صحيفة الليبراسيون 13 آب 2014 بقلم مارك سيمو Marc Semo
بدأت
فكرة تعزيز قدرات مقاتلي القوات الكردية تأخذ طريقها أكثر فأكثر بين الدول الغربية
من أجل إيقاف تقدم جهاديي الدولة الإسلامية. أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران
فابيوس يوم الثلاثاء 12 آب: "المقصود هو مساعدة الأكراد والعراقيين على
امتلاك وسائل المقاومة والتغلب على الجهاديين إذا كان ذلك ممكناً"، وحض
نظراءه في دول الاتحاد الأوروبي على الاجتماع بشكل عاجل.
أعلنت الإدارة الأمريكية مساء يوم الاثنين 10 آب
عن تسليم شحنات من الأسلحة إلى المقاتلين الأكراد "بالتعاون مع الحكومة
العراقية". إن قوات البشمركة هي الأكثر تنظيماً وفعالية في العراق
حالياً، ويبلغ عددهم مئة ألف رجل تم تعزيزهم بعد التعبئة العامة. ولكن يجب على
البشمركة أن تسيطر على خط الجبهة الذي يبلغ طوله ألف كيلومتر، وتنقصهم المعدات
المتطورة ولاسيما الصواريخ المضادة للدبابات. أما الجهاديون فقد سيطروا على الأسلحة
الثقيلة التي تخلى عنها جنود الجيش العراقي في الموصل في بداية شهر حزيران.
أكد
النائب الأوروبي والرئيس السابق للجنة العسكرية في البرلمان الأوروبي أرنو دانجان Arnaud
Danjean قائلاً: "يمكن
أن يكون القصف ذو أهمية كبيرة لإيقاف تقدم الجهاديين، ولكنه لا يكفي لوحده من أجل
تغيير موازين القوى. من هنا تأتي فكرة تسليح أولئك الذين يقاومون بشكل أفضل، حتى
لو كان واضحاً أنه لا يمكن ضمان استقرار العراق إلا عبر حل سياسي". من
هنا تأتي ضرورة المساعدة الغربية وانخراط الدبلوماسية الفرنسية التي تأمل بجر
شركائها مع الدعم البريطاني.
ما
زال الأوروبيون حذرين جداً ومنقسمين، ويعتقد بعضهم في أوروبا الشرقية أن الأزمة
العراقية تأتي في المرتبة الثانية بالمقارنة مع الأزمة الأوكرانية. وأعرب بعضهم
الآخر عن القلق من إمكانية سقوط هذه الأسلحة بأيدي سيئة، وهذه هي الحجة المستخدمة
سابقاً لعدم مساعدة التمرد الديموقراطي السوري، الأمر الذي أدى إلى تعزيز نظام
الأسد والإسلاميين الأكثر راديكالية في الوقت نفسه. إن تعزيز القدرات العسكرية
للأكراد يُهدد أيضاً بتسريع تقسيم العراق، وهي مسألة أساسية بالنسبة للدول الغربية
والدول المجاورة. كما أن تركيا في حالة تأهب على الرغم من
العلاقات الجيدة مع المنطقة الكردية المستقلة ذاتياً باسم مصالحهما الاستراتيجية
المشتركة.
إذا
كان هناك إجماع أوروبي، فإنه يتركز حول المساعدة الإنسانية من أجل دعم مئات آلاف
اللاجئين الذين يتدفقون إلى كردستان. أكد أرنو دانجان قائلاً: "إنه أمر
جيد أن تكون هناك إرادة بالتحرك ضمن الإطار الأوربي، ولكن لا يجب أن يشكل ذلك شاهد
نفي، لأنه لا شيء يمنع فرنسا من إرسال الأسلحة بمبادرة خاصة منها". لاشك
أن الإطار القانوني معقد، فما زال الحظر الأممي على إرسال المعدات العسكرية إلى
العراق قائماً باستثناء القوات الحكومية. ولكن قوات البشمركة تشكل جزءاً من الجيش
العراقي مهما كانت درجة استقلاليتهم، كما أن الحكومة المركزية في بغداد أرسلت
معدات عسكرية وذخيرة إلى عاصمة المنطقة الكردية على الرغم من الخلافات الكثيرة مع
أربيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق