صحيفة الفيغارو 25 آذار 2014 بقلم
مراسلتها في استانبول لور مارشاند Laure Marchand
دخلت
الحرب في سورية بشكل مدوي في حملة الانتخابات التركية، وتجسّد ذلك بقيام طائرة
حربية تركية بإسقاط طائرة ميغ 23 سورية يوم الأحد 23 آذار. إن توقيت هذا الحادث
يؤجج الجدل حول إمكانيات وجود خلفيات أخرى وراءه، فقد وقع الحادث في أسبوع
الانتخابات المحلية التركية المرتقبة في 30 آذار. اتهمت المعارضة التركية رئيس
الوزراء رجب طيب أردوغان بأنه يقوم بمناورة لتحويل الأنظار عن فضائح الفساد
والمصاعب التي يواجهها على الصعيد الداخلي.
استطاع المتمردون السوريون السيطرة على مدينة
كسب يوم الاثنين 24 آذار، وكانوا قد استولوا قبل يوم واحد على المركز الحدودي
الاستراتيجي في هذه المنطقة العلوية التي تمثل معقل عائلة الأسد.
تساءل الكاتب التركي قدري غيرزل Kadri Gürsel المتخصص بالسياسة الخارجية قائلاً: "إن
السؤال المشروع هو معرفة فيما إذا كانت الطائرة السورية تمثل تهديداً خطيراً ضد
الأمن التركي، إنه أمر غير مُقنع إطلاقاً،
ولم يستمر تحليق الطائرة السورية إلا عدة ثواني. إن الحكومة في وضع صعب، وهي تستغل
هذه الحادثة".
أصبحت الأحداث في سورية مقترنة بالأحداث في
تركيا منذ أسبوع. قام ثلاثة أشخاص، اثنان من ألبانيا وآخر من كوسوفو باعتبارهم
جهاديين قادمين من سورية، بإطلاق النار يوم الخميس 20 آذار أثناء تفتيش روتيني في
الأناضول، الأمر الذي أدى إلى مقتل شرطي وجندي. أشار وزير الداخلية التركي إفكان
علا Efkan Ala إلى أن الرجال الثلاثة كانوا في مهمة للذهاب
إلى استانبول ونشر الفوضى فيها قبل الانتخابات.
أخيراً، تهدد السلطات التركية باحتمال التدخل في
سورية من أجل الدفاع عن ضريح سليمان شاه، جد مؤسس السلالة العثمانية، الذي يقع
داخل قطعة أرض تركية في منطقة حلب، وقد تخلت فرنسا عن هذه الأرض إلى تركيا في
اتفاقية أنقرة عام 1921. يوجد 25 جندي تركي في هذه الأرض. هددت مجموعة الدولة
الإسلامية في العراق وبلاد الشام بتدمير الضريح في حال عدم انسحاب الجنود الأتراك.
قال الرئيس التركي عبد الله غول: "إنها قطعة الأرض الوحيدة التي تقع خارج
وطننا. سيتم الدفاع كما لو أننا ندافع عن أمتنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق