صحيفة الفيغارو 8 شباط 2014 بقلم جورج
مالبرونو Georges Malbrunot
تم
يوم الجمعة 7 شباط إخلاء الدفعة الأولى من السوريين الذين كانوا محاصرين ضمن شروط
مخيفة في حمص منذ أكثر من 600 يوم بفضل اتفاق وهدنة بين الجيش والمتمردين. يُشكل
هؤلاء المدنيين، المسنين والنساء والأطفال، جزءاً من حوالي ثلاثة آلاف شخص محاصرين
منذ شهر حزيران 2012 في أحياء المدينة القديمة الواقعة تحت سيطرة المتمردين
والمحاصرة من قبل قوات نظام بشار الأسد.
أشار
تلفزيون الدولة إلى أن ثلاث حافلات على الأقل قامت بإخلاء حوالي ستين مدنياً. حصل
المدنيون الذين تم إخلاؤهم على الإسعافات الأولية والطعام في أحد الأبنية الواقعة
في مخرج المدينة القديمة، وذلك قبل صعودهم إلى الحافلات. هذا الإخلاء هو الأول من
نوعه منذ حزيران 2012، وتم التوصل إليه بفضل اتفاق بين الأطراف المتصارعة والأمم
المتحدة. دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التطبيق من أجل السماح بهذه العملية.
كان
الوضع الإنساني يدعو لليأس داخل الأحياء المتمردة بسبب الحصار، وكان السكان يجمعون
كل ما يجدونه لكي يأكلونه. قال أحد الناشطين المعارضين للأسد: "انتهى
الكابوس"، ولكنه "خائف من قيام النظام باعتقال الذين خرجوا".
أشار محافظ حمص إلى أنه من المفترض استمرار عمليات الإخلاء خلال الأيام القادمة،
وتشمل الأطفال دون الخامسة عشر عاماً والرجال الذين تتجاوز أعمارهم 55 عاماً والنساء. إنها البادرة
الإنسانية الأولى للنظام منذ الجولة الأولى للمفاوضات مع المعارضة في جنيف التي لم
تثمر عن أي شيء. ستبدأ الجولة الثانية يوم الاثنين 10 شباط، وقد أعلنت دمشق يوم
الجمعة 7 شباط عن موافقتها للمشاركة فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق