صحيفة اللوموند 7 آذار 2014 بقلم
هيلين سالون Hélène
Sallon
يواجه مجلس التعاون الخليجي أهم أزمة في تاريخه
منذ تأسيسه عام 1981. أعلن وزراء خارجية السعودية والبحرين والإمارات يوم الأربعاء
5 آذار عن استدعاء سفراءهم من قطر، وذلك بعد اجتماع صاخب لوزراء خارجية مجلس
التعاون الخليجي. تنتقد السعودية قطر بسبب دعمها للإخوان المسلمين على الرغم من
الحرب التي تشنها القاهرة ضد الإخوان الذي أصبحوا "منظمة إرهابية"
من الآن فصاعداً. أصبحت قطر ملجأ لقادة الإخوان المسلمين ورؤوس أموالهم، وتعتبر
الأنظمة الملكية السنية أن الدوحة تشجع تغلغلهم في الخليج.
يعتبر المراقبون أن أخطار التصعيد محدودة جداً.
هناك عدة عوامل تدفع نحو تعزيز التعاون داخل مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما
الملفات الإقليمية الهامة مثل الأزمة السورية وضرورة تشكيل جبهة واحدة ضد إيران
الشيعية. قالت مديرة معهد CAPmena الباحثة
المختصة بدول الخليج فتيحة دازي هيني Fatiha
Dazi-Héni: "إنها ليست أزمة حقيقية، بل
أسلوباً لممارسة الضغوط على قطر لكي تلتزم بمواقف بقية دول المجلس... ابتعد الشيخ
تميم عن سياسة والده المغالية، ويراهن على التقارب مع السعودية، وتبنى موقفاً
منسجماً ومتوازناً... على الرغم من ذلك، قررت الرياض وأبو ظبي المزاودة في
مواقفهما، وتبنتا لهجة دبلوماسية غير متوازنة تجاه هذا الأمير الشاب المخلص
لهما". ولكن يبدو أنه من غير المتوقع أن يتراجع الشيخ تميم بشكل كامل عن
السياسة الخارجية القطرية التي ورثها عن والده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق