صحيفة الليبراسيون 5 آب 2014
بقلم مارك سيمو Marc
Semo
كان
مسيحيو الشرق موجودين في الشرق الأوسط قبل الفتح الإسلامي له، وكان مهد المسيحية.
أصبح الوجود المسيحي مهدداً في هذه المنطقة ولاسيما في سورية والعراق، أما الأقباط
في مصر فهم أكبر أقلية مسيحية في العالم العربي ويبلغ عددهم ثماني ملايين نسمة على
الرغم من ضغوط الإسلاميين واستمرار هجرة الأقباط.
كان
عدد المسيحيين في سورية مليوني نسمة قبل الحرب الأهلية، ودفعوا ثمناً باهظاً
بسببها. لم يبق هناك أي مسيحي تقريباً في المناطق الواقعة تحت سيطرة التمرد
ولاسيما منذ صعود قوة المجموعات الجهادية. من الصعب جدا تقدير عدد المسيحيين
الباقين في المناطق الحكومية حتى لو كانوا غير مهددين مباشرة من قبل النظام البعثي
الذي يضمن حمايتهم كما كان عليه الحال مع صدام حسين في العراق.
كان
عدد المسيحيين في العراق 1.3 مليون نسمة عام 2003، منهم ستمائة ألف في بغداد وستون
ألفاً في الموصل، وأصبح عددهم اليوم أربعمائة ألف على الأكثر يتوزعون بين العاصمة
والمنطقة الكردية المستقلة ذاتياً. إن أغلب المسيحيين الذين لجأوا إلى المنطقة
الكردية يعتبرونها مكاناً مؤقتاً للإقامة قبل الرحيل إلى الغرب، ويخشون من عدم
الاستقرار في المنطقة وضغوط الدولة الإسلامية على الحدود مع كردستان وتصفية
الحسابات السياسية بين الأكراد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق