صحيفة اللوموند 8 شباط 2014 بقلم وزير
الخارجية الفرنسي سابقاً هوبير فيدرين ووزيرة الخارجية الأمريكية سابقاً مادلين
أولبرايت والمحامية الإيرانية شيرين عبادي التي حازت على جائزة نوبل للسلام عام
2003
من
المفترض أن تكون الألعاب الأولمبية استعراضاً مدهشاً، ولكن استعراضاً آخراً مختلف
جداً يجري على مسافة ألف كيلومتر منها. إن الثلج والبرد في سورية هما عاملان
يهددان حياة النساء والأطفال الذين يعانوا أصلاً من نقص الطعام والدواء. إن
الشجاعة والتصميم اللتين يمكن قراءتهما على وجوههم تُعبّر عن قوة تحمّل تضاهي قوة
أفضل الأبطال الرياضيين في سوتشي، وعن تصميم ليس أقل إدهاشاً من أجل البقاء على
قيد الحياة رغم كل شيء.
لنتذكر أنه يوجد في سورية أكثر من تسعة ملايين
شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، أي أكثر من 13 ضعفاً من عدد الأشخاص الذين سنحت
لهم الفرصة بالمشاركة أو حضور الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي. هناك 40 % من
المستشفيات عاطلة عن العمل، واضطر مليونا طفل
أن يتركوا مدارسهم. إذا كانت الألعاب الأولمبية تمثل نموذجاً لأفضل ما
توصلت إليه الإنسانية، فإن الاستعراض في سورية يعطي لمحة عن أسوأ من يمكن أن تفعله
الإنسانية. إن الألعاب الأولمبية الشتوية تجري في مكان غير بعيد عن أسوأ أزمة
إنسانية في عصرنا.
من
المفترض أن تُعبّر الألعاب الأولمبية عبر التاريخ عن أهداف التعايش السلمي واللعب
النظيف وأن تكون فرصة لهدنة حقيقية يتم تطبيقها خلال فترة الألعاب. بالتأكيد، إن
النزاعات التي يشهدها العالم دوماً تؤكد على مدى أهمية وطموح هذه الأهداف، ولكن
هذا التناقض مع الواقع الذي يظهر في سورية
بشكل واضح، لا نراه في أي مكان في العالم. تتعرض هذه الأهداف الأولمبية المعلنة
للانتهاك بشكل لا مثيل له في الماضي.
إن
الانخراط الروسي حاسم في سورية وسوتشي: بإمكان الرئيس فلاديمير بوتين أن يجعل من
هذه الألعاب الأولمبية فرصة لتلبية الاحتياجات الصارخة لملايين الأشخاص الأبرياء
بشكل ينسجم مع الألعاب الأولمبية. يستعد فلايمير بوتين لاستقبال ممثلين عن العالم
بأسره في سوتشي، إنها فرصة ثمينة أمامه لكي يبرهن أن هذه الألعاب الأولمبية
الطموحة جداً يمكن أن تكون علامة في التاريخ، وتصبح حدثاً رياضياً سيفخر به الشعب
الروسي والعالم بأسره. دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس 6 شباط
جميع الأطراف المتنازعة في العالم إلى هدنة أولمبية. بموجب هذه الروح الأولمبية، نحن ندعو السيد بوتين إلى تعزيز هذه
الدعوة، وأن يترك علامة في التاريخ عبر الاعتماد على ثلاث ركائز.
أولاً، الهدنة. يجب مضاعفة الجهود للتوصل إلى
اتفاق داخل مجلس الأمن في الأمم المتحدة حول قرار إنساني يدعو الأطراف المتنازعة
إلى تسهيل وصول المساعدة والسماح للإغاثة بعبور جميع الحدود وخطوط الجبهة من أجل إيصال المساعدة إلى
المحتاجين، عبر تطبيق عمليات محلية لوقف إطلاق النار على سبيل المثال. ثانياً،
اللعب النظيف. يجب أن يفرض هذه القرار على جميع أطراف النزاع التخلي عن تكتيكاتهم
الحربية غير القانونية والتي يعود تاريخها إلى عصور قديمة مثل الحصار الكامل على
المدن، والهجمات المتعمدة على المستشفيات والمدن، بشكل يسمح للمدنيين بمغادرة
مناطق المعركة. ثالثاً، التعايش السلمي. إذا عززت روسيا انخراطها من أجل مفاوضات
السلام الجارية، فإنها ستساهم في فتح الطريق أمام مستقبل يسمح للسوريين من جميع
الطوائف والأصول أن يعيشوا معاً بسلام مرة أخرى.
بالتأكيد، لن تتمكن روسيا من القيام بذلك
لوحدها. ولكن الرئيس بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف أظهرا أنهما كانا قادرين
على تعبئة جهود كبيرة وكنوز من الدبلوماسية، ولاسيما خلال الاتفاق على الأسلحة
الكيميائية بالتعاون مع الولايات المتحدة. إن القيام بتحرك مماثل ربما يسمح بتحقيق
ما ندعو إليه جميعاً من كل قلوبنا من أجل تخفيف معاناة الشعب السوري. إذاً، نحن
نطلب من الرئيس بوتين أن يبرهن على الروح الأولمبية التي تهب على سوتشي ورياضييها
عبر الانخراط بشكل فعلي من أجل السوريين. نحن نتمنى للشعب الروسي ألعاباً أولمبية
جميلة.
ملاحظة: قام
بالتوقيع على هذا المقال أيضاً الممثل السوري جمال سليمان ووزير الخارجية الأردني
السابق مروان المعشر ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق شلومو بن عامي وبعض وزراء
الخارجية السابقين والسفراء السابقين في أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك
والمغرب وبعض رجال الأعمال والقضاة والفنانين الأوروبيين والموظفين السابقين في
الأمم المتحدة، وهذه هي أسماء بقية الموقعين على المقال ومناصبهم السابقة:
ـ مورتون أبراموفيتشMorton Abramowitz سفير الولايات المتحدة السابق في تركيا سابقاً
ـ هالدر أسغريمسون Halldor Asgrimsson رئيس الوزراء في إيسلندا سابقاً
ـ لويد أكسوورثيloyd Axworthy رئيس الوزراء في كندا
سابقاً
روبيرت بادانتير Robert Badinter وزير العدل في فرنسا سابقاً
محمد بن عيسى Mohammed Benaissa وزير الخارجية في المغرب سابقاً
صامويل بيرغر Samuel Berger المستشار للأمن القومي في الولايات المتحدة سابقاً
ريتشارد برانسون Richard Bransonمؤسس شركة فيرجين Virgin
روني برومانRony Brauman الرئيس منظمة أطباء بلا حدود سابقاً
طوني برينتونTony Brenton السفير
البريطاني في روسيا سابقاً
هانز فان دين بروك Hans van den Broek وزير الخارجية الهولندي سابقاً
غرو هارليم برونتلاندGro Harlem Bruntland رئيس وزراء النرويج سابقاً
ماريا ليفانوس كاتاويMaria Livanos Cattaui الامينة العامة لغرفة التجارة الدولية سابقاً
إيريك ديريك Erik Derycke وزير الخارجية في بلجيكا سابقاً
جان إنغلاندJan Egeland معاون الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية سابقاً
بيتر غابريلPeter
Gabriel موسيقي
خايم غاماJaime Gama وزير الخارجية في البرتغال سابقاً
ريتشارد غولدستونRichard Goldstone قاضي سابق في الأمم المتحدة داخل المحاكم الجنائية
الدولية في يوغسلافيا ورواندا
روزاريو غرينRosario Green وزير خارجية المكسيك سابقاً
نيلز هيلفيك بيترسونNiels Helveg Petersen وزير خارجية الدانمارك سابقاً
جون هولمز John Holmes معاون الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية سابقا
جاب دوهوب شيفرJaap
de Hoop Scheffer وزير خارجية هولندا سابقاً، والأمين العام للحلف الأطلسي سابقاً.
مو إبراهيم Mo Ibrahim رئيس مؤسسة مو إبراهيم
وضاح خنفرWadah Khanfar رئيس منتدى الشرق
ثابو سيسيل ماغوباThabo
Cecil Makgoba مطران مدينة كاب تاون سابقاً
مارك هالوك براون Mark Malloch-Brown معاون الأمين العام للأمم المتحدة سابقاً
ساداكو أوغاتاSadako Ogata مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سابقاً
أنا دو بالاسيوAna de Palacio وزير خارجية اسبانيا سابقاً
توماس بيكرينغThomas Pickering سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سابقاً
سوران بيتسوانSurin Pitsuwan الأمين العام لتجمع دول جنوب شرق آسيا سابقاً
ليدي بولفير Lydie Polfer وزيرة خارجية اللوكسمبورغ سابقاً
مالكوم ريفكندMalcolm Rifkind وزير خارجية بريطانيا سابقاً
روبينز ريكوبيرو Rubens
Ricupero الأمين العام لمؤتمر
الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية سابقاً
خافيير سولاناJavier Solana المفوض الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية سابقاً
ياسمين سوكاYasmin Sooka محامية من جنوب أفريقيا، وعضو لجنة الحقيقة والمصالحة سابقاً
جورج سوروس George Soros مؤسس شركة Open Society
بار ستينباكPär Stenbäck وزير خارجية فنلندا سابقاً
إيريكا تيربستراErica Terpstra رئيسة اللجنة الأولمبية الهولندية سابقاً
Desmond Tutu مطران مدينة
كاب تاون سابقاً، وحامل جائزة نوبل للسلام عام 1984
كنوت فولباكKnut Vollebaek وزير خارجية النرويج سابقاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق