صحيفة الفيغارو 5 آذار 2014 بقلم
مراسلتها في لبنان سييبل رزق Sibylle Rizk
يُعتبر الجيش اللبناني غالباً أنه "آخر
حصن للاستقرار في لبنان"، ويحظى بدعم واسع جداً في لبنان والمجتمع
الدولي. يترافق هذا الاجماع مع حاجة المؤسسة العسكرية لإخفاء نقاط ضعفها. قال أحد
المحللين العسكريين الذي فضل عدم الكشف عن هويته: "خلال الهجوم على معقل
الشيخ السلفي أحمد العسير في شهر حزيران الماضي، اضطرت قوات الكوماندوس إلى الذهاب
من أجل جر دبابة روسية قديمة تعطلت في منتصف الطريق".
يعاني الجيش اللبناني من سوء التجهيز بدون شك،
وذلك على الرغم من تواجده على جميع الجبهات: ابتداءاً من اتساع النزاع السوري إلى
لبنان وانتهاءاً بتزايد عمليات التفجير الإرهابية، دون نسيان وضع الحرب الكامنة مع
إسرائيل وضرورة حماية المنصات المستقبلية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية...
تم تحديد احتياجات الجيش اللبناني في الصيف الماضي بحوالي 4.6 مليار دولار خلال
خمس سنوات، منها 1.6 مليار بشكل عاجل. لم يحصل الجيش اللبناني على أي شيء خلال عام
2013، ثم وقعت المفاجأة عندما تم الإعلان عن الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات
دولار لشراء أسلحة فرنسية لصالح الجيش اللبناني.
إنها
هدية غير مسبوقة من حيث الحجم، وأثارت بعض التساؤلات في بيروت حول دوافعها. لأن
السعودية هي الداعم الأساسي لتحالف 14 آذار في مواجهة حزب الله الذي تموله وتسلحه
إيران، الخصم الإقليمي الرئيسي للسعودية. يُفسّر البعض هذه البادرة بأنها وسيلة
لتغيير موازين القوى على حساب حزب الله الذي ما زال يبرر ترسانته بالضعف الهيكلي
للجيش اللبناني تجاه العدو الإسرائيلي.
لم
يكن خصوم حزب الله بالضرورة سعيدين جداً بهذه الهدية إلى الجيش اللبناني الذي
يعتبرونه متساهلاً جداً معه بسبب سنوات التعاون العديدة مع حزب المقاومة
الإسلامية. تعززت صورة هذا الجيش باعتباره "مؤيداً لحزب الله"
بعد دوره في قمع المجموعات الأصولية السنية، الأمر الذي أدى إلى تعرضه لبعض عمليات
التفجير الانتحارية، وقد تبنى الفرع اللبناني لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة
آخر هذه العمليات في نهاية شهر شباط.
قال
المستشار في الشؤون العسكرية فادي عساف: "إن الاستراتيجية العسكرية
اللبنانية القديمة التي تعتبر أن إسرائيل هي عدوها الوحيد أصبحت غير صالحة اليوم.
ولكن تحديد استراتيجية بديلة أصبح مستحيلاً ضمن الوضع الحالي للانقسامات
اللبنانية. في هذا السياق، يراهن الجيش على الحذر، ويركز على احتياجاته العملياتية
الفورية".
إذاً، لا يمكن في الوقت الحالي تسليم معدات يمكن
أن تؤدي إلى تغيير المعطيات الاستراتيجية مثل نظام للدفاع الجوي يكون قادراً على
ردع الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، أو مثل نظام مراقبة للحدود بشكل
يمنع حزب الله من إرسال مقاتليه لدعم بشار الأسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق