجيد إلى أحد
الجهاديين. ينقص فرنسا الوسائل لضمان المراقبة والرقابة على هؤلاء الشباب، كما
رأينا في قضية محمد المراح. تم تعزيز القوانين التشريعية منذ ذلك الوقت. من الأسهل
مراقبة رجل عائد من الجهاد في الخارج، حتى لو لم يقم حتى الآن بعمل يستوجب العقاب
في فرنسا. على أي حال، إن السجن ليس حلاً مثالياً: يقضي الجهاديون عدة سنوات في
السجن دون أن يتم عزلهم فيه، وبالتالي يمكنهم تغذية روح المنافسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق