صحيفة اللوموند 29 آذار 2014 بقلم مراسلها
في استانبول غيوم بيرييه Guillaume Perrier
وبنجامان بارت Benjamin
Barthe
تقدمت الكتائب
المتمردة في جبل التركمان في بداية الأسبوع، وفاجأت نظام الأسد الذي كان
يركز جهوده للسيطرة على المنطقة الحدودية مع لبنان. وصل المتمردون إلى البحر
المتوسط للمرة الأولى بتغطية ضمنية من الجيش التركي الذي أسقط طائرة مقاتلة سورية،
وسمح بعبورهم عبر الأراضي التركية. ولكن هذا الاختراق الذي أوقف سلسلة من الهزائم
المقلقة للمعارضة، يبدو أنه توقف بسبب قوة النيران الكثيفة لدى القوات النظامية.
قصف
الطيران السوري يوم الخميس 27 آذار هضبة إستراتيجية اسمها النقطة 45. أشارت وكالة الأنباء
الفرنسية AFP نقلاً عن مصدر عسكري سوري إلى أن القصف أجبر
المتمردين على التخلي عن هذه الهضبة المرتفعة التي تطل على محافظة اللاذقية. بشكل
موازي، قصف الجيش النظامي المناطق المحيطة بالقرية الأرمنية كسب التي استولى عليها
المتمردون يوم الأحد 23 آذار، كما استولوا في الوقت نفسه على المركز الحدودي
التابع لها.
أشار
رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن دمشق حشدت آلاف الجنود
وعناصر الميليشيات من الطائفة العلوية. تُسيطر السلطة السورية شيئاً فشيئا على مواقع
المتمردين منذ سقوط القصير في شهر حزيران 2013، ولا يمكنها السماح بتقدم خصومها
داخل معقلها دون أن ترد بسرعة وقوة. كما قُتِل رئيس لجان الدفاع الوطني هلال
الأسد، ابن عم بشارالأسد، خلال المعارك في كسب.
قالت
الناشطة المعارضة للأسد رانيا قيصر أثناء زيارتها لباريس: "إن النظام غاضب
جداً، وأرسل العديد من التعزيزات إلى الساحل. سيؤدي ذلك إلى تخفيض الضغط على
الجبهات الأخرى. تعززت معنويات الثوار بعد هذا الهجوم المفاجىء". ولكن
الباحث السياسي رضوان زيادة، عضو الحكومة المؤقتة للمعارضة، كان أقل حماساً وقال: "هناك
ضغط شعبي قوي جداً من أجل نقل المعركة إلى أرض الأسد، ولكن بما أن النظام يسيطر
على الجو، فإن الهجوم لن يذهب بعيداً. هناك خطر كبير بوقوع تجاوزات في اللاذقية
التي تسكنها العديد من الأقليات. إنها إستراتيجية قصيرة النظر". هل
سيستطيع رجال جبهة النصرة تجنب أعمال الترهيب الطائفية؟ يعتبر هؤلاء الراديكاليون
أن الأرمن والعلويين هراطقة بالإضافة إلى الاشتباه بهم بأنهم يدعمون النظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق