صحيفة اللوموند 18 آذار 2014 بقلم
مراسلتها في لبنان لور ستيفان Laure Stephan
احتفل أنصار حزب الله في بيروت يوم الأحد 16
آذار باستعادة مدينة يبرود السورية عبر مظاهرات عفوية. أكدت القوات النظامية
ومقاتلي حزب الله استعادة السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة بين دمشق
ولبنان، وذلك بعد هجوم استمر ثماني وأربعين ساعة. إن استعادة يبرود تمثل هزيمة
ساحقة للمتمردين في هذه المدينة التي كانت بمثابة قاعدة خلفية تسمح لمقاتلي جبهة
النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وللجيش السوري الحر بالحصول على المؤن والسلاح عبر
مدينة عرسال اللبنانية الواقعة تحت سيطرة التمرد، وبشن الهجمات ضد دمشق.
أشار بعض الناشطين المعارضين للأسد إلى أن القصف
تزايد على يبرود في الأيام الأخيرة، وأن انسحاب أعداد كبيرة من المتمردين منها
ربما ساهم في تسريع سقوط يبرود. تنوي دمشق متابعة هجومها باتجاه مدينة رنكوس التي
لجأ إليها العديد من المتمردين.
إن استعادة يبرود تمثل انتصاراً هاماً للجيش
السوري بعد ثلاث سنوات من بداية التمرد ضد بشار الأسد. قال مصدر في حزب الله: "أبدت
دمشق وحلفاؤها نزعة هجومية أكبر لأن التمرد أصابه الضعف. كانت جبهة النصرة منتشرة
بكثافة في القلمون بشكل أضعف النظام، ولكن بإمكانه الآن إرسال قواته إلى معارك
أخرى هامة في حلب ودرعا".
اعتبر مسؤولو حزب الله أن استعادة يبرود كانت
هامة جداً، لأنه في هذه المدينة كان يتم
تحميل السيارات بالمتفجرات لتفجيرها في المناطق الشيعية خلال الأشهر الأخيرة في
لبنان. قام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه في قرية النبي عثمان الشيعية يوم الأحد 16
آذار، مما أدى إلى مقتل شخصين.
إذا
تأكد انسحاب المتمردين السوريين باتجاه المناطق المحيطة بعرسال، فإن ذلك يهدد
بتأجيج التوتر بين السنة والشيعة. شنت دمشق يوم الأحد 16 آذار عدة غارات جوية على
المنطقة الجبلية الفاصلة بين القلمون وعرسال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق