افتتاحية صحيفة الليبراسيون 28
آذار 2014 بقلم إريك ديكوتي Eric Decouty
يجب
على الدول الغربية أن تواجه تهديداً إرهابياً جديداً. يتجسد هذا التهديد بالشباب
وأصحاب الجنح غير المتدينين في الماضي، ولكنهم اعتنقوا الإسلام الراديكالي تحت
تأثير بعض إخوانهم أو في أغلب الأحيان عبر المتابعة الدائمة لمواقع الأنترنت. إنهم
أطفال تائهون وقعوا بأيدي بعض الإرهابيين المتمرسين لكي يصبحوا جهاديين مستعدين
للموت في سورية أو أي مكان آخر. تحوّل مئات الفرنسيين إلى "مجانين
الله" خلال عدة أسابيع، كما هو الحال بالنسبة لأعضاء خلية كان ـ تورسي
(باسم المدينتين الفرنسيتين Cannes وTorcy) التي يعتبرها القضاء الفرنسي أنها المجموعة
الأكثر خطورة منذ نهاية سنوات التسعينيات. لأن الكثيرين من هؤلاء الرجال يدعون إلى
توسيع حربهم حتى أرض الكفار في الغرب. ولكن أنظمتنا الديموقراطية اليوم لا تملك
الوسائل الكافية لمواجهة خطر هؤلاء الشباب الذي يصعب تعقبهم، ولا تستطيع العدالة
ملاحقتهم قبل هروبهم للمشاركة في الحرب، ولا يمكن الإمساك بهم بعد عودتهم من
الجهاد.
تعتمد برامج "نزع الراديكالية"
في فرنسا على معالجة هذا الخطر قضائياً بعكس الوضع في بعض الدول الأوروبية. من
الممكن ملاحقة بعض الشباب فور عودتهم من سورية دون أن يرتكبوا جنحة أو جريمة.
ازدادت المراقبة عليهم منذ قضية محمد المراح، ولكن القوانين والإجراءات الأمنية
والقضائية ما زالت محدودة. يجب على المسلمين المعتدلين أن يتحملوا حصتهم من
المسؤولية أمام الاتساع المتزايد لهذا التهديد، وأن يشرحوا للجهاديين السابقين ـ
كما هو الحال في بريطانيا ـ أن تنظيم القاعدة لا علاقة له بالإسلام الحقيقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق