الصفحات

الثلاثاء، ١١ آذار ٢٠١٤

(يجب الإسراع باستئناف المساعدة الإنسانية إلى مخيم اليرموك)

صحيفة الفيغارو 11 آذار 2014 ـ مقابلة مع مدير مكتب الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (UNWRA) فيليبو غراندي Philippo Grandi الذي ذهب إلى مخيم اليرموك بتاريخ 24 شباط الماضي ـ أجرى المقابلة مراسلها في إسرائيل سيريل لوي Cyuille Louis

سؤال: ما هو أكثر شيء أصابكم بالصدمة في مخيم اليرموك؟
فيليبو غراندي: أمضيت ساعة ونصف في مخيم اليرموك، وانصعقت من التناقض بالمقارنة مع زيارتي السابقة بنهاية عام 2012. لم تكن المعارك قد اجتاحت المخيم في ذلك الوقت عندما كانت المعارك تحتدم حوله. بعد مرور أربعة عشر شهراً، أصبحت المنطقة التي ندخل عبرها إلى الحي انطلاقاً من مركز دمشق، تُذكرنا بمدينة الأشباح. بالنسبة للأبنية الواقعة بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش وتلك الخاضعة لسيطرة المعارضة، أصبحت مجرد قوقعة فارغة اجتاحتها الانفجارات وأصبحت سوداء اللون بسبب النيران. لم يعد هناك تجارة ولا سكان. توقفنا في مركز توزيع الطعام الذي كان ينتظر أمامه مئات الأشخاص النحيلي الجسم والمنهكين. لقد صُدمت من الرعب في عيونهم أكثر من الصدمة بسبب معاناتهم الجسدية. كان هناك شيء من الوهم والكارثة....
سؤال: هل استطعتم التنقل بحرية داخل الحي؟
فيليبو غراندي: كنت بمرافقة الجيش السوري الذي طلب مني، باسم الاعتبارات الأمنية، عدم التهور بالذهاب إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. يجب القول أن الوضع لم يكن هادئاً على الرغم من الهدنة التي تم التوصل إليها بين النظام السوري والمعارضة. كانت أصوات العيارات النارية والأسلحة الثقيلة مسموعة من بعيد. على الرغم من ذلك، استطعت الاجتماع مع بعض سكان الحي الذين رووا لي التجربة المرعبة للعزلة التي فُرضت عليهم. كان الكثيرون منهم لم يتناولوا الطعام منذ عدة أيام، وقالوا لي أنه لا يتوفر لديهم أي مركز للمعالجة. أظهر البعض رغبتهم بالحصول على مساعدتنا للخروج من المخيم. اضطررت أن أشرح لهم بأن إخراجهم ليس سياسة مكتب الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين. في الحقيقة، نحن نخشى من أن يؤدي إخلاء مخيم اليرموك بإشراف أحد الأطراف إلى القيام بعمليات اعتقال عديدة.
سؤال: بماذا تنصحون؟
فيليبو غراندي: كما قلت إلى السلطات السورية في نهاية شهر شباط، يجب الإسراع باستئناف المساعدة الإنسانية التي اضطررنا إلى قطعها تدريجياً في العام الماضي. في بداية عام 2013،  قمنا بتعليق نشاطاتنا التقليدية (التعليم والصحة) من أجل القيام ببعض عمليات التوزيع العاجلة. ثم أجبرنا اتساع المعارك إلى تقليل هذه الخدمات، ثم إلى تعليقها في شهر أيلول الماضي. أثارت هدنة 18 كانون الثاني بعض الأمل، وسمحت لنا باستئناف هذه المساعدة بشكل متقطع. للأسف، تم فسخ هذا الاتفاق بين مختلف الأطراف، وتوقف مرة أخرى عمليات التسليم التي نقوم بها منذ أكثر من عشرة أيام.
سؤال: ما هي الاحتياجات الأكثر ضرورة اليوم؟
فيليبو غراندي: يجب إيصال الطعام والمساعدة الطبية قبل أي شيء آخر. قمنا بتوزيع ثمانية آلاف كرتونة غذائية مخصصة لإطعام عائلة خلال عشرة أيام بين تاريخ 18 كانون الثاني ونهاية شباط. إذا انطلقنا من مبدأ أن ثمانية عشر فلسطيني بالإضافة إلى العديد من السوريين ما زالوا يعيشون في مخيم اليرموك، من الواضح أنه لم يعد يبقى أي شيء. بالطريقة نفسها، استطعنا تسليم عشرة آلاف جرعة من اللقاحات ضد شلل الأطفال. ولكن في الوقت نفسه، ما زال هناك نقص كبير في المعدات الطبية الضرورية لتقديم العلاج الأولي.
سؤال: هل الحصار المفروض على مخيم اليرموك هو الحصار الوحيد؟
فيليبو غراندي: لا، هناك بالتأكيد الكثير من الأوضاع المشابهة في سورية. إن هذه المآسي ستلاحق ضمائرنا خلال العقود القادمة، كما هو الحال بالنسبة للمآسي التي تعرضت لها منطقة البحيرات الكبرى أو دول البلقان.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق