صحيفة الفيغارو 10 شباط 2014 بقلم جورج
مالبرونو Georges
Malbruont
إنها
قضية ستثير موجة من ردود الفعل بين باريس وبيروت. يسعى الرئيس السابق للأمن العام
وأحد أعمدة الهيمنة السورية على لبنان الجنرال جميل السيد إلى تعيين نفسه كمفوض
دائم لجزر مارشال لدى اليونسكو في باريس. ربما سيتمكن رئيس الجواسيس السابق من
تجنب احتمال تعرضه للملاحقة القضائية من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بفضل
الحصانة الدبلوماسية التي قد يحصل عليها. ما زال جميل السيد يؤكد براءته على الرغم
من أن اسمه ما زال وارداً في التحقيق باغتيال الحريري.
تشعر اليونيسكو بالحيرة لأنها لا تملك الوسائل
لمعارضة مثل هذا التعيين عندما يكون صادراً عن دولة ذات سيادة. تقع جزر المارشال
في شمال المحيط الهادي، ويبلغ عدد سكانها ستين ألف نسمة، وقد أبلغت اليونيسكو
بترشيح الجنرال جميل السيد من أجل تمثيلها. قال أحد الدبلوماسيين العرب: "أثار
هذا الترشيح اضطراباً كبيراً داخل اليونيسكو التي لا تريد رؤية وصول رجل له ماضي
سيء". تم توجيه اتهامات إلى جميل السيد والأمن العام بين عامي 1998 و2005
تتعلق بقمع المتظاهرين والمعارضة المعادية لسورية و"ترهيب" بعض
المثقفين اللبنانيين داخل هذه المعارضة.
إن
تطفله على الساحة الدبلوماسية الباريسية سيزعج فرنسا أيضاً. كان جميل السيد قد
شارك في التمديد للرئيس اللبناني السابق إميل لحود في خريف عام 2004 بناء على طلب
سوري وضد رغبة رفيق الحريري وصديقه جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك. لم
يكن هذا الجنرال اللبناني الصغير القامة وذو النظرة الثاقبة منبوذاً، وتعاون بشكل
فعال مع أجهزة الاستخبارات الفرنسية والأمريكية خلال سنوات عديدة في مجال مكافحة
الإرهاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق