صحيفة الليبراسيون 7 آذار 2014
بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre
Perrin
كانت
السعودية وحلفاؤها يكتفون سابقاً بإظهار انزعاجهم من قطر عندما يعتبرون أنها تجاوزت
الحدود. ولكن هذه المرة انفجر غضب السعودية والإمارات والبحرين، واتهموا قطر علناً
بالتدخل في شؤونهم الداخلية، واستدعوا سفرائهم من الدوحة يوم الأربعاء 5 آذار.
تُهدد هذه الأزمة بخطر شل مجلس التعاون الخليجي
في لحظة حاسمة: الحرب في سورية والأزمات الخطيرة في مصر وليبيا بالإضافة إلى حرب
العصابات في اليمن وانسحاب الولايات المتحدة من المنطقة وصعود إيران نحو الطاقة
النووية...
في
الحقيقة، كانت الأزمة بين الرياض وبقية الممالك النفطية كامنة منذ عدة سنوات،
ولكنهم كانوا يبذلون جهودهم لإخفائها داخل مجلس التعاون الخليجي وعدم إظهار
خلافاتهم إلى العلن إطلاقاً. ظهر بعض الأمل في تغيير السياسة القطرية بعد تنازل
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن السلطة، وبدا أن ذلك يترافق مع الابتعاد عن الشيخ
يوسف القرضاوي. ولكن سرعان ما عاد التوتر بين الرياض والدوحة بسبب الحرب في سورية،
وتسعى كل عاصمة إلى السيطرة على زعامة التمرد السوري. ثم وقع الانقلاب في مصر الذي
أجج الخصومات بين العاصمتين. لا شك أن مسألة الإخوان المسلمين الذين تكرههم الرياض
تُفسّر الأزمة الحالية جزئياً، ولكن سبب الغضب السعودي يبدو أنه قرار الدوحة
بالموافقة على استقبال معارضي بقية الأنظمة الملكية الخليجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق