صحيفة الفيغارو 9 آب مقالاً 2014 بقلم
صامويل فوري Samuel Forey
يمثل
استيلاء الجهاديين على مدينة سنجار ضربة صاعقة بالنسبة لكردستان. لم يبذل أكراد
العراق أي جهد لمساعدة الأكراد السوريين في كفاحهم المسلح ضد بشار الأسد أو ضد مختلف المجموعات الجهادية في سورية. ولكن
المقاومة الكردية بدأت بتنظيم نفسها ضد هجمات الدولة الإسلامية بشكل براغماتي. قال
أحد مستشاري حكومة إقليم كردستان دون أن يذكر اسمه: "إن وحدات حماية الشعب
الكردي في سورية وبقية الفصائل موجودة في المنطقة للقتال ضد الجهاديين، وهذا أمر
طبيعي. هناك عدة أحزاب كردية في عدة دول مع إستراتيجيات مختلفة، ولكن الأولوية
اليوم هي القتال ضد منظمة إرهابية وحشية". قال الناطق الرسمي باسم حكومة
إقليم كردستان للشؤون الخارجية ديندار زيباري Dindar Zebari: "يمكنني القول أنه هناك
مواجهات في كل مكان، ويتم الاستيلاء على المدن ثم الخروج منها، ولم يعد هناك حدود
بين العراق وسورية. إنها الفوضى في كل مكان، وجميع الأكراد يواجهونها قدر
استطاعتهم".
إن
هذه الوحدة بين الأكراد على الأرض لا تعني بالضرورة وحدتهم على الصعيد السياسي حتى
الآن على الأقل. هناك
الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يمثل القوة السياسية الأولى في العراق، وهناك
ثلاثة حلفاء طبيعيين هم: حزب الاتحاد الديموقراطي في سورية وحزب العمال الكردستاني
في تركيا والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يمثل الحزب الكردي الثاني في العراق.
قال المحلل السياسي في كردستان العراق أوزليم أتاي Ozlem Atay: "لا أعتقد بوجود وحدة
مقدسة، ولا يوجد أي حزب يطالب بها بشكل علني. هذه هي كردستان وعالمها الصعب: من
الصعب التوحد حتى في اللحظات الأكثر صعوبة وأهمية. ولكن هناك وحدة بين القوات على
الأرض في الوقت نفسه، وهو أمر غير مسبوق، وربما تكون هذه الوحدة مؤقتة".
بغض
النظر عن مدى وحدة الأكراد، يتفق الجميع على أن الدولة الإسلامية أكثر قوة من
الأكراد حتى في حال وحدتهم. بدأت الولايات المتحدة بقصف المواقع الجهادية البارحة
8 آب، ولكن باراك أوباما كان واضحا بقوله: "ليس هناك حل عسكري أمريكي
للأزمة". في الوقت الحالي، إن الأكراد يواجهون الجهاديين لوحدهم على
الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق